غرام المغرور نسمة مالك
المحتويات
ومافيش اي حاجة
تقلق!
أردف بها غفران عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة
توقف عن الحديث فجأة وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح إسراء تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد وقامت بألقاء الهاتف بالمياه
شهقت عهد حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه يا نهاري دي شكلها دايخة خالص
أستعد غفران للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مرددا برجاء
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما وسقطت بالمياه جعلت غفران يسرع بالقفز هو الأخر ومن ثم قفزت خلفه عهد و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما
الله أكبر
فارس
رباه ماذا يحدث!
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر پخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على المۏت غرقا فصړخ بعلو صوته مرددا اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثا عنها كالمچنون
لم يجدها مكانها على الفراش لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة
جحظت عينيه حين لمح صديقه غفران وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه وبدأ يدور بعينيه باحثا عن زوجته حتي لمحها تسارع الڠرق
بصعوبة شديدة همست له بضعف وهي تختبئ فيه
إسراء أنتي كويسة
الحمد لله يا عهد
قالتها إسراء بصوت مرتجف وقد بدأ الخۏف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيرا جدا عليها وقام برفع الكاب على شعرها ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه
أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء!
ابتلعت
إسراء لعابها بصعوبة وقد عجزت عن النطق بحرف لا تعلم ماذا تقول له
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه البادي على محياه
خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني
عهد بابتسامة بشوشة من عنيا طبعا اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف
أيوه يا ابني أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل فارس ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه يبدو عليه الذعر الشديد
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح
لو عايزاني احكيلك هحكيلك!
قطع حديثه حين تحدث فارس بلهفه ونبرة متوسلة
متحكيش متحكيش يا أبو فارس
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته
راجل يا فارس راجل يا ابني
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع
مردفا
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد
ربت على كتفه بقليل من العڼف مكملا
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت
علم وينفذ يا محمد باشا
قالها فارس وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملا
أنت تؤمرني يا أبو فارس
استغفر الله العظيم
بغرفة خديجة
يا تري عملت ايه يا محمد!
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف أمامها وينظر لها بابتسامة المدوخة
صباح الخير يا خديجة
هاشم من فضلك
متابعة القراءة