ندوب الهوى
المحتويات
ندوب لا تمحى ندوب بين الهوى والروح..
وقف جاد مكانه ولم يتحرك خطوة ولم يدري بعد من وعينيه لا تريد منه أن ينظر إلى أي شيء قد يشير إليها ولكنه مع ذلك تحمل على نفسه ونظر إلى البيوت على جانبيه ثم وقعت عينيه على الخړابة وبابها الكبير المغلق..
صور له عقله مشهد سريع بشع للغاية كانت طرف منه فاغمض عينيه
لو كانت تزوجت غيره لم يكن سيحزن كما الآن الآن فقط تمنى لو كانت تزوجت غيره ولا يحدث
انخفض مسعد على الأرضية ولم يستطيع الدفاع عن نفسه أمام جاد حيث أنه لم يكن بوعيه وكان يترنح وحده من الأساس..
جذبه جاد مرة أخرى ودفعه عدة مرات في الحائط إلى أن فتحت رأسه وانس
جلس فوقه جاد واضعا يده الاثني
صړخت هدير بإسمه لأول مرة دون ألقاب ووقفيكن هو القاټل!
سيبه أبوس ايدك سيبيه ھيموت
أنت كويسة
أومأت إليه برأسها عدة مرات متتالية ثم غيرت اتجاهها مشيرة إلى أنها ليست بخير بالمرة وازاد بكائها وتصاعد صوت نحيبها ليجدها ترمي بنفسها في أحضانه دون سابق إنذار..
توعد إلى مسعد بالكثير داخله عازما أمره على أن يجعله يندم لأنه فكر بها فقط هي التي انقذته من بين يديه نظر إلى مكانه بغل متوقعا أن يكون ملقى على الأرضية ولكنه فتح عينيه عندما انشغل جاد ب هدير وذهب زاحفا إلى الخارج لينفد بحياته..
اقفلي عبايتك
استدار ليبحث عن حجابها وقد وجده ثم جذبه إليها ووضعه أعلى رأسها بهدوء وحنان ربما يخفي بعض من خصلاتها.. وقع نظرة على يدها وهي تغلق عباءتها كانت ترتجف بشدة ولا تستطيع أن تغلق الزر مرة واحدة بسبب ما يحدث معها من ارتجاف في كامل جسدها..
دلف سمير إليهم سريعا بعد أن قابل مسعد يركض بالخارج وهو لا يرى أمامه حتى.. وعلم أنهم هنا متوقعا ذلك من مظهره أكمل عليه بعد ضربات جاد ولم يسمح له بالذهاب إلى عندما دفعه وركض..
نظر سمير إلى جاد بعد أن دلف مشيرا إليه بعينيه باستغراب فاستدارت سريعا تنظر خلفها عندما شعرت أن هناك أحد غيره معها رأته يقف خلفها فتوجهت سريعا لتقف خلف جاد بحركة لا إرادية منها بعد ما مرت به هذه الليلة..
امشي يا سمير طمن أم جمال وأنا جاي وراك معاها
أومأ إليه ابن عمه دون التفوه بحرف ومن مظهر هدير فهم ما حدث فاخفض وجهه بالأرض وخرج ذاهبا ليفعل مثلما قال له جاد..
استدار لها جاد أخذا نفس عميق وحاول أن يتحدث بهدوء ونبرته الرجولية سيطرت على حديثه
اهدي خلاص اعتبري إن محصلش حاجه.. بطلي عياط علشان خاطري
رفعت بحر العسل الصافي الخاص بها لتنظر إلى عينيه الرمادية والحزن يتربع على قلبها وكل خلية داخلها عينيها تخرج منها الدموع بغزارة دون توقف أخفضت عينيها مرة أخرى وهي شاعره أنها لا تستطيع أن تنظر إليه بعد ما حدث وبعد رؤيته لذلك الوضع الذي كانت به...
طيب بلاش علشان خاطري الست والدتك لو شافتك كده ممكن يحصلها حاجه وأختك الصغيرة تروح فيها... أرجوكي أهدي
وضعت وجهها بين يدها الاثنين ثم أخذت تبكي بشدة
منحنية على نفسها والألم ينهش قلبها مما حدث وما مرت به عقلها يلقي عليها مشاهد بشعة كانت ستحدث لها لو لم يأتي إليها جاد في الوقت الذي كان ينفذ منها بسرعة كبيرة انتحبت بشدة وصوت شهقاتها يعلو فتركها تفرغ ما داخلها لعلها تستريح فما حدث لها لم يكن هين بالمرة عليه هو فما شعورها هي!..
كان قلب والدتها ېحترق وهي لا تدري ما الذي حدث لابنتها وأين هي عندما عادت للمنزل حاولت الإتصال بولدها جمال حتى يأتي ويبحث عن شقيقته ولكن هاتفه كان مغلق وهو هكذا دائما لا تجده في مثل هذه المواقف بينما حاولت مريم الإتصال ب رحمة على أمل أن تكون فتحت هاتفها ولكن دون جدوى..
جلست هي وابنتها على جمر أسفلهم خائفين على هدير والقلق ينهش قلوبهم..
عاد سمير إليهم بعد وقت ليس طويل وأخبرهم أنها مع جاد في الطريق إلى هنا اطمئنت والدتها وحمدت
الله كثيرا وجوارها ابنتها التي هدأت وأغمضت عينيها براحة لينظر إليها سمير بهدوء واستأذن منهم ليقف في الخارج لأنه لا يجوز بقائه معهم في المنزل في مثل هذا الوقت وقف أمام الباب الخارجي ينتظر عودة جاد..
رآهم قادمون من أول الشارع يسير جاد و هدير بجواره منكمشه على نفسها وكلما أقتربت رأى الذعر والخۏف يرتسم على ملامحها..
دلفت إلى داخل البيت معه وأتى ابن عمه خلفهم فتحت لها الباب شقيقتها بعد أن دقه جاد وكانت والابتسامة على وجهها ولكن عندما رأت شقيقتها زالت الابتسامة وذهلت وهي تنظر إليها قائلة اسمها پصدمة
هدير!
وقفت والدتها سريعا عندما استمعت إلى ابنتها مريم تهتف باسم شقيقتها وتقدمت من باب الشقة لتراها فتحت الباب إلى آخره لتتفاجئ بهذه الهيئة أمامها!..
حجابها ليس كما خرجت بل مغطي رأسها عنوة عنه لأنه ممزق! وجهها شاحب منتفخ وعينيها حمراء وانفها وتبكي!..
عباءتها عليها غبار كثيرا ويبدو وكأنها نايمة على الأرضية ولكن پعنف شديد نظرت إلى جاد و سمير خلفه وتحدثت متسائلة بخفوت وصدمة احتلت ملامحها
في ايه!. هدير حصلها ايه
أجابها جاد بجدية وحزم وصوته جاد قائلا وهو يشير إلى الداخل
طيب ندخل وهقولك على كل حاجه
أبتعدت عن الطريق ليحث هدير على الولوج إلى الداخل ففعلت وهو من خلفها وابن عمه أيضا الذي أغلق الباب من خلفه..
جلسوا على الأريكة في صالة المنزل ناظرا إلى هدير التي دلفت غرفتها وأغلقت الباب من خلفها فنظر إلى مريم قائلا بحزن عميق ظهر بعينيه
خليكي معاها يا آنسة مريم
فعلت كما أخبرها وذهبت خلفها إلى الداخل فوجه نظره إلى والدتها التي تحدثت بحدة قائلة وهي تشير بيدها
في ايه يسطا جاد بنتي حصلها ايه
وضع وجهه بالأرضية لا يدري ما الذي عليه قوله لها في مثل هذا الموقف ولكن يجب أن تدري بكل ما حدث رفع وجهه إليها وتحدث بجدية ونبرة حادة قليلا
الحمد لله يا أم جمال محصلش حاجه هو بس مسعد حاول يتعرضلها
وقفت على قدميها تصرخ بهلع وحدة قائلة وهي ټضرب يدها على صدرها
اتعرضلها إزاي يعني! عمل فيها ايه.. عمل فيها ايه قولي... عمل ايه في البت
وقف سمير على قدميه أمامها وتحدث قائلا بعقلانية حتى تهدأ
يا خالتي أم جمال أهدي جاد قالك محصلش حاجه هو لحقها
جلست أمامهم تندب حظ ابنتها العثر مع ذلك الدنيء مسعد وهي ټضرب بيدها على فخذيها قائلة بحدة وڠضب
هو الجواز بالعافية يا ناس لا إحنا موافقين ولا هي موافقة يا عالم
نظر إليها جاد باستغراب مستنكرا حديثها ف هدير وافقت اليوم أمام عينيه ما الذي تغير!.. ولما قد يفعل مسعد ذلك بعد موافقتها تسائل قائلا مضيقا عينيه
بس هي وافقت
أجابته بحزن وعينيها منكسرة بسبب ما يفعله ابنها بهم
موافقتش والنبي يا ابني لامؤاخذة يعني قالت كده قدامك علشان محدش يدخل بينها هي وأخوها بس بعد ما مشيت أنت قالتله أنها مش موافقة ولو ھتموت حتى ټموت ولا أنها تتجوزه
هل أرتاح قلبه أم ماذا حدث!. يبدو أنه أرتاح حقا لم توافق عليه ولن توافق أبدا أنه كان يشعر بذلك ولكن حديثها هو من جعله يتوقع منها الموافقة والزواج لقد نهشت قلبه الغيرة وحطمه الألم عندما أظهرت موافقتها يا لها من غبية!..
وجد والدتها تهتف بحړقة عاليا أنها لن تتركه هذه المرة ودلفت سريعا إلى المطبخ عائدة پسكين في يدها صاح سمير عاليا هو جاد حتى لا تفعل ذلك.. وقف أمامها جاد وهو يراها تتقدم من باب الشقة وهتفت پغضب وهستيرية والسکين بيدها
هموته.. مش هسيبه لما ېموت البت أنا اللي هعملها قبله واجيب حق بنتي
أمسك جاد بيدها سريعا أخذا منها السکين وهو يهتف بحدة
حق بنتك هيجيلك لغاية عندك بس أنت أهدي يا أم جمال وهديها هي كمان.. هي محتاجاكي
نظرت إلى سمير الذي أومأ إليها برأسه موافقا على حديث ابن عمه فأكمل هو حديثه قائلا
ادخلي اطمني عليها يا أم جمال وناديلي الآنسة مريم دقيقة
ذهبت إلى غرفة ابنتها واختفت خلف الباب ليرى مريم
تتقدم منه والحزن يرتسم على ملامحها فتحدث قائلا بجدية بعد أن أخرج هاتفه من جيبه
اديني رقمك يا آنسة مريم
نظرت إليه باستغراب ولم تتحدث فابتسم بهدوء ابتسامة مصطنعة قائلا
علشان لو حصل أي حاجه وجمال
مش موجود تكلميني أنا بردو زي اخوكي
اعطته الرقم فهاتفه لتستمع إلى رنة هاتفها أغلق هو ثم قال بجدية
مش هوصيكي لو حصل حاجه أنا موجود وخدي بالك من والدتك ياريت متخليهاش تعمل أي حاجه
أومأت إليه برأسها ثم استأذن هو وذهب من الشقة هو وابن عمه بعد أن شكرتهم مريم لما فعلوه لأجلهم وصعد كل منهم إلى شقته..
لكن جاد بقي قلبه وعقله في الأسفل مع الغبية التي حړقت قلبه بحديثها وموافقتها أمامه وما رآه اليوم لم يكن هينا أبدا فقد تمزق داخله وتلوى على جمر مشتعل وهو يتخيل لو كان تأخر قليلا وهي لا حول لها ولا قوة لم تستطيع أن تجابه مسعد وتبعده عنها..
في هذه اللحظة كان سيموت قهرا عليها وعلى ما حدث لهم هم الاثنين يعود مرة أخرى ليحمي هذه التراهات من عقله وهو يحمد الله أن كل شيء على ما يرام وهي بخير ولم يمسها سوء ولكن حساب مسعد لم يصله بعد
تمدد على الفراش في غرفته بعد أن وجد الساعة تخطت الثانية صباحا بكثير فانتظر ليصلي الفجر ويقوم بالدعاء ككل يوم ليتحقق ما يريد وهو يعلم أن الله سيحقق له كل ما في
خاطرة ويسبب الأسباب لذلك..
اليوم التالي
في الصباح سارت مريم في الشارع وعلى يدها بعض
متابعة القراءة