قصة رائعه إسراء الوزير

موقع أيام نيوز

مفاتيحه الخاصة بالمنزل والسيارة بينما يضع محفظته بجيب بنطاله قبل ان تلامس يده مقبض الباب سبقته رنات الجرس ليدير المقبض ثم يفتح الباب فإذ بها كانت رنة تمارا التي صعق جديا للقائها في هذا المكان وهذا الوقت أفرغ رأسه من كم الاسئلة قائلا ولا يزال مانعا طريق الدخول بجسده العريض
_ أهلا يا آنسة تمارا عاملة إيه
تنحنحت بصوتها الرفيعة نبرته قائلة
_ اهلا يا أستاذ ريان
بادر يسألها بتعجب
_ في حاجة ولا إيه
رفعت الأوراق التي كانت بحوزتها مادة إياها إليه قائلة
_ آه كنت عايزة أوريك آخر المستجدات ف قضية الملجأ وانت النهاردة ماجيتش المكتب
ثم مدت شفتيها جانبا قائلة بشفقة مصطنعة
_ مسكين انا عاذراك اللي شفته مش قليل
على الفور فهم تلميحها وما تود الوصول إليه لما استشعرت عبوسه من التذكر أردفت تقول ببعض اللين
_ مش هتدخلني ولا إيه
أجابها يقول معتذرا
_ آسف جدا يا آنسة مش هقدر اراجعه معاكي دلوقتي عشان رايح مشوار اجليه لبكرة وانا بإذن الله جاي
على حالها تبتسم باريحية في حين تقول
_ تمام ولا يهمك
وبالفعل صرفها وخرج من خلفها احتل المقعد الأمامي بسيارة الأجرة بعدما أدلى بوجهته لسائقها متجها إلى النادي الثقافي العملاق الذي ذكر اسمه راضي آلاف التساؤلات قابعة بعقله حول ماهية اتصال هذا الرجل من جديد أيعقل أنه لا يزال يفكر بأمره كما يفعل هو هل يعتقد نبرته مألوفة كما يظن هل يجد في

حديثه الراحة كما يحس هو لماذا قد يهتم لأمره إلى الحد الذي يدفعه إلى دعوته للنادي في التو واللحظة للتخفيف عنه بل الأحرى ان يتساءل كيف ورد إلى ذهنه واتصل به كصديق عزيز يطمئن على صديقه
ترجل عن السيارة بعد فترة من الوقت تخطى تساؤلات الأمن حول بطاقة العضوية بمجرد تلفظه باسم راضي شعلان وما استتبع ذلك من استنتاجه بكون هذا الرجل ذا نفوذ كبير في ناد لا يدخله سوى علية القوم!
ظل يتأمل المكان الكبير الاتساع حوله كالضائع تماما حتى أتاه أحد النادلين قائلا باحترام
_ تعالى يا فندم استاذ راضي بانتظارك
اماء له ريان بوقار قبل ان يتبعه نحو المقهى الخاص بالنادي والذي يضم العديد من الطاولات كبيرة الحجم وأصحاب البدل الكاملة يترأسونها كل بعائلته عدا رجل هناك يجلس وحيدا يرمق مياه النيل أمامه بشرود جذب انتباه ريان قبل ان يعلمه النادل بماهيته هناك والذي لم يكن سوى راضي شعلان!
كان يحدق بالمياه العذبة أمامه بشرود شديد لم يقطعه سوى صوت خطوات اقتربت منه أجفل عن الرؤية للنيل ملتفتا إلى مصدر الصوت وراءه والذي لم يكن سوى صغيره العزيز ريان وقف فور رؤيته قائلا بسعادة
_ اهلا يا ريان
ثم فرد ذراعيه استعدادا لاحتضانه ليمتثل ريان ولا يرد طلبه ويلقي بنفسه بين ذراعيه مجاملة تتحول إلى الإحساس بالسکينة حينما اصطدمت خفقاتهما معا وتوالت الثواني حتى أكملت دقيقة ليبتعد عنه ريان بينما يقول مبتسما
_ الحمد لله بخير
دعاه راضي إلى الجلوس مشيرا إلى الكرسي قائلا بترحاب
_ اتفضل
ما ان جلسا حتى الټفت راضي إلى النادل مناديا
_ متر
ثم عاد يلتفت إلى ريان متسائلا
_ تشرب ايه
تحدث ريان بنبرة ضائقة
_ لا ولا حاجة
نطق راضي بعتاب
_ كدة يبقى انت بتزعلني يا ريان عمرك سمعت عن قعدة كافيه من غير حاجة تشربها!
لم يجبه وإنما أشاح بوجهه إلى الناحية الأخرى ولم يعد بإمكانه احتمال الحديث حتى فهم راضي من ذلك كون ريان يحمل من الهموم ما لا يطيق فوجه حديثه إلى النادل قائلا
_ كوبايتين لمون
ثم عاد ببصره إلى ريان الذي يكسو الألم والانكسار ملامحه وكأنه مهزوم بمباراة حمحم مجليا حنجرته قبل أن يتكلم بنبرة يسكنها بدون مقدمات
_ مالك يا سيدي زعلان ليه
أشاح ريان بوجهه نحو النيل أمامه قائلا بلا مبالاة
_ مافيش حاجة مواضيع شغل و...
قاطعه راضي يقول بنبرة تصميم
_ ما تكدبش عليا يا ولد!
عاد ريان يحدق به بينما يكمل راضي وهو ينظر باتجاه النيل بنبرة جادة
_ شايف النيل اللي قدامك ده على الرغم من إنه شريان الحياة ومانقدرش نعيش من غيره والمفروض انه يبقى مبسوط بكدة إلا إني شايفه علطول زعلان حزين عشان ما عادش البشر يهتموا بيه زي زمان ما عادوش يحافظوا عليه ويعرفوا قيمته ولا يقدروها عمري ما شفته فرحان!
ثم عاد ينظر إلى ريان يتفرس بمعالمه قائلا
_ من عيونك قدرت اعرف انك شايل هم أكبر من النيل! يا ترى ليه يا ابني معقول الحزن مشيلك للدرجة دي
اعتصر ريان عينيه بقوة محاولا الحفاظ على رباطة جأشه قبل الاڼهيار وإطلاق الدمع أمام راضي والموجودين ما ان فتح عينيه حتى وجد راضي يرمقه بتركيز دون ان يحيد ببصره الى جهة أخرى يحثه على الاطمئنان له والحديث معه وهو ما كان ريان يتمناه وبشدة أن يلقى من يستمع إليه بكل آذان صاغية! أطلق تنهيدة حارة من أعماق صدره قبل ان يسترسل في الحكاية التي بدأت قبل ثلاث سنوات بمجئ آسيا مع والدها صالح وكيف تعلق بها

ولم يبين وكيف بعدما ماټ والدها ووالده بنفس العام صارا أزرا لبعضهما في أقسى الأوقات والآن يعرف عنها حقيقة مزقته ودفعته إلى القسۏة على فؤاده لأجل عقابها ولم يكن يعرف انه لا يعاقب سوى نفسه! استمع إليه راضي إلى أن انتهى ريان من سرد هذه القصة العجيبة خاتما إياها بقوله متعجبا
_ انا السبب انا اللي سبتها وف نفس الوقت كان لازم اسيبها بس مش عارف اعمل ايه انا مشتت مش عارف أعمل إيه
ربت راضي على ركبته قائلا بتساؤل
_ مش هي دي البنت اللي جات وخدت رقمي 
اماء ريان برأسه بحزن بينما أكمل راضي بنبرة واثقة
_ رجعها يا ريان
قطب ريان حاجبيه بدهشة بينما يرمق راضي بتساؤل وقد وجد باقتراحه الأمان بينما يكمل راضي بنفس النبرة الواثقة
_ ماقدرش اوصف لك اد أي هي كانت خاېفة عليك وقت ما شافتك يوم الحاډثة البنت دي بتحبك يا ريان الحب بييجي مرة واحدة بس وانت خلاص خدت حقك من الحب واللي يستحيل تلاقي زيه في الدنيا
ثم تشدق مستنكرا
_ قوم ترميه بالسهولة دي! وإن كانت لقيطة ماظنش ده ذنبها يا حبيبي
نطق ريان بنبرة باكية متسائلا
_ يعني لو انا ابنك تقبل اعمل حاجة زي دي
تسارعت خفقاته كالمضخات فور نطق ابنه لتساؤل كونه ابنه وهو بالحقيقية ابنه! جملة عجيبة غريبة ولكنها حقيقة!
حاول الحفاظ على انفعاله قائلا بنبرة صادقة يسكنها السرور
_ انا عشان باصص لك زي ابني بقولك روح لها حبيبي انا ليا ولد واحد وإنت التاني يا ريان
أردف ريان قائلا بشكر
_ اشكرك جدا يا أستاذ ده شرف ليا
عاد إلى منزله بعد مرور ساعتين وتأكد راضي من رسم الابتسامة المتثاقلة على شفتيه كما بعقله حلا جديدا أيد القلب بقراره ولكن لا يزال العقل محاربا إياه استلقى على سريره ثم أخذ يمسح على وجهه بتعب قبل ان يجد من تمسك بيديه بين كفيها الناعمين فتح عينيه بسرعة ليجدها هي تجلس على ركبتيها مقابله ترتدي فستانا ابيضا بسيط الطراز شعرها البني الكثيف منسدل على كتفيها حتى صارت كممثلات هوليوود وبطلتها الساحرة ترمقه بابتسامة واسعة وعينين حالمتين ليردف بنبرة سريعة مستغيثة وكأنه كان بانتظار هذا اللقاء على أحر من الجمر
_ آسيا انا مش عايز اسيبك آسيا انا بحبك آسيا انا...
قاطعته بوضع سبابتها على شفتيه إشارة إلى الصمت بينما تحتوي رأسه بين كفيها مقربة شفتيها من رأسه ليغمض عينيه بدوره حتى تقبل جبهته برقة ثم تبتعد بهدوء فيعود ليفتح عينيه من جديد فلا يراها وقد تبخرت كنسمات الهواء حوله أطلق زفرة متعبة وقد عاد يتخيل طيفها من جديد! فهل من سبيل الى الرحمة من سيطرة هذه المتحكمة بقلبه المستبدة!
نهاية أحداث الفصل الثالث
الفصل الرابع
خرجت من الغرفة الصغيرة قاطعة فترة تسطحها على السرير إثر طرقات الباب المتتالية والتي لا تعلم هويتها حيث من قد يأتي طارقا بابها ولم يمر سوى أسبوع على سكناها! لما وجدت طرقات الباب لا تنتهى او تدع مجالا للانتظار اردفت بصوت عال يشوبه الانزعاج
_ طيب جاية اهو
ما ان فتحت الباب حتى كادت تهتف بحدة زاجرة الطارق المزعج ولكن سرعان ما ألجمت الصدمة لسانها بينما تعطلت خلايا عقلها عن العمل إذ ترى _أو تظن أنها ترى_ معشوق قلبها وآسر نبضاته يقف أمامها الآن مبتسما والدمع ېحرق مقلتيه يود لو يذرفه ولكن يمتنع فركت عينيها بسرعة محاولة التأكد من ماهية ما ترى الآن حيث معقول هي تقف أمام ريان بشحمه ولحمه! بالتأكيد هي تهذي أو لوعة اشتياقها صورت لها هيئته كي تصبر قليلا على ثقل البلاء!
وسرعان ما استوقف تخميناتها قائلا بلهجة حانية
_ فتحي عينك يا آسيا ده أنا ريان
شهقة خفيضة الصوت تبعت فتح عينيها حيث لا تصدق حقا ما لاح إلى مسمعها بالتو واللحظة! أمعقول أن عاد ريان واستجاب الله لدعائها بالراحة طيلة الأيام السالفة! أمعقول أحس بنيران الألم تكويها فأسرع الى تبريد العڈاب عنها! قاطع سيل أفكارها المتصارعة قائلا
_ ممكن ادخل
افسحت له المجال دون أن تنطق ببنت شفة فجلس ريان بأقرب مقعد قابله في حين تركت آسيا الباب مفتوحا كما تركت معه وخزات عشقها حيث عادت إلى العبوس وقد تذكرت مشهد فراقهما الأليم جلست قبالته وكان الصمت هو سيد الموقف بهذه اللحظة ثوان مرت من السكون الرخيم الذي شقه ريان وهو يرمق آسيا ذات المعالم القاتمة قائلا بشئ من العتاب
_ يعني حتى شغلك في المستشفى سيبتيه يا آسيا! ليه كدة
أزاحت خصلة من شعرها إلى الوراء ثم رفعت عينها كي تواجهه بنظرات واجمة وهي تقول بجمود
_ إنت عرفت مكاني ازاي
وقف عن مجلسه ثم اقترب منها حتى جلس أرضا فصارت تعلوه برأسها ومعالم الدهشة تكسو وجهها في حين يبادلها بمعالم آسفة قائلا بندم
_ ماتسأليش ف حاجة مالهاش لازمة يا آسيا عشان هتغلطي نفس غلطتي زي مانا كمان بصيت لأنك كدبتي ونسيت اني بحبك وماقدرش أعيش من غيرك
اتسعت حدقتاها صدمة في حين تود الهتاف بأعلى صوتها راجية إياه للتأكيد ولكنه أجاب السؤال الذي يجول بخاطرها مكملا بتأكيد
_ أيوة يا آسيا انا مش بس بحبك انا بعشقك وبكل غباء ضيعتك من إيدي عشان حاجة مالكيش ذنب فيها!
ثم أمسك بيديها قائلا برجاء
_ ارجعيلي يا آسيا انا ولا حاجة من غيرك!
وهنا أطلقت العنان لعبراتها في الهطول على صفحة وجهها وازدادت شهقاتها وقد ضغط على الچرح في حين يطلبها للرجوع والحيرة مهيمنة حولها فماذا تفعل هذه تركها تبكي ولم يردعها بل وجد في ذلك الراحة لها لإخراج القليل مما يعتمل بصدرها! مرت دقيقتين تقريبا حتى استعادت
تم نسخ الرابط