كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ١١

موقع أيام نيوز

وتضع يدها فوق جبهتها وهي تهمس بعدم تصديق 
لا إلهي لا . أنه ليس هنا. ليس هنا . أنا أتوهم .. نعم أتوهم ..
أغمضت عيناها بقوة ثم فتحتهما و التفتت تنظر إليه فتفاجأت بأنه لم يكن موجود ! 
إذا كانت تتوهم بالفعل . أغمضت عيناها التي تبلور بهما ألمها القاټل الذي اجتاح قلبها حين لم تجده و ضاع قسمها بألا تبكي مجددا أدراج الرياح . فأخفضت رأسها بتعب ذرفته بقوة من عينيها التي برقت پصدمة حين سمعت صوت جرس الباب يدق .. 
نظرت إلى ساعة يدها فوجدتها تشير إلى الثانية عشر بعد منتصف الليل. من الذي سيزورهم بهذا الوقت 
أضاء عقلها بفكرة چنونية جعلت جميع حواسها تتأهب
فتوجهت إلى الخارج بأقدام متلهفة و أنفاس متلاحقة لتنظر إلى العين السحرية بالباب فشعرت بالډماء تتحول في عروقها إلى جمرات مشټعلة جعلتها ترتجف وهي تتمسك بمقبض الباب لكي تفتحه ..
التقت نظراتهما للحظة كان يغلفها شوقا قاټلا حاولت إخفاءه بينما كان هو العكس فقد تحول جميع ما يشعر به من ألم و لوعه و ڠضب إلى فيضان شوق جارف فلم يمهلها الفرصة لاستيعاب وجوده أمام بيتها الآن بل قام بجذبها من خلف عنقها بقوة ليسحب أنفاسها بين أنفاسه وهو يقربها منه بضراوة افزعتها لوهلة فلم تستطيع لا دفعه ولا مجاراته فقط خضوع واستسلام لم يبال به فقد بدا و كأنه يدفن أوجاعه بين ضفتي التوت خاصتها و التي كانت نبيذا مسكرا غيب عقله حتى تناسي أنهما يقفان علي باب شقة والدها كل ما كان يتذكره هو وجودها و شوقه لها و كونها بين طيات صدره فقد كان يحكم تطويقها و كأنه يخشى أن يفقدها إن لانت قبضته قليلا .
تململت بضيق بين يديه فقد كادت رئتيها أن ټنفجر طالبة ببعض الهواء فتركها علي مضض دون أن يفلتها بل ظلت معلقة بين ذراعيه وجبهتها تلتصق بخاصته وهما يتنفسان بصعوبة من فرط الانفعال الذي جعل نبرته مبحوحة وهو يقول 
اعتذر ..
لو كان الوقت مختلف لكان أول ما فعلته هو صفعه بقوة على تلك الكلمة الواهية التي كحبة رمل في مواجهة جبل شامخ ولكن هالها صوت أسنانه التي تصطك ببعضها البعض و ارتجافة ملامحها و كأنه يحجم صرخات قوية تهتاج داخل صدره الذي كانت أنفاسه في شجار عڼيف لا يهدأه سوى أنفاسها التي أخذ يتنفسها بقوة بينما هي كانت تجاهد للإفلات من بين براثنه ولكن جسدها لا يطاوعها فشعرت بالحزن عليه و على قلبها وكل شيء يرفض الابتعاد عن هذا الرجل ولكنها استجمعت جأشها لتقول پألم 
مضى وقت الاعتذار
أخذ يهز برأسه للحد الذي تفرقت عبراته حول وجهها وهو يهمس بنبرة محرورة 
سامحيني
عاندته شفاهها نكاية بقلب لا زال ېحترق لأجله 
انتهى كل شيء ..
كان يشعر بكل ما يدور بداخلها و قد كان هذا آخر أملا له معها لذا همس بجفاء
كاذبة
تعلم أنه يعلم بكذبها ولكنها تمسكت بما تبقى من ثباتها وهي تقول بقسۏة
ارحل .. لم أعد أريد أي حياة تربطني بك .. 
عاندها بكل ما أوتي من عشق  
وأنا لا أريد تلك الحياة الخالية منك
قست نبرتها وهي تتذكر إعلانه أمام الجميع بخيانتها و تلك نظرات الشماتة التي انهالت عليها من والدته لذا قالت بقسۏة وهي تحاول التملص من بين يديه
لم تعد رفاهية الاختيار متاحة لك ..
همس بلوعة
هدى . 
لوعته أضافت ألما آخرا إلى ألمها فلانت نبرتها قليلا حين قالت
لقد قضيت على آخر شيء كان يربطنا 
_ أنت محقة .. ولكن أنا أيضا كان لدي حق بأشياء كثيرة .. حتى أعظم ذنوبي لم تكن من فراغ .. لم يكن بملء إرادتي خېانتك. أنت من دفعتني لذلك .
تعلم أن كل ما يقوله حقيقي و لأول مرة تواجه نفسها بذلاتها ولكن ما حيلة قلب أحړقته الخېانة و تركت ندوبا بشعة لا يفلح أي شيء في مداواتها.
صدقت .. لم تكن ذنوبك من فراغ و مثل خېانتك لم تكن بإرادتك فغفراني ليس بيدي و أنت أيضا من دفعتني لذلك لذا رجاء أرحل انتهى كل شيئ بيننا 
أزهقت كلماتها بآخر أمل كان يملكه لذا أطلق نفسا حارا من جوف بركانه
تم نسخ الرابط