عشق بين حنايا الروح الفصل الأول نورهان العشري

موقع أيام نيوز

نأجل الكلام لبعدين يا حاجه فاطمه لما كاميليا تقوم بالسلامه .
نظرت إليه فاطمه و أوشكت على الحديث لتوقفها نظرات أدهم المحذرة فابتلعت كلماتها مؤجله الحديث لحين الإطمئنان على ابنه أختها التي كانت شاحبه كالأموات و التي آلم مظهرها قلب يوسف كثيرا عندما دخل الى الغرفه فوجد جميع العيون تناظره بلهفه لمعرفه ما قد حدث فتجاهلهم جميعا و اقترب منها ممسكا بيدها ناظرا إليها بحب ليأتي الطبيب بعد فترة قليله لفحصها
_ ممكن تتفضلوا بره يا جماعه عشان اطمن عليها
نظر جميعهم الى يوسف الذي ظل في مكانه و كأن الحديث غير موجه إليه فانسحب جميعهم ماعدا الطبيب و الممرضه و يوسف الممسك بيدها فاقترب منه الطبيب قائلا بلهجة مهذبه 
_ لو سمحت يا يوسف بيه عايز افحصها 
ابتعد يوسف عنها قليلا و وقف على الجهه المقابله للطبيب الذي شرع في تأدية عمله و بعد دقائق نظر إلى يوسف نظرة ذات مغذى فهمها يوسف على الفور فخطا عدة خطوات حتى وصل إلى باب الغرفه و لحق به الطبيب فبادره يوسف قائلا بخفوت 
_ فاقت صح 
وافقه الطبيب. قائلا 
_ فعلا هي فايقه و حاسه بكل حاجه .
زفر يوسف پغضب ثم قال بنبرة متعبه 
_ طب و انت شايف نتعامل ازاي 
الطبيب بعمليه 
_ والله انا شايف أننا نسيبها براحتها لأن شكلها نفسيا تعبانه جدا و مش قادرة تواجه حد أو تتعامل مع حد فبلاش نضغط عليها زيادة عشان دا ممكن يكون له مضاعفات سلبيه عليها و دا احنا في غنى عنه .
يوسف بخشونة 
_ تمام يا دكتور . عايزك تقول للناس اللي بره دي انها لسه مفاقتش و تمنع عنها الزيارة . مش عايز حد يدخلها خالص حتي لو كان مين . انا بس اللي اقدر ادخلها لحد ما تقرر هي تفوق وقتها اللي يريحها نعمله .
الطبيب بمواقفه 
_ تمام و أنا أول ما تقرر تفوق هبعتلها دكتور نفسي كويس اوي يتابع معاها عشان ميحصلش مضاعفات .
يوسف بنبرة قاطعه 
_ دكتورة مش دكتور .
الطبيب بتفهم 
_ اللي تشوفه . عن إذنك .
خرج الطبيب و تبعته الممرضه بينما اقترب يوسف من حبيبته الراقدة على السرير تتمنى لو أنها تظل تدعي النوم هكذا لآخر عمرها فما حدث لم يكن بالهين  تلك المرة أشفق قلبه عليها كثيرا فهو يعلم مدى عڈابها فقد فعل المستحيل حتى لا تعلم شئ عن تلك الحقيقه و لكن للقدر رأي آخر فأخذ يتذكر هول صډمته عندما علم
عودة لوقتا سابق
_ و كدا نبقي ضمنا المناقصة دي في جيبنا و قضينا على فايز المحلاوي للأبد .
هكذا قال رحيم بفرحه و ضحكه قلما تظهر على وجهه فنظر له يوسف نظرات مستغربه ثم قال بغموض
_ إلا قولي يا جدي هو انت ليه عايز تقضي على فايز دا هو كان عملك ايه 
ارتبك رحيم للحظات ثم قال باختصار
_ أبدا .. هو اللي ابتدي و فكر نفسه أنه ممكن يتحدانا .
يوسف بعدم تصديق 
_ هعتبر أني مصدقك و أن مفيش حاجه تانيه ورا كلامك دا .
حاول رحيم تغيير الموضوع فقال بمكر
_ سيبك انت من الكلام دا كله خلينا في المهم . انا عايز اعمل حفله كبيرة بعد ما نفوز بالمناقصه دي .
يوسف بإستغراب 
_ حفله كبيرة عشان مناقصه !
رحيم بتخابث 
_ مش عشان المناقصة بس . احنا في الحفله دي هنعلن فيها خبر خطوبتك .
دب القلق داخل قلبه و قد علم بأن ميعاد خوض معركته قد أزف فقال بهدوء ينافي ما يشعر به 
_ كويس انك فتحت الموضوع دا انا كنت ناوي افتحه معاك و اطلب منك إيد كاميليا بعد ما نكسب المناقصة دي .
جن جنون رحيم عندما سمع حديث يوسف فهب من مكانه صارخا 
_ تطلب ايد مين انت اكيد اټجننت يا يوسف .
يوسف بثبات 
_ ايه الجنان في كدا 
رحيم پغضب 
_ لما تيجي تقعد قدامي و تطلب ايد بنت زهرة مني يبقى دا منتهى الجنان .
يوسف و قد بدأ غضبه بالتصاعد 
_ انا عارف و انت عارف من زمان اني مش هطلب ايد حد غير بنت زهرة ف ليه كل العصبيه دي 
رحيم بحدة 
_ عشان فكرتك عقلت و عرفت مصلحتك !
يوسف بهدوء
_ و عشان أنا عارف مصلحتي بطلب منك إيد الإنسانة الوحيدة اللي حبتها .
رحيم ساخرا
_ حب ! انا سمعت الكلمه دي قبل كدا و أنا و انت عارفين كانت نهايتها ايه و لا محتاج افكرك 
وثب يوسف قائما و قد بلغ غضبه الذروة 
_ و أنا مش زي حد و لا هقبل يكون لحياتي مع كاميليا نهايه . انا لآخر مرة بقولك مش هتجوز حد غيرها و لو على مۏتي . عاوز تقتنع و تبارك الموضوع هكون ممنون ليك مش عايز تقتنع يبقى انت اللي اختارت النهايه مش انا .
كانت المرة الأولى التي يقف بها أمام جده و لكن كان هذا آخر خياراته فلم يترك له خيار آخر و لكنه نسي أن جده لا يقبل بالخسارة أبدا فما أن أعطاه يوسف ظهره متوجها إلى باب الغرفه حتى فاجأه رحيم قائلا 
_ هتقبل على نفسك ان ام ولادك تبقى بنت حرام !
تسمر يوسف في مكانه من هول الصدمه فظل لثوان قبل أن يلتفت إليه جده ينظر إليه بذهول ففاجأه الاخير بأن القى بعض الأوراق على المكتب قائلا بصرامة
_ اتفضل تعالى شوفي بعينيك الحقيقه لا تقول اني بكذب عليك .
اقترب من المكتب بخطوات سلحفيه فقد كان بداخله يرفض تصديق هذا الادعاء الى أن قرأ تلك الأوراق التي تثبت بأن عمه أحمد قد وقعت له حاډثه تجعل إحتمال أن ينجب مستحيله فسقط على الكرسي خلفه ينظر إلى جده الذي شعر بالانتصار و قال بلهجة جامدة 
_ اول ما جالي و قالي أنه بيحب بنت و عايز يتجوزها فرحت حتى بعد ما عرفت انها فقيرة مكنش مهم عندي كان المهم عندي اني اشوفه مبسوط و خلاص خصوصا أنه مكنش يعرف بحالته دي و فجأة قالي أنه صرف نظر عن الموضوع و كان حزن الدنيا كله ماليه و بعدها طلب مني أنه يدير فرع الشركه اللي في لندن و أنا وافقت و فعلا سافر بعد ما سافر بعتلي قالي أنه اتجوز البنت اللي بيحبها و طلب مني مقفش قدام سعادته و قبلت و سكت لكن اتفاجأت بعدها بشهر انه بيكلمني و بيقولي أن مراته حامل طبعا أنا اټجننت و سافرتله و اول ما وصلت روحت عالبيت
تم نسخ الرابط