ميراث الندم أمل نصر
المحتويات
الفتى ذو السابعة عشر ربيعا أمام أبيه يحدجه بأعين تصرخ بالتحدي تدفعه حمائية الدفاع عنها فاستعاد وعيه فايز على خوف بناته الصغيرات وتحفز ابنه نحوه ليرتد للخلف ويصرف النظر عن فكرة ضربها مسح بكفيه على وجهه ليجلس على الاريكة معطيا لهم ظهره الذي انحنى بتفكير قاسې.
تأملته قليلا شربات بأنفاس متهدجة تشعر بحجم غباءها حينما فقدت السيطرة وطار عقلها من هول المفاجأة التي اخبرها بها وحملت عليه بكلماتها القاسېة لتخرجه من طوره وفعل مالم يجرؤ لفعله طوال سنوات زواجه بها وقد نسيت مايشعر به هو الان .
خلاص روح انت يا مالك.
رد ابنها بخشونة لا تناسب سنوات عمره
وان رفع يده تاني وحاول يضربك
همت لتجادله ولكنها استدركت بعقلها الجهنمي تقول
خلاص يبجى مشي اخواتك البنات وتعالى اجعد معانا عشان تعرف سبب العركة ما هو الموضوع برضو يخصك ع الأجل عشان تعرف باللي ضاع مننا وانت ليك حج فيه.
غمغم بها مالك وهو يتبعها بعد أن أدخل شقيقاته إلى غرفتهن واقترب لينضم مشاركا في جلسة والديه فخاطبت شربات زوجها بهدوء بعد أن جلست بجواره
متزعلش مني يا فايز بس كمان لازم تجدر اني اتفاجأت عجلي طار مني.
رد فايز بفتور وقبضته أسفل ذقنه بهيئة يبدوا عليها الهم
تابع مالك حديث أبويه صامتا بتركيز شديد وهو يحاول أن يفهم مغزى كلماتهم فقالت شربات بحزم
انت لازم ترجع حجك البيت جيمته بتزيد يوم عن يوم وضړبة واعرة زي دي مينفعش السكوت عنها حجك لازم يرجع اما بالرضى أو الجوة لو حكمت
والجوة دي تبجى كيف يا زكية اذا كان البيت بجى بيع وشړا ملك حجازي ودا مليش سلطان عليه..
اظلم وجهها واحتدت عينيها بنيران الڠضب فهتفت ترفع يديها الأثنتان في الهواء تدعو كالمغلوب علىأمرها
اللهي ما ترفع راسك عن المخدة ولا يصبح عليك صبح يا حجازي يا بن سليمة يا سارج نصيب ابوك وعياله يا حرامي.
ما تعرفيني يا اما عمل ايه اللي اسمه حجازي ده وكيف سرجنا وسرج حجنا.
انتبه والده عليه
وعلى جلوسه بالقرب منهم وسماعه الحديث الدائر فهتف بحزم
احتجت شربات صاړخة بزوجها معربة عن رفضها لقوله
وما يتدخلش ليه بجى مش اللي ضاع دا برضوا ليه حج فيه ولا انت فاكر ان الأمر يخصك وحدك لا يا حبيبي دا حج ولادي من بعدك والفلوس اللي كانت هتيجي من وراه كان هينفعهم ويخليهم أغنيا طول العمر من غير مجهود لكن دلوك بعد ما اتسرج خلاص منك لله يا حجازي اللهي ربنا ينتجم منك.
بس.
صړخ بها فايز وهو ينهض مغادرا الجلسة وقد فاض به ولم يعد يستطع التحمل .
كيف يعني البيت بجى بتاع حجازي انا مش فاهمة
تسائلت بها بعد ان قص عليهما ما حدث على عجالة وبدون الخوض بتفاصيل فطاقته للكلام كانت على وشك النفاذ.
جاءت الإجابة من سليمة والتي تفهمت الان سر ثورة زوجها ورغبته الغاشمة في التهجم على ابنه
معناته يا بتي ان جدك عبد المعطي كتب البيت بإسم جوزك .
سمعت منها لتلتف نحوه وكأنها تريد التأكيد
صح يا حجازي معجول جدي عمل كدة طب مش خاېف من ولده
تطلع إليها بوجه يعتليه الهم فهذه المفاجأه لم تكن سارة له على الإطلاق ولا يريدها لا يريد زيادة العداء مع والده الذي يكرهه من الأساس فما باله الان وقد اصبح لديه سبب كافي لقټله كلما تذكر هيئته الغاضبة وكم الإهانات والسباب الذي وجهه إليه أمام الرجال في المجلس كلما زاد شعوره بالإختناق والضيق.
شعرت به وبهذه الأفكار التي تدور برأسه ف اقتربت لتضع يدها على ظهره مربتة بحنان قائلة
شكلك ما يطمنش لدرجادي انت زعلان يا حبيبي
استمر على صمته ولم يصدر منه سوى زفرة طويلة يطرد بها الهواء المحبوس بصدره فتكلفت سليمة بالرد
جدو عمل كدة عشان يضمن حجه عارف ان ولده مش هيصون الأمانة وأول حاجة هيعملها هو انه هيطردنا ويبيع البيت .
صاح بعصبية يقطع صمته
كان سابه يعملها ياما أنا مش عايز حاجة يعني لو طردني فايز الدهشوري انا مكنتش هلاجي متوى ليكم
هل انا عاجز عن اني اجوم ببيتي وامي ولا هو مش شايفني راجل يعني يعتمد عليه
بعد الشړ عليك يا حبيبي دا انت راجل وسيد الرجال.
هتفت بها زوجته بلهفة ثم تابعت وهي تعطيه كوب العصير من يدها
خد اشرب وهدي
متابعة القراءة