الأنشودة التاسعة نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار
المحتويات
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة التاسعة
أكرم قلبك بالرحيل عن كل ما هو لا يليق به. وانأى بذاتك عن ترهات القوم حتى و لو ألزمك الأمر المضي في الإتجاه المعاكس ! فليس كل دارج حق و ليس كل مغاير بغي
نورهان العشري
نشيج صامت عبرات بكماء جسد ساكن و روح مذبوحة تبغي النجاة و لكن اي نجاة حين ينشب الإنتقام مخالبه في أعماق النفوس فيتبدل قوس قزح إلى رمادي و ذلك الصفاء إلى غيوم تهدد بإنفجارات مروعة .
هكذا تحدث بنبرة رغم جفاءها إلا أن الحزن كان متشعبا بداخلها على عكس نبرتها حين قالت ساخره
_ اتمنى !
زفرة قوية أحرقت جوفه كما احړق الحزن قلبه الذي بالرغم من كل شيء قاده إليها بخط وئيده ليداوي جبينها الدافئ باعتذار صامت نثره ثغره كتعبير عن ذلك الحزن المرير الذي يجيش بداخله و كان اضعافه بداخلها لذا أغمضت عينيها تستشعر قربه الذي هو أحب ما يشتهي قلبها الذي يود الصړاخ طالبا منه عدم المغادرة و لكنها تفاجئت بعد لحظات بباب الغرفة يغلق إعلانا عن رحيله .
_ طب انت كدا هتبقى متشتت يا حبيبي ما بين القاهرة و اسماعيليه
_ موضوع الانتخابات دا مفيش في رجعة . مضطرين نتحمل لحد ما نشوف هترسى على ايه
كانت عينيها تتابعانه بفخر يتخلله إعجاب كبير
_ هترسى اني هبقى مرات سيادة النائب أن شاء الله ..
سالم بتخابث
_ شامم ريحة استغلال نفوذ من دلوقتي .
تدللت وهي تقف على أطراف أصابعها لتحوي عنقه و تصبح على مقربة منه حتى تلاحمت أنفاسهم
احتوتها يديه بينما أخذت أنامله تعزف فوق ساحتها وهو يقول بصوت أجش
_ لماح و بس
لكم تهوى تلك النظرات الشغوفة التي تعدها بجنته التي باتت إدمانها و ترياق الحياة بعينيها
_ هو انا قولتلك قبل كدا انك اجمل راجل شافته عيني !
هالك لا محالة أمام إمرأة تحوي فتنة العالم أجمع بعينيها و دفء العالم بين طيات ذراعيها
همست بخفوت
_ طب و مشوار اسماعيليه
_ يتأجل !
تدللت قائلة
_ و الانتخابات
تماوجت نظراته حتى دكنت وهي تتوقف أمام ضفتي التوت خاصتها ليقول بخفوت
_ تتأجل . كل حاجه في الدنيا تتأجل إلا أنت ...
تغنجت قائلة بابتسامه رائعة
_ وهو دا المطلوب إثباته .
ما أن انهت كلماته حتى اقتطف تلك الثمار الشهية من فوق ضفتي التوت خاصتها ليقطع قربهم وهو يحويها قوية اتبعها قائلا بخشونة اذابتها
همست بحنو
_ سلامتك يا قلب فرح ..
رفع رأسه يناظرها بحنق وهو يزمجر معترضا
_ وبعدين يعني
تعلم أنها تلهو فوق اوتار صبره الذي لا ينفذ سوى معها لذا ابتسمت قائلة بدلال
_ لا بقولك ايه هتتعصب عليا هزعل و أنا الزعل خطړ عليا
هتف بتذمر
_ والله أنت اللى خطړ عليا ..
ابتسمت بحب وهي تحتوي يديه ليتوجها للأسفل فإذا به يلحظ الخروج العاصف لسليم من باب المنزل وسط صيحات مروان
_ اسلومه انت يا ابني
لم يجيبه سليم فوجه حديثه إلى ريتال قائلا باندهاش
_ ماله دا مابيردش ليه يكونش عشان شعره طول شويه محدش مالي عينه
ريتال باستنكار
_ أو يمكن يكون مش فاضي أو متضايق مثلا ياعمو !
ناظرها مروان بسخط تجلى في نبرته حين قال
_ و أنت بقى عينوكي محامي عن كل اللي في البيت أنت مالك أنت اصلا
_ عامل دوشه ليه عالصبح
كان هذا صوت سالم الفظ وهو يتدلى من أعلى الدرج وبجانبه فرح تتأبط ذراعه فالټفت مروان يناظرهم وهو يقول بنبرة ساخطة خفيضة
_ شوف البت لازقة فيه ازاي عامله زي القرادة بالظبط .
ريتال بخفوت
_ و انت مالك يا عمو مش مراته !
_ طب اسكتي . اسكتي .
انطلق ليقابل سالم عند أسفل الدرج وهو يقول بتهليل
_ الله اكبر دا صباح الفل و الورد و الياسمين على الكبير بتاعنا
قام بنزع يد فرح من يده وهو يقول بفظاظة
_ ايدك بس من هنا معلش .
تابع وهو ينظر إلى سالم بفخر تجلى بنبرته وهو يصيح
_ ايه يا ابني الحلاوة دي والله انت خسارة في البلد دي . تعالى أما ارقيك .
سالم بامتعاض
_ مروان قصر .
مروان بصياح
_ والله أبدا لازم ارقيك . هو احنا عندنا كام سالم الوزان و بصراحة العين وحشة و خصوصا الخضرة المدورة اللي لسه مستوتش دي ..
كان يتحدث وهو ينظر إلى فرح التي كان الغيظ يأكلها من أفعاله الغير مبرره ولكنها فضلت الصمت و ارسال سهام نظراتها المستفزة ليتوجه الجميع إلى طاولة الإفطار فتابع مروان حديثه قائلا
_ ايه الشياكة والحلاوة دي بس عليا النعمة برنس . حلوة البدلة دي .
خرجت الكلمات محمله بفخر يتخلله العشق الذي اطل من عينيه حين قال
_ ذوق فرح .
مروان بصړاخ اجفلهم جميعا
_ وحشة . الصراحة تقرف . عندك بدل أحلى . اتفضل غيرها
سالم بحدة
_ نعم !
تدخلت فرح تتغزل بسالم قاصدة اغاظة مروان
_ البدلة حلوة عشان انت لابسها يا روحي . انت اللي محليها اصلا ..
لم تفلح ريتال في قمع ضحكاتها ثم قالت بتشفي
_ كدا انطي فرح واحد و عمو مروان صفر .
مروان بسخط
_ ايوا اضحكي عليه . اضحكي عليه.
سالم بفظاظة
_ انا مش فاضي للعب العيال دا .
الټفت موجها حديثه لفرح
_ فرح مش هوصيك . أنت عارفه هتعملي ايه
فرح بحنو مطمأن لقلبه
_ متقلقش يا حبيبي ..
استنكر مروان ما يحدث قائلا
_ ايه دا معلش هو في اسرار بينكوا انا معرفهاش
فرح بتشفي
_ طبعا في . اومال هيبقى أسراره معاك انت مثلا !
مروان بتهكم
_ طبعا أسراره معايا ..
فرح بسخرية
_ كان زمان و جبر .
مشاكساتهم اضفت جوا مرحا على المكان خاصة و أن جميع الوجوه مغبرة إلا من سما التي كانت تبتسم على مشاكساته فجاءها صوت همت الممتعض
_ بقى دا المعتوه اللي عايزة تكملي حياتك معاه !
أجابتها سما بخفوت و لهجه تحمل من الحب الكثير
_ والله يا ماما دا عسل أوي ..
_ عسل أسود ..
هكذا تحدثت همت بحنق و نبرة مرتفعة قليلا فجاءها صوت مروان الممتعض حين قال
_ هو
متابعة القراءة