فردوس الشيطان مريم غريب
المحتويات
.. حاضر . مش هتأخر .. سلام !
مطار العاصمة واشنطن مقاطعة كولومبيا الولايات المتحدة الأمريكية ... كان فرق التوقيت واضحا
عندما نظر سفيان في ساعة يده فوجدها تشير للحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة بينما في ساعة المطار الضخمة تشير إلي الخامسة صباحا
ضبط ساعته علي التوقيت الحالي ثم إلتفت إلي سامح قائلا
العربية وصلت يا سامح
سامح أيوه يا عم وصلت و الشنط طلعت
يلا بينا
أهلا بكما ! .. قالها المحامي الإنجليزي بلغته الأم و تابع و هو يصافح سفيان بحرارة
سيد سفيان . سعدت بلقائك كثيرا
سفيان ماضيا بإنجليزيته الممتازة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أخبرني من فضلك . كيف حال إبنتي
چورچ إنها في أحسن صحة . سترى بنفسك
بيت السيدة ستيلا لا يبعد كثيرا عن هنا . سنكون هناك في غضون خمسة عشر دقيقة
سفيان حسنا جدا
و أعطي چورچ للسائق الأمر بالإنطلاق لتتجه السيارة إلي بيت السيدة ستيلا براون زوجة سفيان الداغر السابقة ..
ففتحت ستيلا بنفسها
سيدة في منتصف الثلاثينيات بيضاء نحيلة متوسطة القامة شعرها الأشقر الناعم يصل إلي كتفيها و عيناها الزرقاء باهتة تحيط بها الهالات الناجمة عن السمۏم التي تتناولها
ما أن رأت ستيلا زوجها السابق حتي إبتسمت ساخرة و قالت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أظلمت نظرات سفيان و لمحت ستيلا في وجهه هبوب عاصفة مدمرة لا تبقي و لا تذر ..
ستيلا .. جئت لآخذ إبنتي !
ستيلا بإستخفاف فلتأخذها طبعا و لا داعي للمحاكم و القضايا . إنها إبنتك أيضا
لقد كبرت و أصبحت بحاجة إليك أكثر مني .. و أكملت بمكر
و لكن بشروط يا حبيبي .. تفضلوا بالدخول أولا
و أفسحت لهم مجالا للدخول ...
إقتحمت ميرا المكان و علي وجهها إبتسامة مشرقة ..
نظرت إلي والدها بعدم تصديق و بدوره وقف سفيان يرمقها بشوق كبير .. إنطلقت ميرا نحوه
ضمھا بحنان أبوي و هو يمسح علي شعرها الكستنائي الأملس لتهمس له بعربيتها الركيكة
يبعدها سفيان عنه قليلا ثم يقول و هو ينظر لها بسعادة مفرطة
إنتي وحشتيني أكتر . ميرا حبيبتي
كبرتي !
ميرا و هي تنظر إلي وجهه المنحوت و تتأمل وسامته المتزايدة
و إنت لسا صغير ... زي ما إنت
كان سامح في واد أخر ... كان يقف كالصنم مأخوذا بجمال تلك الحورية التي يستأثر بها صديقه
لم يصدق أنها إبنته هو يعلم أن له إبنة في مبتدأ سن المراهقة كان يتخيلها مجرد طفلة علي مطلع البلوغ
و لكن من رآها الآن أنثي بالغة بكل ما في الكلمة من معني أنثي بلغت كمالها ... إنها تشبه والدتها إلي حد كبير و لا شك و لكنه إستطاع رؤية أطوار صديقه طاغية عليها ..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إيه يا سامح جرالك إيه
و هنا أعلنت ستيلا بصوتها الرقيق
و الآن لنتفق يا .. أبا ميرا
إذا كنت تريد إبنتك بدون مشاكل . فلتدفع ثمنها أولا ..... !!!!!!
يتبع ...
4 5
تمييز !
صباح يوم جديد ... و تستعد يارا لبدء العمل الذي أتت من أجله
تركت الفندق الذي نزلت به و ركبت السيارة التي بعثت لها خصيصا بتوصية من المأمور و وصلت إلي مسرح الچريمة
دوار عمدة كفر الدواغرة .. منصور الداغر ...
إلتقطت عدة صور للمنزل من الخارج و من مختلف الزوايا ثم أمسكت بالمسجل خاصتها و شغلته و أخذت تصف المكان و هي تلج إلي الداخل
أخذت جولة في الطابق السفلي ثم صعدت إلي غرفة القتيل ... كانت حالها لم ېلمس أحد أي شئ و هو الأمر الذي شدد عليه الضابط الذي يرافقها
حذرها بالإحتراس بأن تمس يدها أي شئ فأطاعت و واصلت عملها بروية و هدوء ..
صورت كل ركن بالغرفة
ثم جاءت عند البقعة المحظورة ...
أمسكت يارا بالكاميرا
صباح الخير يافندم ! .. قالتها يارا و هي تقف عند باب مكتب المأمور
ينظر الرجل الأربعيني نحوها و يهتف بترحاب
أهلا و سهلا يا أستاذة . نورتينا تاني إتفضلي
إبتسمت يارا و دخلت
جلست أمامه فسألها ها كله ماشي تمام و لا إيه خلصتي شغلك و لا لسا و مش محتاجة مساعدة
يارا متشكرة جدا يافندم حضرتك وفرت عليا كتير جدا
يعني بالشكل ده أنا همشي إنهاردة إن شاء الله
المأمور مداعبا يآااه بسرعة كده !
إحنا لسا ماشبعناش منك و مش كل يوم مصر بتبعتلنا الحلويات دي
يارا بإبتسامة متكلفة
معلش بقي هبقي أعملكم زيارة قريب .. ثم قالت
المهم أنا كنت محتاجة نسخة من التحقيقات زي ما قلت لحضرتك إمبارح و كمان عايزة عنوان إبن أخو المجني عليه في القاهرة
المأمور بدهشة و عايزة عنوانه ليه يا أستاذة
يارا مش عارف إيه حضرتك !
المأمور مش عارف مسموحلي أديكي العنوان و لا لأ
يارا يافندم هو عنوان وزير الداخلية !!
ده مواطن عادي و أنا صحفية و هيبقي معايا تصريح من الجريدة
صمت المأمور لبرهة ثم قال موافقا
ماشي . هكتبلك العنوان دلوقتي .. و أمسك بالورقة و القلم و بدأ بتدوين العنوان
يارا بإبتسامة
متابعة القراءة