عن العشق و الأسر و ما بينهم نورهان العشري قيثارة الكلمات ٣
الفصل الثالث
دعيني أخبرك شيئا. إن روحي لا تزهر أبدا سوي معك عيناى لا تضيء سوى بالنظر إليك. أضلعى لا تكتمل سوى بك. خلقت بى عشق من ڼار لا يطفئها سوى قربك. ذلك الشق الناقص بروحى لم يرممه أحد سواك. لذا فإن كان طريق الوصول اليك مستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم ..
نورهان العشري
مرت الأيام بجانبه حلوة كالعسل فمنذ ذلك اليوم وهي تحيا معه أجمل لحظات حياتها فقد تغلبت على مخاوفها بعد أن اطمأنت بأنها متربعة على عرش قلبه أميرة. فقد كان يحاوطها بكل مكان يوصلها إلى دروسها وينتظر حتى يأخذها وبعد ذلك تقضي وقتا رائعا برفقته يتناولان المثلجات ويتنزهان بسيارته وقد كان يمطرها عشق يحتوي بحنانه يتمها فهي لم تتذوق عناق والديها ولم تختبر حنانهما أبدا فقد توفيا وهي أصغر من أن تتذكر حتي ملامحهما وربتها خالتها مع ابنتها ميرنا ولم تبخل عليها يوما بالحب وكل شيء ولكن معه كان الأمر مختلفا فقد كان تعويض روح بعثرها الفقد ليعيد ترميمها من جديد. فكان عشقه كزخات المطر الذي انساب على تربة قاحلة فرواها حتى ازدهرت وأصبحت مثمرة وقد تجلى ذلك بتفوقها الدراسي الذي بات ملحوظا وأشاد به جميع مدرسيها وقد جاءت مواعيد الاختبارات التي اجتازتها بسهولة وأتى يوم النتيجة الموعود.
_ إلي اين تظنين نفسك ذاهبة
التفتت ريم لتجد خالتها التي كانت ملامحها لا تفسر في تلك اللحظة فحاولت المرح قائلة
_إنه اليوم الموعود يا سيدة راجية. اليوم يوم النتيجة وأنا ذاهبة للمدرسة.
_لن تذهبي لأي مكان.
هكذا تحدثت راجية بنبرة قاطعة جعلت الخۏف يزحف إلى قلبها ف تراجعت خطوتين إلى الخلف وهي تقول بخفوت
_ ما بك خالتي
تحدثت راجية بنبرة معاتبة فاقتربت منها وهي تقول باستفهام
_ لا.. لا أعرف.
_إذن ساخبرك أشعر بخيبة عظيمة تجاه طفلتي التي ربيتها لتصبح فتاة جميلة ترفع الرأس فإذا بها تضع رأسي في التراب.
جفلت من حديث خالتها القاسې فقالت بلهجة متوترة
_ ما الذي تقصدينه
_أنت تعلمين جيدا. ما الذي بينك وبين السيد مالك الصياد. فجميع من في القصر يتغامزون عليكما حتى أن السيدة صفاء بنفسها ألقت بالحديث علي وأنا كالبلهاء لا أفهم شيئا إلى أن رأيتك بعيني وأنت تهبطين من سيارته.
اخفضت ريم رأسها بخجل وخزي فهي انساقت خلف مشاعرها دون أن تحسب حساب لخالتها ولا لسمعتها بين الناس فاقتربت منها راجية قائلة بعتب
ارتفع رأسها بلهفة فقد كان وقع الكلمات مريع على قلبها ف تخبطت سحبها وأمطرت ألما كان أضعافه بقلبها وخرج على هيئة حروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين
_ لم أكن اقصد خالتي أقسم لك.
رق قلبها لرؤية حالتها تلك ولكنها حاولت إخفاء ذلك وواصلت ټعنيفها قائلة
_وماذا كنت تظنين وأنت تقضين الوقت كله برفقته هل سيقفون و يصفقون لك على إنجازاتك العاطفية
ازدادت عبراتها انهمارا فتابعت راجية جلدها بسوط كلماتها اللاذعة
_أين صلاتك من ذلك أنت لا يفوتك فرض من فروض الله. فكيف كنت تقفين بين يديه وأنت ترتكبين إثما عظيما كهذا
_لم ارتكب أي إثم أقسم إنها