براثن اليزيد ندا حسن
المحتويات
يزيد الراجحي ابني الراجل اللي قال إنه هيرجع كل حاجه راحت حتى لو بالمۏت كنك مكنتش راجل في كلمتك يا ابن نجية والطار اللي قولت هتاخده كان لعبة من ألاعيبك
أبتعد عنها وهو يتذكر تلك الأيام الذي مرت على عائلته قهرا ثم قهرا تلك الأيام الذي توعد بها أنه سوف يعود بحقهم مهما كلف الأمر هل كما تقول والدته أنه لم يكن رجلا بحديثه!
استدار إليهم مرة أخرى ولكن وجهه لم يكن يحمل ملامحه السابقة وهو يدافع عنهم بل يحمل ملامح الاڼتقام والحقد والقسۏة ليقول بهدوء مخيف
سيطرت ملامح الفرحة على ثلاثتهم وبالأخص عمه سابت تهللت اساريره وكادت أن تخرج الفرحة لتتجسد أمامه من عينيه
ما هذه التراهات جميعا كيف لي أن أفكر هكذا عاد مرة أخرى للقسۏة عاد لحدته وعنفوانه وهو يحدث نفسه
هل قلت ما ذنبها وما ذنبي أنا وما ذنب أمي أن تعيش أرملة وما ذنب عمي أيضا ما ذنب الجميع عليها أن تتحمل كل ما سيحدث فلم يكن هناك سبب غير عائلتها فيما حدث لنا إذا لتتذوق براثن اليزيد وترى كيف تكن.
استمعت إلى طرقات على باب الغرفة لتستفيق من حالة اللاوعي التي وقعت بها بعد أن استيقظت من نومها منذ ساعات وهي تفكر بمستقبلها المجهول وقفت على قدميها متجهة إلى باب الغرفة لتفتحه بهدوء وجدت شقيقتها الكبرى تقف أمامها ويبدو أنها علمت ما حدث من والدها لتدلف إلى الداخل مغلقة الباب خلفها بهدوء بينما جلست مروة على الفراش مرة أخرى ناظرة للفراغ محتضنه الوسادة الخاصة بها
ليه عملتي كده يا مروة!
نظرت إلى شقيقتها بذهول ولم تكن متوقعة منها هي بالأخص أن تسألها مثل هذا السؤال لتقف على قدميها بعد أن ألقت الوسادة بعيدا هاتفه بحدة
وقفت ميار على قدميها لتواجهها وهي أيضا لا تدري حقا ماذا عليها أن تقول
أنا
عارفه شعورك والله بس لو كنت استنيتي شويه وحاولنا نلاقي حل كان ممكن يحصل
ابتسمت بمرارة وهي تجيب شقيقتها بسخرية فقد حاول الجميع ولم يجدوا حل سوا ذلك وكأنه كتب عليها أن تكن زوجة ابن عائلة الراجحي
جلست ميار على الفراش وهي تفكر ما هذه التراهات التي ظهرت من العدم لتقلب حياتهم هكذا فهم يعيشون منذ تلك الحاډثة ولم يتحدث أحد من هذه العائلة أو تأتي كلمات على اسم الٹأر
أنا مش فاهمه ايه الجنان ده بجد!.. هما جايين بعد مۏت ابنهم ب خمس سنين ياخدوا طاره وبعدين كمال مقتلهوش أصلا دا كان ڠصب عنه وهو اتحبس وخد عقابه ومشي دا كان صاحبه... أنا مش مطمنة للحوار ده أبدا
نعم شقيقتها محقه ولكن هل هناك حل. هل هناك ما تستطيع أن تفعله ليعودا عن قرار زواجها من رجل لا تعرف عنه شيء أبدا الجميع يضغط عليها هي تريد الرفض بكل قوتها ولكن لا تستطيع فهم يستطيعوا أن يقتلوا ابن عمها الذي أعجبت به بيوم من الأيام غير ذلك عمها وزوجته أنهم تعاملوا معها كما لو أنها ابنتهم ما ذنبهم أن ېموت ابنهم المتبقي لهم بعد رحيل كمال وهجرته عنهم وما ذنب تامر أيضا في أن يعاقب على شيء ليس له دخل به إذا وما ذنبها..
خرجت من شرودها على صوت شقيقتها وهي تقول بهدوء شديد أو ربما برود
طب وتامر هو موافق على كده
نظرت بعيدا ثم أجابتها بهدوء تحاول أن تسيطر عليه ليبقى معها قليلا
مرات عمي قالتلي أنه مش موافق وبتقولي اقنعه وأنا أصلا عايزه اللي يقنعني
ابتلعت شقيقتها غصة تكونت في حلقها بسبب ما أخفته عنها وتذكرت حزنها المرير على كل شيء يحدث حولها ولكن أردفت في النهاية بتردد وارتباك
مروة أنا عايزه اقولك حاجه
استدعت انتباهها لتقول مستكملة حديثها بقلب فتر من الحزن
تامر كلمني آخر مرة لما كنا عندهم من شهرين تقريبا وقالي أنه... أنه بيحبك وعايز يخطبك ومستني لما تفتحي المعرض بتاعك والمفروض أنه كان خلاص هيتكلم في الموضوع ده وأنا عارفه أنك كنت معجبة بيه صح.
ابتسمت لها بمرارة بينما تكونت الدموع بعينيها لتقول بصوت مخټنق بالبكاء
أنا عارفه أنه كلمك
نظرت إليها الأخرى باستغراب لتكمل قائلة بجدية شديدة
سمعته وهو بيتكلم معاكي يومها لما طلعتوا الجنينة... أنا كنت معجبة بيه عادي شخصيته كلامه رجولته وجدعنته زيه زي أي حد لكن خلاص يعني اعتقد كل ده مالوش داعي دلوقتي وكمان لو كلمك مش عايزاه يعرف اني كنت عارفه ولا حتى إنك قولتيلي
تممت جملتها بدموعها التي خرجت من عينيها تتسابق وكأن بذلك سيكون الخلاص مما يحدث لتتقدم منها شقيقتها بحزن بالغ عليها وعلى نفسها واخذتها باحضانها لتبكي هي پقهر ومرارة على أيامها القادمة الذي لا محال في الفرار منها.
_________________________
وقف ېصرخ بهم في بهو المنزل وهو يشعر أن روحه سوف تزهق منه وتخرج إلى خالقها يشعر أن كل الحب والعشق الذي كنه في قلبه لكي يحافظ عليها يذهب هدرا الآن اشتد الڠضب به وكيف لا وهو الذي تسلب منه معشوقته الصغيرة كيف لا وهو معرض للمۏت في أي لحظة دون أسباب وفي بلدتهم عائلة الراجحي معها كامل الحق للأخذ بالٹأر ما هذه الخرافات..
أنت إزاي تقولهم وإزاي تقولوا لمروة.. يعني قولتلها من أسبوع وكل شوية رايح مصر علشان تقنعها لحد ما وافقت انتوا فاكرني عيل صغير علشان تعملوا كده أنا مش هسمح أنكم تعملوا فيها كده وحتى لو بمۏتي
نحبت أمه وظلت تبكي فهي منذ الصباح تحاول أن تجعله يهدأ ويلين ولكن كيف وهو الأحق بابنة عمه الذي داب عشقا بها منذ سنوات بينما حاول والده التحدث قائلا
يابني الله يرضى عليك مفضلش غيرك ليا أنا وأمك من يوم أخوك الكبير ما هاجر وسابنا.. صحيح هو مقتلش
متابعة القراءة