كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري ٢
المحتويات
أن تنتظر عودته اليوم لم يتغلب عليها الإرهاق ككل ليلة بل تغلب عليها القلق حتى سلب النوم من عينيها وتزاحمت الأفكار برأسها وهي تتفقد ساعتها بين الفينة والأخرى وسرعان ما تعود تتعلق بمدخل القصر علها تلمح طيفه يأتي حتى تستطيع الخلود إلى النوم براحة.
لم يكن من عادتها انتظاره فهو دائم التأخر وهي كثيرة الانشغال تقضي اليوم بأكمله تركض بين أطفالها ومهامها في القصر كزوجة الابن الأكبر لزين النعماني وزينات المالكي وما أدراك ما زينات المالكي امرأة أرستقراطية من الطراز الرفيع مسيطرة لأبعد الحدود متسلطة تهوى التحكم بالبشر من حولها وتريد جعل الجميع نسخة منها من فرط اعتزازها بنفسها وقد كانت هي أكثر من يعاني مع طباعها الحادة لمدة عشر سنوات إلى أن أصبحت وجها آخر لها يشبهها في كل شيء حتى طريقتها في ارتداء الملابس التي لم تكن تتناسب مع سنوات عمرها التسع وعشرون وأيضا طريقة تصفيفها لخصلات شعرها التي التزمت بها بناء على تعليمات زينات والتي بررتها بأنها تعطيها وقارا وهيبة تليق بكنة عائلة النعماني! وكونها شخصية مسالمة هادئة الطباع لم تكن تجادل كثيرا حتى ولو لم تكن راضية يكفيها أن يمر كل شيء بسلام حتى ولو كان نقيضه بداخلها.
زفرت براحه قبل أن تتراجع خطوتين إلى الخلف لتغلق باب الشرفة ولكنها توقفت حين التقمت عينيها خطواته المبعثرة وهو يترجل من سيارته فهالها أن تراه بتلك الطريقة وهوى قلبها حين ظنت بأن مكروها قد أصابه لذا تراجعت بلهفه للخلف وسحبت مئزرها تحيط به جسدها وتوجهت للخارج بخط حافظت على هدوئها لتجده يغلق باب القصر خلفه وهو يترنح بطريقة مريبة فتوقفت في منتصف الدرج إثر صراخه الهستيري حين رآها
اغتاظت هدى من سخريته وخاصة حين أدركت أنه كان مخمورا فتابعت هبوطها الدرج وهي تقول بتقريع
اخفض صوتك رجاء فالجميع نيام هنا ولا داعي لأن يستيقظوا على صراخك.
تململ بوقفته وأخذ يهز رأسه بملل قبل أن يقول وهو في حالة من اللا وعي
اغتاظت من مظهره وقالت بحنق
وهل حالتك تلك ستجعلك ترى الأحلام مثل باقي الناس لا تقلق فالخمر سيغيب عقلك ليومين على الأقل.
زفر بحنق وصاح دون وعي
يا إلهي! من أين ابتليت بتلك المرأة إنها لا تكف عن إزعاجي حتى الخمر لا يفلح معها.
حوافر كلماته لامست جوانب قلبها فخدشته مما جعلها تقول غاضبة
تأتي مخمورا في منتصف الليل تترنح يمينا ويسارا ثم
متابعة القراءة