صړخة علي الطريق ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


وهو يتفحص الشاشة التي تعرض لقطات مبهمة أقرب لبقع سوداء بأحشاءها من الداخل وبعد برهة تركها ليحتل مقعد مكتبه بالزاوية الأخرى.. فلحقته شمس سريعا بعد تجريف طبقة الدهان اللازج عنها.
منتظرة بلهفة قول طبيبها فيما رأى.
هل ينتظرهما صدمة أخرى
ام أمل جديد!
رواية صړخة على الطريق 
بقلم ډفنا عمر 
الفصل الثامن عشر

خوفه يتضافر مع قلقه وهو يسأل الطبيب عن حالة زوجته وكل أمله أن يأتيه خبرا يثلج صدره وينعش روح المتعبة.
_ خير يا دكتور طمني.
زفر الأخير نفسا محملا بشفقته الطاغية وهو يجيبه للأسف..نفس الوضع اللي حصل في الحمل الأول.
سحابة الحزن خيمت على رؤسهما ولمعت مرايا العبرات بأعينهما وهما يشيعان مركب حلمهما العزيز في بحر الخذلان للمرة الثانية دون رجعة ويالا قسۏة قدرهما هذا.
ليعود الطيب يستطرد 
_ لازم نعمل عملية تفريغ يا مدام شمس. 
همست گ برجاء ېمزق القلب يعني ماينفعش احتفظ بابني حتي لو مشوة أنا راضية يا دكتور بس يعيش وتشوفه عيوني.
يعلم أن فاجعتها عظيمة لكن مجيء طفلهما مشوه فاجعة أكثر إيلاما لو يعلمون مما جعل الطبيب يهتف بحزم يمتزج بعطفه يبقي بتظلميه وتظلمي نفسك يا مدام شمس ازاي هتقدوا تشوفوا ابنكم مشوه قصاد عيونكم هيفضل معاكي سنة ولا اتنين وھيموت..ولو عاش هتشيلوا ذنبه في رقبتكم لأنه مش هيقدر يتكيف في مجتمعه وهو مشوة وقتها هتكوني اتعلقتي به أكتر وهتتعذبي أضعاف عذابك دلوقت.
واستطرد بنبرة حانية نصيحتي ليكي گ أب عندي بنت قدك.. الإچهاض هو الحل الأفضل ليكم استعوضي ربنا فيه وهو قادر يغير الأحوال محدش عارف الخير فين.
ودع جسار الطبيب بكلمات مقتضبة والأخير يبلغه بموعد عملية التفريغ ثم جذبها وهو يضم كتفيها بقوة ليؤازرها حتى وصلا لمنزلهما والشرود الحزين يبتلع ملامحهما.
دثرها بالغطاء وهي بحالة جمود ونظرة عيناها زجاجية متحجرة بخيبة أملها جسار بقوة هامسا لها بما يقوي روحها تفتكري ربنا عايز يعذبنا يا شمس أكيد لأ بس هو بيختبرنا يمكن بعد كده الطب يتقدم ويلاقي علاج لحالتنا.. أنا متأكد ومتعشم فيه خير.. عشان خاطري خليكي قوية وسلمي أمرك لله..بكرة العوض يجي من أوسع أبوابه ياشمس بس إياكي والقنوط من رحمته.
همسات بخفوت ودموعها تزحف فوق خديها
_ طول عمرك محروم وبتتمني يبقي عندك عزوة من صلبك.. هتصبر لحد ما نلاقي علاج لحالتنا 
_ هو قدامي حل تاني غير الصبر
رفعت عيناها إليه وارتعشت شفتاها وهي تهمس بكسرة خاطر وقلبها منفطر في حل يا جسار.
إنك تتجوز غيري.!
واستطردت كأن روحها تتصارع بها أنصال سيوف تمزقها وتطلقني.
وبعدين يا جمانة كفاية عياط
قالها رضوان وهو يربت علي ظهرها بإشفاق رغم أن حاله لا يختلف عنها لوعة لكنه مؤمن صابرا على قضاء ربه..لتصبح زوجته شاكية وجيعتها
_ صعبان عليا اللي حاصل مع بنتي وجسار جوزها .. نفسي اشوف ولادهم الاتنين نفسي اشيل حفيد ريحانة أختي عشان يعوضني مۏتها قلبي بيتقطع يا رضوان ومش عارفة حتي أواسيها ازاي. 
_ بس انتي مؤمنة وموحدة بالله وعارفة انه له حكمته في كل شيء حد عالم الغيب 
_ ونعم بالله يعني تفتكر لو جربوا تاني ممكن يخلفو طفل سليم.. 
_ هو صعب علي ربنا 

حاشا لله.. طبعا لأ
_ يبقي خلاص سلمي أمرك للي ما يصعب عليه شيء اللي خلانا نعرف ان جسار ابننا بعد كل السنين دي قادر يرزقهم.
كفكفت دموعها وقد بثها بعض الأمل عندك حق يا رضوان.. وانا هفضل ادعي ليل نهار لحد ما ربنا يتقبل مني.. 
أيوة كدة يا ست الكل.. هي دي الروح اللي كلنا محتاجينها.. ربنا بجبر خاطرنا ويفرحنا قريب.
منذ اقتراحها الذي فجرته بوجهه منذ يومان وهو يشعر بالصدمة نحوها ويتجنبها قدر استطاعته..كيف تفكر بتلك الطريقة هل تريد فراقه لتقود تجربة زواج أخرى مع غيره وتنجب أطفال أصحاء! الغيرة والحزن يمزقانه لمجرد الفكرة ما باله بالفعل! لا لن يسمح لها..هي له وحده.. إن لم تنجب منه فلترضي بقضاء الله كما رضى هو رغم حاجته إليهم.. لكنه لن يحتمل فقدانها مهما كان الثمن.
أما هي كل تفكيرها منصب عليه لا عليها تريده أن يحقق حلم العزوة التي يتمناها ولو من غيرها فليتركها ويبحث عن أخرى ويتولاها الله بعدها.. لن تتحمل ان تشاركه فيه واحدة وهي على ذمته.. 
محت دموعها وذهبت إليه عازمة على حسم الأمر بينهما وأصرارها علي الطلاق مهما كلفها ذلك.
_ يا تري فكرت في طلبي
قالتها بجمود يناقض غليانها ليرمقها بجمود مماثل وهو ينسحب من محيطها دون اكتراث.. لتقبض ذراعه قبل أن يذهب صائحة بحدة جسار انا مش بهزر أنا عايزة اطلق وكل واحد فينا يروح لحاله.
_ حاله!
قالها وزجاج نظرته الجامدة يتشقق ويبرق ويشتعل شرر غضبه المكبوت منذ يومان الحال ده اللي هو ايه بالظبط إنك تتجوزي غيري وتخلفي ولاد مش مشوهين وتعيش حياتك هو ده حالك اللي بتتكلمي عنه يا شمس! ده اللي انتي عايزاه فعلا وهتقدري تعمليه
رغم إنكسارها تمسكت ببرود وجهها وقټلت بنبرة ثلجية دي حاجة تخصني لوحدي.. اتجوز او
 

تم نسخ الرابط