أنشودة الأقدار ج٣ سلسلة الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز


تديني فرصة
قاطعه صوتها الشجي وهي تنتحب قائلة
مكنتش هقدر اتحمل .. كان عندي المۏت أهون . أنا كنت بټعذب في كل مرة كنت بتبصلي فيها باحتقار ..
امتزجت عبراتها مع حزنه فاقترب ناثرا اعتذاره على جبينها فأخلت سبيل مخاوفها التي جاءت بين نهنهاتها المتقطعة
كلامك كان بېقتلني . كنت بتمني المۏت في الدقيقة مېت مرة . انا منستش يا سليم. لسه الۏجع جوايا كنت بحاول أنساه بيك كنت بترمي في عشان دا المكان الوحيد اللي كنت بهرب فيه من كل خۏفي و ألمي . مكنتش هقدر اتحمل نظرة واحدة منك ترجعني للعذاب دا تاني 

خطت بأجاج كلماتها على جراحه الغائرة فاحتدمت و تأجحت ليزداد ألمه أضعافا مما جعله يشدد من احتوائها وهو يقول بأسى
في حاجات أنت متعرفيهاش يا جنة.. أنا كنت بټعذب أضعاف ما پتتعذبي . أنا كنت ببعدك عني بالكلام دا . كنت بقولهولك عشان اسمعه لنفسي و أحاول أهرب من مشاعري ناحيتك . 
صمت لثوان يسترد أنفاسه الهاربه من براثن ألمه العظيم ثم أردف بنبرة موقدة
أنت اقټحمتي قلبي وحياتي ڠصب عني . حاولت بكل الطرق ارفضك مكنتش عارف . 
رفعت رأسها تناظره بأعين التمعت بهم نجوم الحب فتابع بعشق انبثق من عينيه و أنساب من بين شفتيه 
كنت نقطة ضعفي أنا للي عمري ما عرفت يعني ايه ضعف ..
لامست كلماته قلبها الذي تأجج بداخلها يشكو له چرحا لازال نازفا
بس أنا كنت بتوجع يا سليم . كنت بتوجع اوي 
امتدت يديه تحتوي وجهها وهو يقترب منها هامسا أمام عينيها بندم 
أنا عارف إني غلطت في حقك كتير . بس كان ڠصب عني . 
سقطت عبراتها على كفوفه المحتضنة وجهها و أجابته بخفوت
عارفة .. و خفت المرادي بردو يكون ڠصب عنك . 
لم يعد يحتمل ندوب الماضي ولا آلام الحاضر فنفض عنه آثار الذنب وهو يقول بخشونة
انسي . انسي كل اللي حصل و اوعي تفكري فيه أنا عمري ما هظلمك ولا هوجعك أبدا
سحب أنفاسها إلى داخله لتطيب بها ألامه قبل أن يتابع بلهجة محترقة 
أنت روحي لا ينفع أعيش من غيرك ولاينفع أعيش بعيد عنك ..
لونت ثغرها التوتي بسمة هادئة سرعان ما انمحت واسدل القلق ستائره على صفحة وجهها و تجلى في نبرته حين قالت 
طب هنعمل ايه دلوقتي بعد رجوع.
قاطعها بقسۏة 
اللي حصل دا مش هيغير حاجه في حياتنا. رجوعه من عدمه واحد. أنا دفنت أخويا مرة و انتهت .
تفاجئت من قسوته فهمست بخفوت 
طب ومحمود 
ميستاهلوش . محمود ابني أنا و أنت . 
كانت لهجته قاطعه ولكنها لم تستطيع إلا أن ان تطمئن فاستفهمت على استحياء 
طب و ممتك 
سليم بنفاذ صبر
هي حرة في موقفها منه . لكن عمرها ما هتقدر تأثر عليا. ولا حتى هتحاول . و اقفلي عالموضوع دا ..
عاندت بتوسل 
سليم ..
قاطعها بصرامة 
جنة خلاص . 
اذعنت لرغبته رغما عنها فقالت بتذمر 
طيب 
غير دفة الحديث قبل أن يتشعب أكثر و قال بخشونة 
أنا كلمت الدكتور بتاعك و قالي لو حابين نكمل جلسات هنا في القاهرة هو هيتابع معانا لأن أصلا شغله الأساسي هنا ولو حابة نكمل هناك مفيش مشكلة 
تعلم طريقته في مراضاتها و أيضا راق لها أنه من بين كل ما يحدث لم يغفل عن أي شيء يخصها فهمست بخفوت 
أنت عايز ايه 
أنا عايزك تكوني مرتاحة اللي هيريحك هعمله.
كم هو رائع هذا الرجل دلاله و عشقه و حنانه كل شيء به كان له مذاقه الخاص فقد كان نموذجا مثاليا للجبر بعد طول الصبر 
طب و راحتك أنت
استفهمت بدلال فأجابها بلهجته الخشنة التي تترك بصماتها علي قلبها العاشق 
راحتي أنك تكوني جنبي و معايا على طول..
استرد أنفاسه من أنفاسها قبل أن يأسرها بين جنبات صدره و كأنه يتأكد من أن وجودها لم يكن حلما بل واقع يعيشه و يتمتع به ثم أردف بلوعة 
متتصوريش غيابك اليومين اللي فاتوا عمل فيا ايه يا جنة 
مسدت خصلات شعره
 

تم نسخ الرابط