همس الجياد مروة جمال
الفصل الأول
منذ عامين
إيناس إيناس
كان يقف على شاطئ البحر وينادي عليها بصوت مرح
إيناس خلاص الشط كله عرف إسمي
شريف وكمان حيعرفوا إنك حبيبتي
إيناس يا مچنون
شريف كده طيب جبتيه لنفسك
إيناس حتعمل إيه
شريف حتشوفي
بمرح نعم كانت تلك لحظاتي معك يا شريفلحظات من المرح مجرد لحظات فلقد تركتني بعد الزواج بشهر واحد
وهكذا كانت ملامح وجهها تتأرجح بين الإنبساط والإنقباض بسمة ودمعة فهي غارقة في بحر من الذكريات وترفض العودة للواقع فالواقع لا يوجد به سوى الحقيقة التي تأبى أن تتعايش معها لقد ماټ شريف
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية ملامحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي ببضع سنوات يداها المرتعشة تمسك بمصحف صغير تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع وبكاء كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها الدافئ بعيدا عن برودة المشفى التي تحمل روائح الداء والدواء معا فثريا سيدة مصرية تقليدية منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما إحتضنتها وقدستها لأبلغ الحدود فمجرد أن تدلف للمنزل تشعر بالحميمية والدفئ الصادرة من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمسالأثاث العتيق والسجاد الفاخر عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها منبئة بطعام دافئ ټشتم طعمه اللذيذ قبل أن تتذوقهزمت شفتيها وهي تحاول أن تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ أيام قابعة بهذا المشفى هي وإبنتها وزوجها تاركة إبنها الأصغر ليعيث في منزلها فسادا أغلقت المصحف وإبتسمت بسخرية فهي تشغل نفسها بالتفكير في المنزل ربما لتنسى ولو للحظات ما حل بإبنتها !!!!!
عبد الرحمن بيقول حالة إنهيار عصبي
ثريا باكية منا عارفة بس إحنا بقالنا أسبوع دلوقتي وهي مش دريانه بحاجه
عبد الرحمن واخدة مهدئات كتير
ثريا يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتهني
عبد الرحمن خلاص بقه يا ثريا إدعيلها
ثريا بنتي بتضيع مني يا عبد الرحمن أنا خاېفة عليها قوي أنا خاېفة بعد الشړ تحصله
عبد الرحمن أستغفر الله العظيم يا رب يا شيخة حرام عليكي بلاش الفال ده إستهدي بالله كده وإقريلها قرآن
ثريا ونعم بالله طيب يعني هي حتفضل نايمة كده لإمتى
ثريا أيوه الدوا الزفت ده مخليها زي ما تكون في غيبوبة
عبد الرحمن مضطرين يا ثريا إنتي نسيتي حالة بنتك كانت عاملة إزاي بعد ما ماټ
ثريا متفكرنيش متفكرنيش أبوس إيدك
عبد الرحمن لا حول ولا قوة إلا بالله يارب صبرها وصبرنا أنا حاروح أصلي العصر على بال ما الدكتور يجي
ثريا إدعيلها يا أبو أيمن
عبد الرحمن بدعيلها في كل وقت يارب ألطف بيها وبينا يا رب
كان عبد الرحمن والد إيناس موظف بالمعاش ميسور الحال يعيش بشقة متواضعة بحي العجوزة لديه من الأبناء ثلاثة إيناس وأيمن ومصطفى الأكبر أيمن تخرج من كلية هندسة وتزوج وسافر منذ سنوات لإحدى الدول العربية وعصفورته الوسطى إيناس تخرجت منذ أشهر قليلة من كلية الطب البيطري والأصغر مصطفى طالب بكلية التجارة
الفصل الثاني
كانت ثريا تقف خارج الغرفة وتضع يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء كانت قدماها لا تقوى على حملها فصړاخ إيناس يمتد لآخر المشفى خرج الطبيب النفسي لاهثا دون أن ينظر نحوها وتتبعه الممرضة أمسكت ثريا بذراعها پعنف قائلة بنتي مالها عملتوا فيها
نظرت لها الممرضة بشفقة ثم إنتظرت بعد أن إبتعد الطبيب إهدي يا حاجه
ثريا بنفس النبرة الغاضبة أهدى إزاي البنت في حالة إنهيار
الممرضة معلش هي كانت بتاخد مهدئات جامدة وعايشة برة الواقع ولازم تواجهه ده في الأول بس الدكتور إداها دوا مهدئ بس أبسط من الأولاني ومع الوقت حتتحسن بس حنتعب في الأول شوية
ثريا بس الدكتور خارج شكله ميطمنش
الممرضة لا لا أصله متنرفذ من الدكتور الأولاني اللي إستسهل بمهدئات قوية وشايف إن ده مش صح
ثريا يعني إيه مش فاهمه
الممرضة يا حاجه أقعدي جنبها وإرقيها وإقرأي قرآن خليها كده تهدى وترضى بقضاء ربنا ومعلش أزمة وحتعدي
تركت ثريا الممرضة وعادت مرة أخرى لغرفة إيناس وأهالها
ما رأت على وجهها