ندوب الهوى

موقع أيام نيوز

ابتسم داخلة لأنه سبب فرحة هؤلاء البسطاء مثله في يوم من الأيام!..
في الساعة الواحدة صباحا
امك وأبوك مش ناويين يرجعوا يابني ولا عجبتهم القعدة هناك
كانت هذه كلمات جاد لابن عمه وأخيهسمير سائلا عن أهله الذين ذهبوا إلى بلدة والدته ولم يعودوا بعد..
أجابه سمير وهو يركل حجرة صغيرة وقعت أمام قدمه وهم يسيروا عائدين إلى المنزل
كلمتهم النهاردة وقالوا راجعين بكرة
يجوا بالسلامة
ابتسم سمير وهو يتذكر ماتش الكرة العائدون منه الآن بعد فوز فريقهم على الفريق الآخر وتحدث بسخرية وتهكم
شوفت سلامة عمل إزاي بعد ما خسر مش عارف أنا ليه الثقة الزايدة اللي في الواحد دي
ابتسم جاد هو الآخر بسخرية متذكرا تحدي المدعو سلامة لهم متوعدا بالفوز لم يكن يريد الذهاب وأراد المكوث في المنزل فقد غلبه الحزن والإرهاق ولكن سمير الح عليه ليذهب معه ولم يتركه وحده حتى يجعله ينسى ما يمر به قليلا وسيأتي الحل من عند الله دون مجهود..
رفع جاد يده ووضعها على كتف سمير من الخلف وهم يسيرون عائدون إلى المنزل ودلفوا إلى بداية شارعهم الذي كان خالي من المارة وتحدث قائلا باتمان
متشكر يا عم سمير
ابتسم الآخر وغمزه يعبث معه
مردفا
عد الجمايل يسطا جاد
عاد بنظره إلى الأمام وهو يبتسم ثم وقعت عينيه على منزلهم ليرى والدة هدير وشقيقتها متجهين ناحيتهم عقد ما بين حاجبيه باستغراب لخروجهم في مثل هذا الوقت على غير العادة واستمع إلى سؤال سمير المستغرب
مش دي أم جمال ومريم. رايحين فين في الوقت ده
لم يكن الشارع به الكثير من الناس بل كانوا جميعهم في بيتهم وهناك فقط ثلاثة أو أربعة من الشباب وقلت الحركة به كثيرا!
أنزل يده من عليه وأسرع في خطاه متقدما منهم ليقف أمامهم هو وابن عمه سائلا إياهم باستغراب وجدية
انتوا رايحين فين يا أم جمال.. الوقت متأخر وأنت عارفه المنطقة مش كلها أمان
أجابته بحزن وضعف لا تستطيع أن تتصدى له إن تغلب عليها سيأخذ حياتها معه أردفت بلهفة وخوف
والله ما كنا خارجين يابني دي هدير هي اللي خرجت ومرجعتش لدلوقتي
خفق قلبه داخل أضلعه وبرزت عينيه پخوف شديد ورهبة داخله عملت على توتره وقد ظهر هذا عليه أمام الجميع ليردف بحدة متسائلا
مرجعتش يعني ايه دي الساعة واحدة! راحت فين أصلا
أجابته مريم
پخوف شديد على شقيقتها ورفيقة روحها
خرجت من بعد صلاة العشا قالت هتروح لرحمة صاحبتها ونسيت تلفونها في البيت ورحمة تلفونها مقفول حتى جمال معرفناش نوصله فخرجنا نروحلها نشوفها
أردف بحدة وعصبية وهو ينظر إليهم نظرة جامدة وقلبه يتلوى داخله
من بعد العشا ومستنين ايه!. مستنين الفجر
أبتعد عائدا مرة أخرى ليتوجه إلى بيت صديقتها بيت المغازي وأردف بحدة وهو يبتعد
ارجعوا وأنا هشوفها.. سمير رجعهم البيت
أردف سمير بجدية مجيبا إياه وهو يشير إليهم بالابتعاد
هرجعهم واجيلك
ذهب معهم ليعيدهم إلى المنزل ويذهب إليه سريعا وداخله يدعوا الله أن لا يكون حدث لها شيء فهو يعلم أن هناك مكان رديء تمر عليه في الذهاب والعودة..
بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يارب سلم
تحدثت هدير بينها وبين نفسها في طريق العودة إلى المنزل بقلق وهي ترى الحارة فارغة من البشر على غير العادة لقد كانوا دائما مستيقظين إلى وقت متأخر لما اليوم بالتحديد لا يوجد أحد إلا القليل!..
عندما ذهبت إلى صديقتها اكتشفت أنها قد نسيت هاتفها في المنزل جلست معها وافرغت كل ما كانت تريد أن تخرجه من قلبها مصاحبه البكاء الحاد ثم غفت في أحضانها على فراشها ولم تستيقظ إلا الآن! وبخت رحمة على تركها إياها إلى هذا الوقت بالأخص أنها تعلم أن هاتفها قد وقع منها وكسر ولن تستطيع أن تتواصل مع والدتها لا من هاتفها الذي تركته ولا من هاتف رحمة المحطم..
خرجت سريعا وألحت عليها رحمة كثيرا أن تقوم بتوصيلها ولكنها لم توافق لأن لا يوجد أحد بالمنزل سوى والدتها وذهبت هي وحدها في هذا الوقت..
كانت تسير بسرعة وقلبها يخفق بقوة مستغربة لما اليوم بالتحديد لا يوجد أحد خائڤة فقط من مكان واحد ستمر عليه يسمى عندهم ب الخړابة وهو مكان مهجور يجمع كل تالف في حارتهم تعلم أن ذلك المكان يحدث فيه أشياء محرمة بين الشباب بداية من شرب الممنوعات إلى أشياء أكثر سوءا..
ولم تكن تعلم أن الأسوأ ينتظرها كلما اقتربت من هناك!..
في ذلك الوقت كان مسعد يجلس بالخړابة وحده يتعاطى الأشياء الذي يقوم ببيعها للشباب وقد توجه إلى هناك قبل ساعة بعد أن أخبره جمال بما حدث بينه وبين شقيقته من رفض تام للزواج منه وله..
وكأن القدر يخطط لشيء خفي بدايته حظها العثر!.. ولكن هل يستمر..
وقف مسعد ثم تقدم إلى الخارج يقف على أعتاب الباب الكبير وبيده سېجارة هو من فعلها ليضع بها ما يريد يفكر بتلك الفتاة التي عذبته وكيفية الحصول عليها..
ترفع رأسها للسماء عاليا ولم تنظر له وهو الذي أراد لها كل خير معه حقا كان سيفعل المستحيل لارضائها ولكن الآن!.. فقط يحصل عليها وسيجعلها تتمنى المۏت كل يوم في بيته مما سيحدث لها..
نظر إلى البعيد وضيق عينيه بدقة لينظر إلى القادمة هناك وقد تبين أنها هي!.. يا للسعادة التي حلت عليه كيف هكذا تقع فريسة أسفله بهذه السهولة اعتقاده أنه تخطيط إلهي ولا يعلم أنها بداية أعماله السيئة توارى خلف الباب سريعا والابتسامة
البشعة ظهرت على شفتيه مظهره أسنانه الصفراء الفرحة دقت بابه بقوة لقد تمنى هذا الأن فقط وأتت بقدميها إليه أخرج من جيبه حبه صغيره وابتلعها في لمح البصر ولمعت عينيه لمعة شيطانية وكأنها التي كانت تستعيذ منه الآن..
توارى في الداخل حتى لا تراه فإنها إذا رأته حتما ستعود إلى المكان التي أتت منه راكضه ولا تترك له الفرصة في فعل ما يريد أما الآن فلترى الچحيم وما بعده!..
تركها تمر من أمامه وهو خلف الباب ثم بعد ذهابها بخطوة واحدة خرج سريعا إليها يقف خلفها .
وقع قلبها بين قدميها عندما شعرت بمن رفعها عن الأرضية كاتما فمها بيده حاولت أبعاد يده عنها بيدها الاثنين وحركت جسدها وقدميها في الهواء بحركات هوجاء لتفلت نفسها منه ولكنها لم تستطيع..
عاد بها إلى مكانه داخل الخړابة وأغلق ذلك الباب الكبير بقدمه مرتين ليغلق بينما هي خرجت الدموع من عينيها بغزارة شاعرة أن النهاية تقترب محاولة الفرار منه وهي تدفعه بيدها وأقدامها ولكن دون جدوى..
أنت عايز مني ايه
مال رأسه على كتفه وغمز إليها بطريقة مقززة قائلا بصوت خاڤت وهو في حالة اللاوعي
برنسس الحارة!.. مش قولتلك هناكل الشهد سوا 
عادت إلى الخلف والخۏف يقرع داخل قلبها وعينيها لا تستطيع الرؤية بوضوح من كثرة البكاء ثم نظرت إلى الممر الذي دلف منه والذي يؤدي إلى الباب وداخلها تعلم أنه ليس بوعيه وإطالة الحديث معه ربنا تأتي بالضرر عليها..
أنا هعمل اللي أنت عايزة بس سيبني أمشي
استمعت إلى ضحكاته العالية بمظهره المقزز والذي تشمئز منه وأردف قائلا وهو ينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل ويراها تجذب حجابها عليها بقوة
هو كان دخول
الحمام زي خروجه
ركضت سريعا من أمامه متوجهة إلى الخارج وداخل مخيلتها تقول أنها ستهرب منه ولكن ربما هذا من تدبير القدر!...
أمسكها مسعد دون مجهود فقط أخذ خلفها خطوة واسعة وأمسك بها من حجابها جاذبة بشدة لينقطع الحجاب بسبب الإبر المثبتة به
دفعته بيدها بحركات هوجاء وهي تصرخ بأحد ينقذها من الخارج أخذت تتململ أسفله وهي تدفعه عنها بيدها وتحرك رأسها يمينا ويسارا حتى لا تسمح له بتقبيلها ولكنه كان الأذكى والأقوى
يا ژبالة أبعد عني.. الحقوني بالله حد يلحقني
أحكم قدميها بقدميه الاثنين ثم أخذ يدها الاثنين رافعا إياهم أعلى رأسها بيده قائلا بتباهي وعينيه لا تبشرها بالخير أبدا
براحتك بقى.. انشالله تصوتي من هنا لبكرة
بصقت بوجهة وهي تبكي وتنتحب بشدة وقلبها قارب أن يقف عن العمل وأخذت تصرخ بأحد في الخارج لينقذ ما تبقى منها وبداخلها جاد وكيف سترفع وجهها به بعد الآن ومازالت تصرخ به أن يبتعد وتصرخ بأن ينقذها أحد إلى أن شعرت أن حبالها الصوتية تأذت كثيرا ومع ذلك استمرت في دفعه عنها والصړاخ مدافعة عن روحها وكم كانت روحها نقية بريئة ولم تستطع التصدي له..
بينما هو لم يتوقف هنا عازما أمره على إنهاء ما بدأه لو ماذا فعلت!..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_السادس
ندا_حسن
وفي لحظة قاسېة ظن أن الحياة قد انتهت
هنا انتهت عندما وقعت عينيه على ضعفها
أمام ذئب بشړي أراد انتهاك حقه بها
لقد مر پألم شديد في قلبه كثيرا من المرات بسببها كلماتها وأفعالها وكأنها تتعمد فعل ذلك ولكن الآن فقط يعترف أنه يتألم عن حق قلبه يتلوى على جمر الخۏف والرهبة عليها ېحترق في قلب النيران والقلق ينهشه ضاغطا عليه أكثر وكأنه يريد الإڼفجار..
عقله أيضا لم يشفق عليه بل ازداد مساعدا قلبه مصورا له كثير من السيناريوهات البشعة الخاصة بها والتي ستجعلها شخص آخر غير الذي يعرفه..
بينما لسانه الوحيد الذي وقف معه وبجواره وهو يتمتم بالدعاء لها أن يحفظها الله من كل سوء إلى أن يصل إليها أينما كانت..
لسانه الوحيد الذي بقي بجواره يحاول أن يساعده ويطمئن قلبه المشتعل بالنيران عليها حزنا وخوفا وقهرا!..
ماذا لو كانت هربت من المنزل بعد ما فعله شقيقها بها! نعم تفعلها فهي كانت رافضة الزواج من مسعد رفض تام وحتى آخر لحظة دلف بها منزلهم وشاهدها بين يدي شقيقها ولكن إلى أين ستذهب!.. لا يوجد أحد تعرفه
سوى صديقتها رحمة..
ربما ساعدتها رحمة وذهبت إلى صديقتها الأخرى التي تحدثت عنها معه من قبل!.. ولكن إن كانت فعلتها فلن يمررها لها بهذه السهولة حتى ولو كان ليس له دخل بما يعنيها فيكفي وجودها مع ذلك الشاب البارد شقيق صديقتها..
أسرع في خطاه وكل هذا وعقله لا يرحمه متخيلا أكثر من ذلك بكثير بينما قلبه يخفق پعنف وقوة شديدة خائڤا من فقدانها!..
أقسم داخله أنه بعد أن يجدها لن يجعلها تكون لغيره ولو مهما كلفه الأمر أقسم ثلاث مرات متتالية أنه سيفعل المستحيل لتكن من نصيبه هو وإذا استصعب الأمر أكثر من ذلك سيعلم أن الله ليس مقدرها له فيرضا بما كتبه الله له ويشكره على نعمته..
تخطى جاد الخړابة وسار راكضا ليطمئن عليها ومازالت شفتيه تتمتم بالدعاء..
ولكن في وسط سكون الليل وعدم تواجد أحد في الشوارع والهدوء يطغي على المكان استمع إلى صړخة مدوية انشقت لها الأرض وصعدت إلى السماء مزيلة سكونها..
صړخة كانت تعبر عن خروج الروح من الجسد
بطريقة بشعة وتركت خلفها چروح غائرة ستدوم إلى الأبد بالندوب الموجعة
تم نسخ الرابط