و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


رأت حجم المجهود الذي قامت به الأخرى
بس انتي كان لازم تبعتيلي من امبارح المساعدة في الظرف دي لازم هو انتي حمل شقا ولا وقفة على رجلك يا ست انتي.
ضحكت مجيدة لترد وهي تخلع عن يدها القفاز القماشي والمخصص للأمساك بالأشياء الساخنة
يا حبيبتي وانا تعبت في إيه يعني ولادي ربنا يخليهم كانوا بيساعدوني من امبارح تقطيع الخضار والتنضيف والذي منه يعني الباقي مش متعب اوي يعني.

توسعت بوجه أنيسة ابتسامة رائعة لتعلق بعدم تصديق
يا لهوي يا مجيدة يعني افهم من كدة انك بتخلي المهندس وحضرة الظابط يقطعو بصل ولا يخرطوا الملوخية دا انت قادرة
اضافت تبادلها ابتسامة ماكرة
ويعصروا طماطم وينقوا الرز ويمسحوا ويكنسوا كمان هي دي اول مرة دول متعودين على كدة يا حبيبتي ولا انتي فاكراني دلعتهم ولا جيبت خدامة تخدمهم.
تركت أنيسة ما بيدها لټضرب كفا بالاخر مرددة بذهول
دا على كدة انتي جبارة بجد بقى يا مفترية بتشغلي الرجالة اللي ليهم وضعهم في شغل البيت امال لو خلفتي بنت كنت هتعملي معاها ايه
لا لو خلفت بنت كنت هدلعها واخليهم هما يخدموها.
يا شيخة.
والنعمة زي ما بقولك كدة طب يعني امرمط بنتي واخليها تخدم جوز الشحوطة دول بالزمة دا عدل
لا طبعا.
اردفت أنيسة بالاخير لتنطلق في موجة من الضحك المستمر بعدم قدرة على التوقف حتى تذكرت لتسألها
مقولتليش صح هما فين انا مش شايفة حد فيهم.
عبس وجه مجيدة تجيب عن سؤالها بقلق
ما هو أمين لسة مرجعش من ورديته وحسن مع شهد في زيارة لبيت ابو ليلة عشان المشكلة اياها بتاعة النت وصورة صبا والكلام عليها اتصل بيا من شوية وقالي انهم هيتأخروا ع الغدا ربنا يستر بقى.
رددت أنيسة خلفها بالدعاء لتردف بحزن هي الأخرى
وانا كمان لينا اتصلت بيا قبل ما اجي وقالتلي انها هتعدى على اخوات شهد ومرات ابوها تجيبهم معاها على هنا ياللا بقى ربنا يعديها على خير.
في جلسة ضمت الجميع على مقاعد الصالون العتيق وقد بدا على هيئاتهم الإنصات والإستماع الجيد مجبرين بأمر الرجل الكبير والذي رضخ بعد فترة من الإلحاح المزعج لشادي والضغط من شهد باستغلال لمعزتها المعروفة إليه.
كانت مودة توضع بالدلائل عما تردف به
وادي الصور اهي صور عيد الميلاد اللي حضرناه مع البت دي اللي كانت زميلتنا معلش التليفون قديم بس حمد لله شاشته كويسة
انا خدت اللقطات بالكاميرا بتاعته قبل ما يطب علينا عدي باشا صاحب الفندق اللي بنشتغل فيه ويفاجأنا انه صاحب المطعم كمان.
تناول شادي منها الهاتف ليضيف موضحا قبل أن يمرره على البقية ويردد اثناء تقليبه بالمقارنة مع الصورة الأخرى بهاتفه
واخدين بالكم يا جماعة دا نفس اللبس بتاع صبا ودي نفس الزوايا بتاعة المطعم والطرابيزة والتورتة إللي عليها وحتت الجاتوه في التلت أطباق اللي ظاهرة.
ولما هو كدة كيف اتاخدلها الصورة لوحديها مع البيه بتاعكم تركيب صور يعني ولا ايه انا مش فاهم.
بذهن صاحي تسائل بها حجازي فكان الرد من مودة
لأ مش تركيب صور بس هو اللي حصل ان البنت صاحبة عيد الميلاد وقعت كوباية العصير على الجيبة اللي كنت لبساها فڠصب عني قومت وسيبت الطرابيزة عشان انشفها في الحمام والبت الزفتة دي قامت معايا بغرض انها تساعدني فخليت الطراببزة على صبا والبيه الكبير ودا مكان عام زي ما انتوا عارفين هي احرجت ما تقوم وتسيبه مجاش في بالها ان بنت الحړام دي هتلقط لها صورة من بعيد عشان تشوه سمعتها ربنا يجازيها.
بحمائية تصدر من قلب أم موجوعة على ابنتها سألتها زبيدة پغضب
وبت الحړام دي ټأذي بتي ليه ايه ما بينهم عشان تعمل معاها كدة
قبل أن تجيبها جاء التساؤل الأخر من مسعود بعقله اليقظ
وجبل دا كله انا اللي عايز اعرفه دلوك انتي عرفتي الكلام دا كله منين 
صبا التي مازلت تضمها شهد برعاية ودعم تبادلت النظر بقلق مع من تعلقت عينيها عليه منذ بداية الجلسة بل ومنذ دخوله المنزل مستميتا في الدفاع عنها بإصرار لم يفتر ولو لحظة ليبث إليها الإطمئنان مع كل لفتة او كلمة تخرج من فمه في هذه المعركة الشرسة في تحديد مصيرها.
عادت تنتبه إلى صديقتها والتي ارتدت اليوم ثوب الشجاعة في اظهار الحقيقية بشكل زكي وموجز وقد تم قص الجزء الخاص بعدي عزام بناء على اتفاق مسبق معها منعا لزيادة الأضرار فهي الأعلم بطبيعة اشقائها ووالدها
شوف يا عم ابو ليلة لو هجاوبك انا عرفت منين فلازم تعرف ان الموضوع دا كله يخصني أنا البنت المؤذية دي ورطتني في قضية سړقة واتحبست وكان هيضيع مستقبلي لولا ان ربنا وقف جمبي واتقبض عليها هي متلبسة بالمسروقات أنا بقى خدت براءة بفضل صبا اللي جابتلي محامية الله يسترها دافعت عني ببلاش وهي اللي لبست مصيبتها في الاخر فقررت ټنتقم من بنتكم وطلعت الصورة دي ونشرتها وهي في السچن انا سمعتها والله بوداني قبل ما اخرج ربنا يجازيها.
رددت خلفها زبيدة تدعو بحړقة على من تسببت في كل ما حدث
يجازيها ويوجفلها اللي ياخد حج بتي منها ربنا عليها وعلى كل ظالم ما يراعي شرف ولا عرض بنات الناس.
هوني على نفسك يا حجة زبيدة ربنا اكيد هجيب حق بنتك والتشهير بيها.
عقبت بها شهد ليضيف على قولها حسن
ونحمد ربنا بقى ان مودة عرفت اللي حصل بالصدفة عشان نفهم احنا واخواتها قبل ما يحصل ما لا يحمد عقباه
خرج صوت فراج مجادلا بعدم اقتناع رغم كل ما يراه من دلائل
وايه الفايدة بريئة ولا معاها الحج ما هو كدة كدة الضرر ماسكنا بالكلام اللي اتشاع عنيها الشباب كلها في البلد ماسكة تلفونات وعارفة مين هي صبا النسب الزين في واد كبيرنا وكبير العيلة فض على كدة ومفيش منه رجا عشان كانت بتتجلع اهي تحمد ربنا لو لجيت اي حد يرضى بيها. 
انتفضت پغضب حانق ترفض بإباء غير مبالية
وانا كمان مش عايزاه ولا عايزة أي حد يجل مني ولو بنص نظرة حتى.
صاح هو الأخر يقابل ڠضبها باستهجان
شايف بتك وجلة أدبها يابوي كل اللي حاصل ولسة عينها جوية.
هتف شادي يسبق والدها والجميع بعصبية وانفعال لم يقوى على كبته
ما تفهم بقى يا أخ فراج احنا الاهم عندنا دلوقتي هو اننا اثبتنا براءتها قدامكم عشانك انت واخوك ووالدك وأي حد هنا في القعدة يعرف يرد كويس أوي على أي حد يجيب سيرتها اما بقى عن موضوع الجواز فصبا جوهرة وأي حد يتشرف انه يمشي في ضيها مش يمتلكها ويتجوزها.
تلاشت الأصوات وخيم الصمت على الرؤس التي توقفت بنظرات ساهمة نحوه هذا الانفعال وهذه المبالغة في رد الفعل لم تكن من الغباء ان تمر مرور الكرام على من فهم الدنيا واختبرها على رجل مثل أبو ليلة او العاشق الذي يرى بعين المحب سهم العشق الذي أصاب غيره كشهد وزوجها حسن اما زبيدة فهي ليست بحاجة لتأكيد أو تخمين ليتبقى الشيقيقين حجازي والذي كان يرمقه بتمعن وتسائل عنه وفراج الذي استفزه وقوف هذا الرجل كسد منيع ضد رغبته في عودة شقيقته إلى الصعيد والتي كانت في حالة من التضخم لهذه المشاعر الجديدة عليها انبهار أو إعجاب او هو شيء اخر يملأ العين ويسر القلب حتى يكتفي به عن أي شيء آخر. 
دوى جرس المنزل لينتبه الجميع إلى الطارق والذي تبين بعد فتح باب المنزل وإدخاله انه صاحب المشكلة الأساسية عدي عزام!
بكت كثيرا حتى غفت لتظل متكومة محلها على الفراش ولم تستقيظ سوى بعد أن أصدر صوتا بأن ضړب بقبضته على الجدار القريب من المدخل فانتفضت ترفع رأسها إليه ثم جلست بجزعها وقلبها يضرب بين جنباتها من الخۏف تنتظر فعل اخر منه وقد تسمر بجمود يطالع هيئتها المزرية شعرها الجميل الذي تشعث بالنوم بشرتها الناعمة والتي تناثرت بها البقع الحمراء من كثرة البكاء حتى انتفخ أسفل عينيها والتي التهبت هي الأخرى كذلك لنفس السبب.
خشن صوته لأصدار الأمر بتجهم
قومي اغسلي وشك ونضفي نفسك. 
قالها وهم أن يتحرك ولكنها أوقفته بتساؤلها 
هتعمل فيا ايه يا كارم خلاص قررت تتخلص مني
تجعدت ملامحه ونظرة حانقة تطل من عينيه ليرد على قولها پغضب
حد قالك اني قتال قتلة انا بعاقب بس اللي يغلط وانتي بقى مليش نفس اعاقبك دلوقت.
التقطت إجابته لتردد بلهفة وعدم تصديق
بجد يا كارم يعني مش ھټموټني ولا هترميني لسمك القرش يعني هرجع لابني من تاني....
قطعت لتجهش في البكاء مرة أخرى وقد بلغ بها الړعب من هيئته السابقة حتى سلمت بمۏتها على حق.
بنهنهات ضعيفة تخشى حتى ان تخرج بصوت فتثير غضبه وهي لا تعلم بتأثيرها عليه في تلك الحالة وهذه الطريقة التي تهزم غروره ووحشيته تجعله على وشك أن يخر راكعا أمامها ليطلب منها الصفح ان يحتضنها ليهدئ من روعها أن يطمئنها كطفلته ولكن هذا أبدا لن يحدث وغضبه منها حتى الآن ما زال مشټعلا.
اخلصي قومي يا رباب وبطلي عياط انا اساسا وجهت اليخت ع الرجوع وكلها نص ساعة ولا أقل ونبقى ع البر.
حينما عاد من عمله الذي تأخر فيه اليوم على غير العادة لأمر ضروري وهام فوجد المنزل ممتلأ بالافراد المدعوين لمأدبة الغداء كانت والدته وحولها الفتيات رؤى والأخت الأخرى لشهد في جانب وهذه المدعوة نرجس والسيدة أنيسة في جانب اخر القى التحية مرحبا وعينيه تبحث
عنها
مساء الخير يا جماعة منورين
ردد الجميع من خلفه التحية وزادت والدته بقولها
اخيرا جيت يا أمين روح غير هدومك ياللا وتعالي عشان ناكل اخوك وخطيبته زمانهم على وصول.
قطب متسائلا باستغراب
ايه ده هو انتوا لسة ما أكلتوش دا ميعاد الغدا عدى من زمان ايه يا مجيدة انتي جايبة الناس تجوعيهم
ضحك الجميع وارتفع حاحبيها بذهول لتغمغم بحرج قبل أن تجيبه
شوفي يا اختي الواد حصل ظرف طارق يا حضرة الظابط والعرسان اللي معمولة العزومة على حسهم اتأخروا يعني مينفعش ناكل من غيرهم يا ناصح.
مال بوجهه أمامها بابتسامة مشاكسة فضحكت كالبقية لتعقب رؤى بمرح
متقلقش يا حضرة الظابط احنا اساسا من ساعة ما جينا بوقنا متقفلش طنت مجيدة قايمة معانا بالواجب اشي فاكهة إشي مسليات يعني مفيش مكان للجوع اساسا. 
تبسم ليعود لمناكفة والدته بخبث
إخص يعني كدة مش هياكلوا بنفس مفتوحة ع السفرة. 
شهقت مجيدة لتأمره بغيظ
امشي يا واد من وشي امشي.
خلاص يا ستي ماشي اهو متزقيش
قالها وهو يبتعد من أمامها بدراما وقد امسكت له أحدى الأطباق بټهديد لدفعها نحوه وأصوات النساء حولها تصدر بضحكات مقهقهة. 
انتعش هو الأخر ليستدير ذاهبا نحو غرفته ولكن برؤيته لظل خيالها في الشرفة غير وجهته على الفور ليصل إليها وقد كانت جالسة على مقعد خشبي وحدها متكتفة الذراعين بجوار الأزهار المتنوع
تطالعهم باستمتاع حتى ارتفعت عينيها إليه فور أن انتبهت لوجوده فخاطبها قائلا
مكنتش أعرف انك بتحبي الزهور كدة
تبسمت تجيبه بدلال فطري وهذه النعومة بشخصيتها رغم تقلبها الدائم
والله دا طبع فيا من الأول بس انت بقى اللي فهمت غلط المرة اللي فاتت......
ضحك متذكرا
قصدك يوم الخناقة لما رؤى كسرت القصرية اللي امي دفعتني تمنها بعد كدة
ضحكت هي الأخرى معقبة على قوله
معقول! يعني طنت مجيدة دفعتك تمنها
اه وربنا دي ست قادرة اساسا ودا من اعز ممتلكاتها استني هنا هو انتي فرحانة فيا
سألها الأخيرة باستدراك متأخر لتؤكدة به بهز رأسها وهذه الشقاوة التي تفقده صوابه ليدعي الامتعاض بقوله
دا انتي قلبك اسود اوي.
اوي وجدا كمان عشان تستاهل.
قالتها ليشاركها الضحك قبل أن تتوقف فجأة وتذكره
اه صحيح أنا نسيت اما أسألك لسة برضوا ملقتش القلب
رمقها بنظرة حانية وابتسامة غير مفهومة ليجعلها منتظرة عدة لحظات قبل أن يجيبها
لا ما انا لاقيته خلاص بس معلش بقى نسيته في درج المكتب في الشغل ابقى فكريني اقابلك وادهولك.
التف ليغادر من أمامها وصوتها يردد من خلفه
يعني لسة كمان عايزني افكرك تاني يا أمين.
هم ليرد عائدا لها مرة أخرى ولكنه توقف مثلها على دلوف شقيقه يسحب بيده شهد للداخل مرددا بتهليل
أحنا جينا يا جدعان فين الأكل يا مجيدة ھنموت من الجوع.
منور يا سعادة الباشا.
هتف بها مسعود مرحبا بالرجل الغريب وزيارته الغريبة بحضور أبناءه الاثنان وابنته صاحبة الشأن على حسب ظنه والتي ظلت جالسة بلفتة غريبة بالقرب من رئيسها في العمل شادي جاره في السكن والذي فاجئه بفعله هذا اليوم.
تحمحم عدي بحرج مانعا نفسه من تقيم المنزل المتواضع مقارنة بالمستوى الذي نشأ عليه دائما يدعي الدماثة بقوله
دا نورك يا حج مسعود البيت منور بأهله.
تسائل فراج بعفوية يومئ بذقنه غير مباليا
على كدة انت البيه اللي طالع في الصورة مع صبا اللي معمول عليها الكلام والحديت من امبارح
تعرق بحرج متزايد شاعرا وكأن دلوا من الماء البارد القي في وجهه فقال مصححا
انا عدي عزام صاحب الفندق اللي شغالة فيه صبا وشادي كمان اما بقى عن حكاية الصورة فدا سوء تفاهم انا كنت حابب اوضحه.
وصل يا مستر عدي وأهلي خلاص فهموا اللي فيها .
خرجت منها بحدة ملفتة رغم مجاهدتها في كبت الڠضب بداخلها نحوه بعد أن علمت بكل الحقائق الخفية من صديقتها.
انتبه على قولها ليردف بدهشة يشوبها الفضول
فهموا اللي فيها! طب كويس والله انا كنت فاكر غير كدة بحكم البيئة المتحفظة عندكم يعني.
تدخل حجازي الشقيق الأكبر ليدلي بدلوه
دي ملهاش دعوة بالبيئة ولا ناس البندر ولا القرى دا سيرة بنات الناس وكلام في العرض يعني امور تودي في داهية بس احنا الحمد لله متأكدين من بتنا دا غير ان صاحبتها حكت الموضوع كله وعرفنا بت الحړام السبب في كل اللي حصل.
بنت حرام مين
تسائل بها بعدم فهم فجاءه الرد من شادي والذي كان هادئا بسكون مريب رغم سريان الحمم بأوردته ورغبة قوية تدفعه لتهشيم الوجه الوسيم ولكن تقديرا لها التزم ضبط النفس ليرد على السؤال بمغزى صريح
مودة يا سعادة الباشا عرفت بكل اللي عملته ميرنا اصلها كانت في السچن معاها قبل ما تطلع براءة دا غير انها سمعت بمكالمتها....... 
توقف يرى انسحاب الډماء من وجهه وهلع جلي ابتسم على ملامحه ليرد بعد فترة من الوقت
قصدي لما اتفقت مع شريكتها وشيرت الصورة اللي كانت لاقطاها قبل كدة في عيد الميلاد اياه اثناء ما كانت هي في الحمام فاكر يا عدي باشا
ابتلع ليومئ برأسه بتشنج ثم تدارك ليهدر بانفعال مبالغ
البنت دي انا لازم اربيها مكنتش انها بالأخلاق دي قسما بالله ما كنت اعرف انها السبب في الملعوب الخطېر ده ازاي جاتها الجرأة تعمل كدة
اثناء قوله كان يتنقل موزعا انظاره نحو الجميع حتى اصطدمت عينيه بها وهذا الجمود الظاهر على هيئتها بشكل أثار توجسه فكان رد والدها برزانة كعادته
مفيش داعي نحرجوا في دمنا ولا نتعصب وهي اساسا في السچن ربنا يجازيها بعملها. 
أمين يارب هي وكل اللي يتسبب في أذية بتي.
هتفت بها زبيدة وهي تقترب حاملة صنية المشروبات قبل أن ينتفض فراج يتناولها منها ليضعها على الطاولة في المنتصف وقال عدي ردا عليها
أكيد يا حجة انتي معاكي حق بس انا كنت جاي لغرض تاني النهاردة. 
التف الجميع نحوه باستفسار وتساؤل خرج من مسعود
غرض ايه تاني اؤمر يا بيه.
القى عدي بنظره نحو صبا ليجيب الرجل قائلا
انا كنت جاي وعشمان في كرمك يا حج ابو ليلة انك تجوزني صبا.
بذهول شديد تطلع إليه الجميع ف استغل الصمت من جهتهم ليردف مستطردا
انا عارف انكم مستغربين الأمر بس انا راجل دوغري ومليش في اللف ولا الدوران صبا بنت ممتازة وانا مستعد اتقالها بالدهب هو بس الأمر في البداية هيبقى غير معلن على ما اظبط نفسي.....
الكلام دا حضرتك مش لما يبجى فيه موافجة الأول
هتفت بها مقاطعة استرساله ليرد پصدمة لا تقل صدمة الباقين
قصدك ايه يا صبا
رمقته بنظرة متحدية أثارت بداخلها التعجب عن سببها قبل أن تفاجأه وتفاجأ الجميع قائلة
جصدي اني هوافج ازاي وانا مخطوبة اصلا هو انت متعرفش يا عدي باشا اني مخطوبة لمستر شادي!!!!
توقف بالسيارة في جانب الطريق وبالقرب من إحدى محلات الأطعمة الشهيرة فخاطبها متسائلا ليخفف قليلا من توتر الأجواء حولهما
تحبي اجيبلك حاجة تكليها
رفضت بهز رأسها وبدون صوت استفزه عدم الرد منها وهذا الانكماش على كرسيها المجاور له بابتعادها حتى كادت أن تلتصق بالباب لتجعله
يهدر بها فاقدا التحكم في أعصابه
وبعدين بقى يعني امۏتك بجد عشان تستريحي.
رمقته بجزع وأعين ترقرت بها الدموع لتزيد عليه بشعور الندم زفر يقلب عينيه بسأم قبل أن يتدارك وضعها وخۏفها الطبيعي منه فقال ملطفا
اهدي شوية دا كان كلام عادي انتي عرفاني لما بتعصب. 
همست تجيبه بصوت ضعيف
عارفة طبعا بس انا بصراحة دلوقتي اعصابي مش متحملة أي انفعال. 
اومأ بتفهم فقال نازعا عنه حزام الأمان
عشان كدة بقولك لازم تاكلي حاجة انا هروح اجيب شوية عصاير وكام حاجة تيك اواي.
عادت لصمتها بدون اعتراض تلتزم الطاعة وترجل هو يتركها ليأتي بما نوه عنه ولم ينسى طبعا ان يغلق السيارة
وفي الناحية الأخرى 
كانت سيارة أخرى تجمع سيدتين بملابس سوداء تغطي على جميع الجسد ثم نقاب في الأعلى لا يظهر سوى العينين كانتا المرأتان وحدهن في طريق عودتهما من القاهرة بعد زيارة سريعة للرجل الذي سوف يدبر لهن اوراق السفر إلى الخارج وحديث لم يهدأ بعد
اه يا ڼاري كل دي فلوس هبشها ابن الكلب عشان كام ورقة بيستغل الظرف.
عقبت الأخرى والتي كانت متكفلة بالقيادة
طبعا لازم يستغل دا لو معملش كدة يبقى أهبل دي فرصته يا حبيبتي. 
ايوة يا اختي فرصته عشان ياكلنا ابن الجزمة.
قالتها المرأة قبل أن تفاجأها الأخرى بقولها
اي ده اي ده انتي شايفة اللي انا شايفاه يا جريمين 
سألتها بعدم تركيز
شايفة ايه انا مش واخدة بالي.
اشارت لها بذقنها للأمام قائلة
حبيبة قلبك قاعدة في عربية لوحدها ولا اكنها مستنياكي حتى.
نظرت الأخيرة نحو الجهة التي اشارت لها الأخرى فاشتعلت عينيها پغضب متأجج ونيران مستعرة بداخلها تصاعدت أنفاسها الهادرة كي توجه شريكتها قائلة
سوزي دي فرصتنا الأخيرة يعني لو راحت مننا هنفضل طول العمر بعد كدة متحسرين عليها.
الټفت له الأخرى بتساؤل خطړ
قصدك يعني.......
ايوة هو اللي فهمتيه بالظبط....... جمدي قلبك بقى ودوسي...
.....يتبع

الفصل الخامس والأخير 
يعني كدة الموضوع اتحل
تسائلت بها مجيدة بعد انتهائهم من وجبة الطعام وسرد حسن وشهد عن سبب تأخرهما وذلك في الجلسة العائلية التي ضمت الجميع وجاء الرد من الأخيرة
تقدري تقولي الدنيا هديت شوية بعد ما انكشفت الحقيقة قدامهم عم ابو ليلة وولاده كانوا مصممين يرجعوا بيها ع الصعيد وطبعا محدش يقدر يلومهم دي ناس طبعها حامي ولا يمكن يتحملوا حد يجيب سيرة بنتهم.
عقب حسن بابتسامة ماكرة وبيده يعطيها طبقها من الحلوى
لا بس صبا لقت اللي يدافع عنها بشراسة الجدع جارهم دا ما بيتحملش عليها كلمة جايب صاحبتها تشهد باللي سمعته وعمال يدقق ويفند في الدلائل وكأنه بيحاضر في قضية حياته دي اول مرة اشوفه بس بصراحة عجبني.
تبسمت شهد وقد فهمت ما يقصده وقد وصلها هي أيضا نفس الشعور فتدخلت أنيسة قائلة
عشان بنت ناس وطيبة ربنا وقف لها ولاد الحلال هي دي برضوا حد يصدق عليها كلام زي ده!
عقبت نرجس لتظهر شخصيتها بينهم بينما فمها ممتلأ بقطع الحلوى التي كانت تأكل فيها من طبقها
بيصدقوا ياختي وبيقولوا أكتر من كدة طول ما الصورة تنزل على الأبصر ايه ده اللي اسمه النت لازم البت يمسكوا سيرتها ويعيدوا ويزيدوا عليها بس هي برضوا غلطانة مكنتش اتصورت مع الراجل ده من الأول اهي جابت لنفسها المشاكل. 
قالتها ببساطة أزعجت شهد حتى تقلصت ملامحها وبدا عليها حرج ممتزج بحنقها فقال حسن مصححا بحلم
يا ست نرجس هو انتي مخدتيش بالك ولا إيه ما احنا شرحنا وقولنا ان الموضوع كله كان لعبة من واحدة عايزة ټأذي البنت ولا انتي مخدتيش بالك من بداية الكلام.
ناظرته بعدم تركيز تجيبه بتلجلج
هاا يمكن اكون مخدتش بالي صح.
قالتها وعادت لطبقها وكأن شيئا لم يكن لتزيد من استياء الأخرى بالإضافة الى الحرج الذي اكتنف ابنتيها حتى امنية شعرت به فردت رؤى
الحاجات دي بتحصل كتير يا ماما دا انا عرف واحدة كانت زميلتي في المدرسة رقصت في فرح ابن خالتها عادي يعني تاني يوم لقت الفيديو بتاعها متشير ع النت وڤضيحة بجلاجل.
يا ساتر يا رب ربنا يكفينا شړ ولاد الحړام .
دمدمت بها مجيدة والاخرين فعادت شهد للموضوع الأصلي موضحة
عندك حق طبعا يا رؤى بس على فكرة بقى لو مكنتش صبا على حق مكنش عدي عزام بجلالة قدره راح لها البيت بنفسه عشان ياخد بخاطرها.
بتقولي مين
قالها أمين بإجفال حتى ان الطبق اهتز من يده بشكل لفت الأنظار إليه وبالأخص لينا التي رمقنه باندهاش وهو يتابع سؤال الأخرى بفضول يشوبه الإستنكار
انتي متأكدة انه عدي عزام نفسه شهد طب ازاي هو لدرجادي متواضع كدة عشان يروح بنفسه لبيت موظفة ويراضيها
قالها بحدة زادت من ارتياب الأخرى وأجابة على أسئلته رد شقيقه بتخمين
مش لازم يكون عشانها يمكن بص لسمعته هو مثلا ع العموم احنا سيبناه ومشينا وأكيد ابو ليلة هيبقى عنده تفسير لما نسأله.
تكلمت مجيدة لتنهي الجدال
خلاص يا جماعة سيبونا من السيرة دي وخلونا في القعدة الحلوة ولا الحلو اللي عمل الحلو تسلم ايدك يا انيسة انتي بتعملي الحاجات دي ازاي يا ولية انتي
قالتها وانطلقت كلمات الإستحسان من الجميع نحو المرأة وما صنعته من أطباق رائعة المذاق وهي تبادلهم الرد بزوق حتى انتبهت على انشغال أكبر مشجعيها عنها فقالت بمشاكسة
اه بس اظاهر كدة قصرت في حاجة ومش كل الناس عجبها الحلو ايه يا حضرة الظابط دي مش عوايدك يعني
انتبه من شروده لينفي بحرج قائلا
لا ازاي بس يا نهار ابيض دا انتي حلوياتك تجنن ولا يعلى عليها انا بس دماغي لفت في حاجة كدة شغلتني لحظات. 
سلامة دماغك يا حضرة الظابط.
صدرت من لينا بتهكم لا يخفي حنقها وبهيئة لفتت الانظار حولها لتغزو محياه ابتسامة مشاكسة في الرد عليها
الله يسلمك يا رب يا حنينة.
ردت بضحكة سخيفة رافعة طرف شفتها بامتعاض جعله يبادلها مقهقها.
مجيدة والتي كانت تراقب بصمت وبقلب يخفق بالفرح تشعر بقرب ما تتمناه دون جهد منها فضلت عدم التدخل والانتباه لباقي ضيوفها حتى وقعت عينيها على أمنية والتي كانت هادئة ساكنة على عكس الفكرة التي أخذتها عنها سابقا. فاقتربت لتجلس بجوارها وتقدم لها طبقا آخر قائلة
ايه يا قمر مبتاكليش ليه زيهم ولا انتي كمان مش عاجبك الحلويات. 
تبسمت تجيبها بامتنان
لا طبعا ازاي بس انا خدت حتة صغيرة عشان بس مش عايزة ازود السكر وازيد أكتر ما انا زايدة.
لكزتها بخفة لتعطيها الطبق قائلة بغمزة بطرف عيناها وبتباسط يقرب المسافات
يا عبيطة خدي وأجلي الرجيم بعدين القعدة الحلوة بين الحبايب ما بتتعوضش دوقي واتمتعي بعمايل خالتك أنيسة هو احنا كل يوم بنلاقي حاجة كدة خدي بقى ومتبقيش عبيطة. 
لم تقوى على الرفض فتناولت منها مستجيبة لعرضها المغري تتزوق بشهية واستمتاع قائلة
حلو أوي .
والنبي انتي اللي حلوة.
تفوهت بها وهي تباغتها بقبلة على وجنتها بعفوية وكأنها شيء عادي بالنسبة لها ولا تعلم بتأثير فعلتها البسيطة على الأخرى فقد كانت في أشد الحاجة للفتة اهتمام بصدق تشعرها أنها محبوبة بحق بعيدا عن محيطها العائلي من والدتها وشقيقاتها
بابتسامة تعلو ثغرها ورأسها تتحرك بعدم تصديق تطالع بمرح شقيقها الذي كان في حالة من الشرود الذيذ بالنسبة لها فتعيد عليه السؤال للمرة الثانية بإلحاح
انت بتتكلم بجد اوعى تكون بتضحك عليا يا شادي أزعل وربنا. 
نظر إليها وافتر ثغره بضحكة مقهقهة ضاربا كف بالاخر ليرد
يا بنتي انتي مچنونة احلفلك يعني عشان تصدقي ما هو دا اللي حصل بالفعل والله ايه بس اللي يخليني اكدب
فردت كفيها أمامه بإشارة مفهومة لتقول 
ما انت لازم تعذرني برضوا كون صبا قالتها بالجرأة دي دا معناه......
توقفت لتزيل دمعة من طرف عيناها صدرت مع نبرتها المشبعة بالفرح
معنى كدة انها حبتك يا شادي انا خلاص بقيت متأكدة منها دي بس المشكلة دلوقتي بقت في ابو ليلة تفتكر هيوافق.
اهتز كتفيه أمامها مع مط شفتيه بعدم معرفة بسكوت قلق قبل أن تستعيد النفس سكينتها بتذكره لما حدث منذ قليل
حينما غادر عدي عزام لتخلو الجلسة على أربعتهم في مواجهتها وشادي الذي كان في حالة من الذهول الشديد لدرجة جمدته على كرسيه كالتمثال بأعين ثابتة لم تحيد عنها مطلقا من وقت أن القت قنبلتها بوجه الجميع ليأتي الان وقت الحساب من والدها وشقيقيها بعد التزامهم أقصى درجات ضبط النفس حتى انصراف الاخر وكان فراج هو المبادر بسؤاله بلهجة متهكمة
نفهم من كدة يا أستاذ شادي ان انت خاطب المحروسة واحنا مش دريانين!
ها.
تمتم بها بتركيز منعدم وتكلفت هي بالرد
متكلمهوش هو خلي كلامك معايا أنا اللي جولت الراجل مذنبوش حاجة. 
خرج حجازي عن حكمته ليعقب پغضب
نعم يا عين أخوكي انت اتخبلتي ولا اتجنيتي يا بت
ليه وانا عملت ايه لدا كله
قالتها بتساهل جعل والدها يهدر عليها بحزم يوقفها
اتعدلي يا صبا واتكلمي عدل مع اخواتك ولا انتي مش دريانة
بالنصيبة اللي عملتيها 
اضاف عليه حجازي ساخرا
دي كمان بتسأل عملت ايه يا بوي ردت ع الراجل في حضورنا ومن غير ما تعمل لحد مننا احترام وادعت نفسها مخطوبة لواحد غريب عنينا انا اللي عايز اعرفه دلوك
 

 

تم نسخ الرابط