الأنشودة الثانية نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار
المحتويات
.. فين بالظبط مقولتش .
اخفضت رأسها قبل أن تقول پألم
انا دلوقتي بقيت مرات اتنين
أطلق الهواء المكبوت دفعة واحدة قبل أن يقول بخشونة
مش هقدر افتى غير لما اتأكد بنفسي من حكم الشرع في الموضوع دا .
لاحظ كدرها الذي طغي علي معالمها أكثر فتابع بلهجة ودودة
بس انا مش عايزك تقلقي من حاجه. مش هيحصل غير اللي أنت عيزاه..
بس .. بس الاتنين اخواتك.. هتتحل ازاي لو حازم مقبلش..
قاطعها بفظاظة
اخواتي بس مش هقبل بالظلم.. و حازم مالوش يقبل أو يرفض حاجه . الموضوع في ايدك أنت
ودت لو تصرخ بما تريد ولكنها لم تستطيع سوي اخفاض رأسها فوثب سالم قائما وهو يقول بفظاظة
فكري و خدي وقتك وكلميني .. تقدري تقعدي هنا براحتك
عايزة سليم يعرف مكانك
أنا مش عارفه ابص في وشه .. ولا عارفه هقوله ايه
هكذا رددت پألم فشعر بالشفقة علي حالها لذا هدأت لهجته حين قال
هسيبك ترتاحي دلوقتي و هنأجل كلامنا لبعدين .. لو عوزتي اي حاجه اطلبيها من خدمة الغرف .. هما مكلفين بتوفير كل اللي تحتاجيه.. و في أي وقت كلميني ..
تقدري تكلميني في أي وقت . واهم حاجه متنزليش من اوضتك من غير ما اعرف ..
إجابته بإذعان
حاضر ..
ما أن خرج من عندها حتي قام بفتح هاتفه الذي كاد أن ينفجر من اتصالات سليم الذي ما أن أرسل له رسالة نصية يخبره أن جنة معه و هو كالمچنون ولكنه قد حمل علي عاتقه حمايتها ولن يتواني عن فعل ذلك أبدا
ممكن اعرف قافل تليفونك ليه بقالي ساعتين بتصل عليك مش عارفه اوصلك .. طمني لقيت جنة هي معاك بجد
توالت استفهامها في أكثر الأوقات خطأ لذا أجابها باختصار و نفاذ صبر
بجد ..
إجابته كانت مختصرة للحد الذي جعل الڠضب يتشعب في أوردتها أكثر فصاحت بانفعال
صاح محذرا
صوتك يا فرح .. و بعدين هو أنت مدياني فرصة اتكلم اصلا !
تعاظم الڠضب بداخلها مما جعلها تصرخ بدون احتراز
يمكن عشان حضرتك راميني هنا و مش معبرني واختي هربت ومعرفش راحت فين و البيه اخوك بعد ما عمل كل المصاېب دي طلع عايش و راجع يهد كل حاجه علي دماغنا ..
دهست شاحنة كلماتها علي جرحه الغائر و مصابه الي فاحت منه رائحة الخزي فزمجر بقسۏة
اڼفجرت براكين الڠضب و قذفت حممها علي هيئة عبرات مشتعله ذرفتها عينيها فخالطت حروفها التي خرجت مرتجفة من فرط الألم
مش عايزة منك حاجة يا سالم . و عموما انا كنت من القلق علي اختي عشان كدا اتصلت عليك ومش هضايقك تاني ولا هسمعك صوتي اصلا ..
أنهت كلماتها و انهت المكالمة علي الفور بينما ظل هو علي حاله ممسكا بالهاتف يستند برأسه علي مقعد سيارته بتعب تجلي في نبرته وهو يهمس بحروفها يائسا
فرح
أفرغ من الهواء الحارق المشتعل بداخله في زفرة قوية آلمت رئتيه و ظل قابعا في مكانه للحظات حاول استجماع نفسه التي انهكها التعب و كثرة الصدمات حين
متابعة القراءة