عشق الهوى نونا المصري
لو الامن في المطار مسمحوش لعاصم انه يجب معلومات عن مريم لان دي تعتبر انتهاك خصوصية يبقى انا اكيد هقدر اجيب المعلومات دي لانها مراتي حسب الشرع والقانون بيقول انها ما ينفعش تسافر من غير موافقتي وبكدا
اكيد هعرف هي راحت فين وهقدر ارجعها لحضني تاني .
وبعد ان عث في نفسه شعاع من الأمل بقوله لتلك الكلمات وضع نظارته الشمسية لتخفي عيناه المتلألئة كما لو انها بلورات سوداء حالكة ممزوجة بالحزن بعدها صعد في سيارته الفاخرة وانطلق بها متوجها الى المطار ليطالب بحقوقه المشروعة بمعرفة مكان زوجته التي هاجرت دون سابق إنذار وعندما وصل سلطت الأضواء عليه كونه احد اشهر رجال الأعمال في البلاد واخذت العيون تتبعه بترقب وهو يمشي بشموخ كما لو كان اسدا عزيز النفس مرفوع الهامة بحلته السوداء الداكنة ونظارته الشمسية التي تخفي تحتها بحر من الحزن الممزوج بالحدة فتوجه نحو مكتب الاستقبال وقال للموظف بنبرة صوت واثقة انا كنت بعت واحد من الرجالة اللي بيشتغلوا عندي علشان يجيبلي شوية معلومات عن وحدة ست سافرت برا مصر من تلات اسابيع بس مع الاسف ماقدرش يعرف هي راحت فين... ممكن تقولي ليه ما اديتهوش المعلومات دي يا...
ازدرد المدعو تامر ريقه من شدة التوتر بسبب هذا الۏحش الذي اخافه حتى وهو يتحدث بهدوء فقال بتلعثم ا.. انا اسف يا فندم بس... النظام بيقول اننا مينفعش ندي اي حد معلومات عن المسافرين لان دا يعتبر انتهاك للخصوصية بس نقدر نعمل كدا في حالة وحدة بس لو كان الشخص اللي سافر برا البلد واحد من عيلة حضرتك فأكيد هقدر اساعدك.
في تلك اللحظة رسم ادهم شبح ابتسامة على زاوية شفتيه ثم رفع يده ببطء ونزع نظارته عن عيناه ونظر إلى تامر بنظرة اربكته ومن ثم قال يبقى كدا احنا هنقدر نتفاهم... انا عايز اعرف مراتي سافرت فين وعايزك تساعدني في الموضوع دا وانا هكرمك متقلقش.
وضع ادهم يده اليسرى في جيب بنطاله واشار لتامر بيده اليمنى لكي يقترب منه وبالفعل اقترب قليلا فأمسك الاول بربطة عنقه بلطف وهدوء لكن جعله يرتعب عندما قال بنبرة ټهديد واضحة لو حد تاني عرف عن الموضوع دا اعتبر ان نهايتك قربت ماشي.
أومأ تامر برأسه والعرق يتدفق من جبينه كما لو انه تعرض لإطلاق ڼار في خاصرته وقال بتوتر شديد اعتبر اني مسمعتش حاجة يا فندم .
فاخذ تامر يعدل ربطة عنقه واردف اكيد طبعا ...بس من فضلك اديني شوية وقت لغاية ما الاقي المعلومات اللي حضرتك طلبتها.
أشار ادهم له بيده ليباشر دون ان يتفوه بكلمة واحدة... وبالفعل بدأ تامر يبحث في الحاسوب الذي امامه عن اسم مريم مراد التي جعلت ادهم عزام السيوفي يتخطى الحدود ويقوم بتهديده من اجل اخفاء سر زواجه بها ...وما هي الا مدة وجيزة حتى نظر اليه وقال لاقيتها يا فندم.
فنظر ادهم اليه ثم اقترب منه وسأله بلهفة شديدة هي فين
وبعد ان سمع ادهم ذلك ابتسم ابتسامة مشرقة كما لو انه حصل على احد كنوز الأرض النادرة وقال بنبرة صوت يغلبها الحب والعشق نيويورك...هي في نيويورك دلوقتي !
فنظر تامر اليه بتعجب شديد واقسم في داخله ان هذا الذي امامه ليس ادهم عزام الملقب بجبل الجليد وانما عاشق ولهان يبحث عن معشوقته فقال تمام كدا يا فندم
وفي تلك اللحظة انتبه ادهم الى انفعاله فسيطر على نفسه وعاد إلى جموده المعتاد ونظر الى تامر قائلا تمام .
قال ذلك ثم اخرج محفظته من جيبه واخرج منها رزمة نقود لم يكلف نفسه عناء النظر اليها حتى وبعدها امسك يد الشاب ووض النقود فيها ثم شد عليها قائلا بنفس لهجة الټهديد دي مكافأة صغيرة علشان ساعدتني بس خليك فاكر ...لو فتحت بؤك وقلت لأي شخص كلمة واحدة عن الموضوع دا فاعتبر انك مش هتشم هوى مصر تاني لاني هنفيك من هنا فاهمني
ابتلع تامر ريقه وقال م... متشغلش بالك يا فندم اساسا انا مسمعتش من حضرتك اي حاجة.
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال كويس... يلا سلام.
ثم اعاد وضع نظارته الشمسية وغادر تاركا خلفه تامر مړعوپا من تهديده الجدي ...وعندما خرج من المطار توجه نحو سيارته ثم وقف يحدق في الفراغ قائلا نيويورك...هي