الأنشودة الثانية نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار

موقع أيام نيوز

كان استفهاما يحوي عتابا قاسېا علي قلبها ولكنه لم يتيح لها الفرصة للرد إذ تابع قائلا 
انا كان ممكن أقوله علي مكانك . بس حبيت اتكلم معاك الاول ..
رفعت رأسها دلالة علي انصاتها الي ما يريد قوله فقال ويديه تجذبانها الي السيارة حتي يقيها هي و الصغير من هذا البرد القارس
تعالي نقعد في العربية عشان نعرف نتكلم ..

بالفعل اطاعته حتي استقرت الي جانبه في السيارة التي أدارها ليصل الي أحد المحلات التي تصنع المشروبات الساخنة و قام بطلب كوب من الشيكولاته الدافئة التي أخبرته فرح يوما بأنها تحبها و ناولها الكوب حتي يدفئ جوفها و انتظر أن تهدأ قليلا قبل أن يقول مشددا علي كل حرف يخرج من بين 
انت مش لوحدك يا جنة . أنت حواليكي ناس كتير بتحبك فمينفعش أبدا تهربي وتسبيها هيتجننوا من القلق كدا .. 
أوشكت علي الرد فاوقفها بحركة من يده حين تابع بصرامة
هخلص كلامي و قولي اللي أنت عيزاه بعدها.. 
اومأت بالإيجاب فتابع بلهجة اهدأ قليلا
بخصوص الوضع اللي أنت فيه دا فأتأكدي ان محدش هيقدر يفرض عليك حاجه . و اللي أنت عيزاه بس هو اللي هيحصل . 
همست پضياع
تقصد ايه
سالم بحزم
اقصد انك مسئوليتي انا من النهاردة. أنت و ابنك و كذلك حازم و سليم . شوفي ايه اللي هيريحك وانا معاكي فيه . واوعي تخافي من حد وانا موجود.. سمعاني
لا تنكر شعور الراحة الذي تسرب الي قلبها جراء كلماته فهمست بامتنان 
انا مش عارفه اشكرك ازاي
سالم مقاطعا 
متشكرنيش و متكرريش اللي عملتيه النهاردة تاني . الهروب عمره ما كان حل بالعكس .. دا هيضرك و هيضر اللي حواليكي ..
نجح في إضرام نيران الذنب بقلبها فقالت بأسف 
انا عارفه انكوا اكيد قلقتوا عليا و أكيد فرح اټجننت.. انا كان نفسي تكون جنبي و اترمي في كان نفسي اخدها هي و محمود و اهرب لبعيد 
تحفزت خلاياه من حديثها و قاطعها بحدة 
فرح دي ملكية خاصة مينفعش تتحرك خطوة واحدة بعيد عني .. 
لاحت ابتسامة باهتة علي من حديثه عن شقيقتها و همست بخفوت 
فرح محظوظة بيك.. و بتحبك اوي علي فكرة ..
اي حب الذي يمكن أن يصف ما بينهم أنه تخطي حتي شيء أشبه بالهوس يجعل شوقه لها لا ينضب ابدا بل كلما اقترب منها يتعاظم الشوق بداخله أكثر فلا يستطيع الابتعاد عنها أبدا
عارف فرح دي تميمة الحظ بتاعتي .. 
هكذا خرجت الكلمات من جوفه محملة بأشواق عاتية لوجودها بجانبه و خلق لها فقط..
ربنا يخليكوا لبعض ..
هكذا همست حين شاهدت تبدل ملامحه وهو يتحدث عنها و نظراته التي رقت ولكن تبدلت لهجته ما أن لاحظ تغيير مسار الحديث فأعاد الدفة الي الموضوع الأساسي مرة أخرى حين قال بخشونة
قرري أنت عايزة ايه وعرفيني 
لم تستطيع منع نفسها حين قالت بلهفة 
طب . طب انا ممكن اطلب طلب 
اطلبي ..
تحشرجت نبرتها وهي تقول 
انا محتاجه اقعد لوحدي شويه مش قادرة اتواجه مع حد . ولا أتكلم حتي ..
لم تكن تعرف كيف تصيغ كلماتها ولكنه فطن ما تريده فقال باختصار وهو ينطلق بسيارته
زي ما تحبي 
لم يكن يحتمل حتي النفس الذي يبقيه علي قيد الحياة و ود لو يتوقف قلبه عن النبض يعلن نهايه حياته و ألمه الذي جعله يقف بتلك البقعة النائية في أرضهم وهو يبكي
تم نسخ الرابط