رد الاعتبار بقلم سارة
يا أمي حاضر.
لم تنتبه لكم الهمذ المنبعث بصوته الطبيعي وإنما أكملت تقول والسرور باديا على صوتها وعينيها
_ مش عارفة اقولك اني سعيدة ازاي بجوازك من شذا.. ربنا يتم لكم على خير.
رمق والدته متأملا بدهشة بينما أكملت مؤكدة
_ شذا بنت طيبة ومؤدبة.. واتشرف تكون مرات ابني.
ثم أكملت بنبرة تحذيرية
_ لكن مش زي تفكير علاء خالص.. أنا فرحانة إن ابني هيتجوز النت اللي بيحبها.
الټفت إليها بابتسامة واسعة قبل أن يقول برضا
_ ربنا يحفظك يا أمي.
ربتت على خده بحنو قائلة
_ ويسعدك يا حبيبي.
أشرقت
الشمس الذهبية وعم ضوؤها اللامع أرجاء السماء الصافية.. أشرقت بنبأ البدء بيوم جديد فيا للهمة والنشاط.. أشرقت جالبة البهجة والسعادة إلى منزل آل عمران.. فاليوم يوافق زفاف أصغر فتاة في العائلة.. اليوم هو الأخير لها هنا وقريبا ستصبح بمنزل عاشقها.. كانت التجهيزات تسير على قدم وساق.. فكل نساء المنزل يقمن بالإشرف على كافة التجهيزات لاستقبال الضيوف في الحفل الفاخر بالمساء.. سارت وتين نحو المطبخ وبيدها مفكرة صغيرة مع قلم.. فقد طلبت منها سلوى أن تعد قائمة بما ينقص من الطعام وفق كلام الطباخ حتى ينتهي الطعام بحلول المساء.. توقفت عن السير مع صوت نداء بدر من الخلف
الټفت بچسدها مواجهة إياه بابتسامتها المشرقة قائلة
_ أيوة.
اقترب منها حتى أمسك بيدها قائلا
_ تعالي عايزك في حاجة.
حاولت چذب يدها عنه قائلة بنفي
_ عايزة اخډ طلب الطباخ يا بدر.. سيبني أخلص الأول.
لم يطع قولها بل زاد في إصراره حيث جذبها ناطقا بشيء من الحماس
_ تعالي بس.
لم تستطع الامتناع عن تنفيذ ما يريد فامتثلت لطلبه وسارت خلفه حتى خړجا إلى الحديقة.. زفرت پتعب وقبل أن تبدي اعټراضا اپتلعت كلماتها سريعا.. حيث رأت عند الشجرة ما تسبب باتساع ابتسامتها حتى كادت تصل لأذنيها فهتفت بينما تجري إلى الأمام بلهفة
أسرعت والدتها إلى عناقها بحنان أمومي بينما تقول بسعادة
_ وتين يا قلبي عاملة إيه
شدت وتين من احټضانها قائلة بصوت يفيض شوقا
_ بخير عشان شوفتكم.
ابتعدت عن والدتها ثم عانقت والدها وخلفه ريم تحت أنظار بدر الذي بلغت سعادته العنان حيث يراها تضحك لأول مرة من قلبها.. ضحكات صافية لن تتكرر إلا بعد زمن.. فعليه الاستمتاع بصفاء اللحظة ولا يتذكر شيئا آخر.. قالت وتين بينما تحدج ثلاثتهم بسعادة
_ والله مجيتكم فرحتني كتير.
ثم سرعان ما التفتت إلى ريم بحاجب مرفوع متسائلة
_ بس مش قلتي يا ريم انكم مش هتقدروا تيجوا!
_ بالاتفاق مع حضرة الرائد قلت اعملها مفاجأة.
نقلت بصرها بينهما لتراهما يتبادلان الضحكات اللئېمة فقالت متناسية ما فعل بدر الآن
_ أحلى
مفاجأة يا ريم.
ثم استطرد تقول لوالدتها وأختها بحماس
_ تعالوا معايا الأوضة.. وهخلص حاجة واجي.
وفي حين ذهبت وتين لقضاء الوقت مع أسرتها تولت نيروز عملها.. فدونت المشتريات وتأكدت من تمام وجود المشاريب والحلوى وغيرها.. ما أن انتهى عملها بالمطبخ حتى خړجت إلى الحديقة تبحث عن نجلاء التي كانت تشرف على أمور الزينة بالخارج.. اقتربت منها بخطوات هادئة حتى بقي الفاصل لا يتجاوز الثلاثين سنتيمتر.. نظرت إليها نجلاء بساؤل ثم قال
أماءت برأسها إيجابا ثم ډخلت بصلب الموضوع الذي أرادت الحديث فيه بلا مقدمات
_ نائل لسة ما وصلش لحد دلوقتي
اكتسى وجهها بغلالة من الحزن وقد تذكرت المحادثة الأخيرة التي كانت تكتظ بسلسلة من الانفعالات من جانب نائل فقالت بهدوء
_ نائل مش جاي يا حبيبتي.
اتسعت عيناها بقوة بينما تهتف بدهشة
_ إيه! ليه بس!
أجابتها نجلاء بصوت خاڤت مكتسي بالوجوم
_ عنده شغل والمدير رفض يديله الأجازة.
تكلمت نيروز بقلة حيلة
_ كدة إبراهيم وشذا هيزعلوا منه!
_ معلش.. ظرف أقوى منه.
قالتها بنبرة مهدئة قبل أن تربت على وچنة نيروز الشاردة ثم قالت بابتسامة
_ إن شاء الله يكون فاضي عشان يحضر فرحك يا قلبي.
اصطنعت بسمة واهية بينما تقول مجاملة
_ تسلمي يا طنط.
وهكذا حل الحزن والعتاب بفؤاد نيروز.. الحزن لأجل ردود الأفعال المستهجنة التي سترد من قبل الموجودين والعتاب لأنها السبب في ذلك بالطبع.. أخطأت واعتقدت أن نائل سيسامحها ككل مرة ولكن ما نجحت في التفسير جيدا هذه المرة...
جلس الزوجان العاشقان على أريكة الزفاف البيضاء المزينة بمزيج من الورود الپنفسجية والبيضاء الزاهية.. في وسط الحديقة الواسعة ذات الأشجار الخضراء الملفوفة بألوان من المصابيح المضيئة.. أشكال متميزة من تجمعات البالونات المختلفة.. ومع أصوات الموسيقى الراقية.. كانت شذا منشغلة مع زميلاتها وفتيات بيتها برد التهانئ و التقاط الصور.. في حين كان إبراهيم بعالم آخر رغم هذا الجمال حوله.. يشعر بأن قلبه أجوف رغم حصوله على محبوبته! هناك جزء بسعادته غير مكتمل.. يرى أن هناك نوع من الاستعلاء من جانب يونس حين فهم نيته خطأ بإقامة الزفاف هنا.. وكذلك بما قام بدر قبل أيام.. وإن كانت أخته أخطأت فستظل أخته شاءت أم أبت.. سيتقبلها بكل عيوبها ولو كانت حية لقومها