للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
المحتويات
و هيا تقول
احنا محتاجين ډم بسرعه فصيله و دي فصيله نادرة مش متوفر منها في المستشفي دلوقتي
اندفعت كاميليا من بين الجموع تقول بلهفه
دي فصيله دمي انا ممكن اديكي الډم الي انتي عايزاه
اندفعت نيفين تنحي كاميليا جانبا و هيا تقول پعنف
دي فصيله دمي انا كمان و أنا الي هديله
قالت الأخيرة و هيا تنظر لكاميليا شذرا فتنحت الأخيرة جانبا ليندفع صوت قوي من خلفهما قائلا
نظر يوسف الممرضه و تابع حديثه قائلا بلهجه قاطعه
خدي مني الډم الي انتي عايزاه المهم تنقذوه
اتفضل معايا
سار يوسف خلف الممرضه دون التفوه بحرف و لكن امتدت يداه تقبض علي معصمها في رفق ليسحبها خلفه فهو لا يضمن بقائها وسط تلك العيون التي تكاد تأكلها حقدا و كرها ليصلا معا الي غرفه سحب الډماء و أخذت الممرضه تشرع في تنفيذ عملها فغرزت الإبرة في شريانه لتبدأ بعمليه سحب الډماء و كانت كاميليا تجلس علي الكرسي بجواره في هدوء تام الي أن امتدت يده الحرة و أمسكت بكفها ليضعه فوق شفتيه يلثمه برقه قائلا بلهجه مطمئنه
أماءت برأسها راسمه إبتسامه بسيطه لم تصل الي عينيها و ظلت علي صمتها و بالمقابل لم يكن لديه قدرة علي الحديث فقد كان عقله يعمل في أماكن آخري يكفيه فقط أن يشعر بها بجانبه مر بعض الوقت حتي انتهي الأمر و قد سحبوا منه كميه ليست بالقليله اخذتها الممرضه و ذهبت الي غرفه العمليات فسألته كاميليا بخفوت
فأجابها باختصار
الحمد لله
فلم تعقب علي رده المختصر و إنما أخذت تنظر في
الاتجاه الآخر فاعتدل يوسف في جلسته و قام بوضع إصبعه تحت ذقنها و أدارها إليه ناظرا الي عينيها بقوة فوجد بحر العسل خاصته يملؤه الحزن و يطفئ بريقه و قد آلمه ذلك كثيرا فقال بحنان
مالك
و كأن كلمته كانت الاذن بإندفاع أنهار عيناها التي حفرت خطوط كالوديان فوق خديها و أخذت شهقاتها تتعالى فاخذت تقول من بين شهقاتها
اندهش يوسف من حديثها و قام بإحتواء وجهها بين كفيها ناظرا الى عينيها قائلا بحنو
اهدي شويه مين اللي قالك الكلام الغريب دا
توترت و نظرت للاسفل قائله بحزن
مش محتاجه حد يقولي انا عارفه اني عبأ عليك و سبب كل حاجه وحشه بتحصلك هو إرتباطك بيا
كاميليا لآخر مرة مين اللي قالك الكلام دا سميرة و لا نيفين
نفت كاميليا حديثه بلهفه قائله
والله أبدا محدش منهم قالي حاجه
يوسف پغضب
يبقى جدي صح !
ارتبكت و هي تقول
هو مكنش يقصد والله بس هو كان متعصب لما سمع أنكوا خسرتوا
المناقصة
زفر يوسف بأسف ثم قال بخشونة
نزلت دمعه من طرف عينيها و قالت بحزن
كلامه صح يا يوسف
قربها يوسف منه كثيرا للحد الذي أصبح رأسه فوق موضع نبضها و قال بصوت أجش
عارفه ان اكتر حاجه بتصبرني على كل التعب و الضغط و العڈاب دا هي وجودك بسببك كل حاجه بتهون
كاميليا بوهن
يوسف !
يوسف بحب
قلب يوسف اللي مبيدقش غير ليك
تفتكري يا كاميليا لو مكنتيش موجودة في حياتي كنت هبقى قادر اواجه كل اللي انا فيه دا
طالعته بعشق ممزوج بالحزن ليتابع حديثه الذي اهتزت له كل خليه في جسدها
انا زي اللي بيحارب في الدنيا دي عشان ينول الجنه في الآخر واللي هي انت يا كاميليا انت جنتي اللي هتكافيء بيها بعد كل العڈاب دا اوعي تفكري تبعدي عني أبدا
احتوته بقوة و هي تقول باڼهيار لم تفلح في ردعه
مقدرتش والله ما قدرت اعملها حسيت ان المۏت أهون من لحظه واحده بس اعيشها بعيد عنك مش هكرر غلطي أبدا يا يوسف مش هبعد عنك مهما حصل انا بحبك اوي
عملت الي قولتلك عليه طب استنى مني تليفون
ارادت كاميليا الاستفسار عما يحدث فلم يمهلها يوسف الوقت بل بادرها بالحديث قائلا بحزم
اول و آخر مرة تفكري تبعدي يا كاميليا
تشتت إنتباهها بالكامل الى جملته و التي نفتها بلهجه قاطعه و هي تقول بلهفه
والله أبدا يا يوسف انا لغيت الفكرة في لحظتها انا قولتلك عشان اكون صريحه معاك
يوسف بجمود
خلاص يا كاميليا اقفلي عالموضوع دا و سيبك من الفكرة العبيطه بتاعت انك السبب في كل اللي بيحصلي دا عشان الكلام دا مش صح انت ملكيش ذنب في أي حاجه الموضوع براك خالص
كاميليا بقلق
طب طمني هتعمل ايه بعد موضوع المناقصة دا
زفر متعبا قبل أن
هتتحل أن شاء الله
أن شاء الله
اردفت قائلة بخفوت
أدهم قالي أنوا شاكين أن في خاېن في الشركه
أجابها بأسف
دي حقيقه
و لسه معرفتوش مين
يوسف بنفي
لا لسه انا و رائد و أدهم بندور عليه و اكيد هنعرفه في اقرب وقت
شحبت ملامح وجهها عندما نطق ي
إسم رائد و بدأ تأنيب الضمير ينخر عظامها فهل تخبره بأن هذا الصديق الذي تظنه اوفي الناس هو ذلك الخائڼ و لكن بهذا الحديث فقد ينكشف سرها أمامه و قد يحدث أسوء كوابيسها فماذا عليها أن تفعل
لم تستطع التفوه بحرف نظرا لدخول الممرضه مسرعه و هي تقول
للأسف محتاجين ډم تاني و منقدرش ناخد من حضرتك ممكن ناخد من الانسه لأن للأسف البنت التانيه حالتها متسمحش أننا ناخد منها
قطب يوسف جبينه و قال باستفهام
بنت مين
الممرضه
اللي هي تقريبا بنت المړيض اللي في العمليات
يعني ايه حالتها متسمحش
الممرضه بعمليه
حالتها الدكتور هيشرحهالك لكن انا دلوقتي محتاجه ډم للمريض و مقدرش اخد الكميه دي كلها من حضرتك ف هضطر اخد من الانسه
أوشك على الاعتراض فتدخلت قائله برجاء
عشان خاطري يا يوسف سيبني التبرع پالدم و ماتخفش عليا ارجوك
قالت الأخيرة برجاء لم يستطع هو رفضه فوافق على مضض و تمت المهمه بنجاح و اخذها يوسف متوجها حيث الجميع ينتظر على احر من الجمر و هما في طريقهما أوقفته ممرضه آخرى لتخبره بأن الطبيب يريده لأمر هام فاختارت كاميليا أن تسبقه الى أن يرى ماذا يريد الطبيب منه و ذهبت الى حيث وجدتهم مثلما تركتهم و مر بعض الوقت ثم التفتوا جميعا الى ذلك الصوت القادم من خلفهم
طمنوني عمو مراد عامل ايه
كان هذا صوت روفان التي استطاعت تهدئة زين بعد نوبة الذعر التي تعرض لها
عندما شهد صراخهم و تركته مع الخادمه ثم جاءت مهروله للإطمئنان على مراد
و ما ان همت كاميليا بإجابتها حتى جاء خروج الطبيب الذي قال بتعب
للأسف العمليه كانت صعبه و الړصاصه كانت جمب شريان رئيسي قدرنا نخرجها بصعوبه بس الحاله لسه غير مستقرة
أدهم ب استفسار
يعني ايه يا دكتور لسه في خطړ على حياته
للأسف
اه دا غير اننا لسه مش عارفين حالة المخ هتبقي عامله ازاي لانه واخد خبطه جامدة في مكان حساس في دماغه
رحيم بقلق
تقصد ايه يا دكتور
اقصد أنه للأسف ممكن يدخل في غيبوبه و دي منقدرش نجزم هيفوق منها امتى
أدهم بيأس
طب و هنقدر نعرف دا امتى
الطبيب بعمليه
في خلال ٤٨ ساعه هنقدر نحدد الحاله الف سلامه عليه
غادر الطبيب بعد أن تركهم فريسه للقلق و اليأس ليأتي صوت علي القادم من الخلف تتبعه والدته و أختيه فقد جاءوا بعد سماع الخبر للاطمئنان على حالته و الإطمئنان على حالة روفان و كاميليا التي اندفعت الى أحضان خالتها تبكي و هي تقول بأسى
حالته خطره يا خالتو
اقترب علي من أدهم الذي تحركت كل خليه به تطالبه باحتوائها بقوة بين جنبات صدره طالبا السلام الذي يفتقده كثيرا في ظل تلك الظروف التي يمروا بها فطالعته هي بنظرات اخترقت قلبه فقد كانت تواسيه عيناها للحظات قبل أن تجبره كلمات علي الالتفات نحوه و هو يقول
الف سلامه عليه يا أدهم أن شاء الله هيقوم بالسلامه
أدهم بحزن
أن شاء الله يا علي
ربت علي فوق كتفه ب مواساه و قد الټفت البنات حول كاميليا و روفان يحاولان تهدئتهم غافلين عن تلك النظرات القاتله التي تبادلها نظرات آخرى هادئه و التي كانت تدور بين فاطمه و رحيم الذي انتفض من مكانه و قال بلهجة حادة
انت ايه اللي جابك هنا
لم
تستطع فاطمه الاجابه على سؤاله فڠضب رحيم من صمتها و قال وسط ذهول جميع الحاضرين
جايه تشمتي فيا مش كدا جايه تتأكدي أنه ماټ زي اللي خلصتوا عليهم قبل كدا صح
عند هذه الكلمات الجارحه انتفض علي و قال بقوة و لهجه مماثله للهجه رحيم
شماته ايه يا رحيم بيه خلي بالك من كلامك امي جايه تعمل الواجب
رحيم بسخريه
واجب ! لا و هي طول عمرها صاحبه واحب بصحيح دي جايه تشمت فيا و تشوفني و أنا مكسور و ابني بين الحيا و المۏت انا عارف بس مش هنولهالك يا فاطمه و ابني هيقوم بالسلامه و دلوقتي اتفضلي مش عايز اشوف وشك هنا تاني
قال الأخيرة پقهر فجعل الڠضب يتمكن من علي الذي قال پغضب
انا مسمحلكش تتكلم مع امي بالطريقه دي امي طول عمرها ست محترمه و عمرها ما فكرت بالطريقه دي أبد
ا
رحيم و قد فقد كل ذرة تعقل لديه فقال پغضب
و الست المحترمه دي مقالتلكش أنها خطفت ابوك من أمك و اتسببت في مۏتها
صډمه كبيرة خيمت علي الجميع تلاها شهقات متفاجئه و آخرى مستنكرة و لكن الصدمه الحقيقيه كان عندما تفوه علي بتلك الكلمات التي ألجمت رحيم و جعلته غير قادر علي التنفس
اخرس امي دي اشرف إنسانه في الوجود و عمرها ما أذت حد أبدا
تلك المرة كانت الصدمه الأكبر من نصيب فاطمه التي سقطت عبراتها ك الشلال و تفاجئت اكبر ب إقتراب علي منها و قام ب تطويقها بذراعيه و هو ينظر إليها بحب قائلا بفخر
مالك استغربت كدا استغربت اني عارف الحقيقه صح ايوا انا عارف كل حاجه و من زمان اوي من ايام ما كنت بقدم في
الداخليه وقتها بابا حكالي على كل حاجه و وراني شهادة ميلادي الحقيقيه بس تعرف انا وقتها حبيتها و احترمتها اكتر من الاول الف مرة
تبلورت الصدمة و الترقب على ملامح الجميع فتابع علي بعزة و فخر
لما تبقى بنت في عز شبابها و تقبل تربي طفل يتيم و تشيله في عينيها و تحبه و تعامله احسن من ولادها يبقي تستاهل اني أشيل جزمتها علي راسي العمر كله
الټفت ناظرا إلى فاطمة بحب و هو يتابع
اللي محسستنيش لحظه واحده اني مش ابنها و اللي تفهمني من نظرة عيني و اللي تشيل همي العمر دا كله تبقي أعظم أم في الدنيا و مسمحش لاي حد أنه يجيب سيرتها على لسانه
ناظر رحيم شذرا و قال بقسۏة
بس عارف انا دلوقتي فهمت كلام بابا
متابعة القراءة