أوتار القلب أوس منال سالم
المحتويات
بحذافيره من قبل وكأن الزمن قد عاد للوراء ليجسد له المشهد مرة أخرى مع فارق تبادله للأدوار مع ابن عمه أخفى ابتسامة ساخرة تلوح على شفتيه ليحتفظ بجدية تعبيراته مط فمه ليقول بعدها متهكما
بالبساطة دي فجأة كده صحيت لاقيت نفسك واحد تاني! إنت بتضحك على مين عليا ولا على نفسك!
أصر على إثبات حسن نواياه قائلا
أيوه أنا حقيقي اتغيرت واديني بس الفرصة اثبتلك ده
ولعب العيال ده أنا مش هاسمح بيه!
قاوم الألم الذي عصف به منتزعا أصابعه القوية من على عنقه تراجع خطوة للخلف ليهدر بأنفاس لاهثة وقد نهج صدره صعودا وهبوطا
وأنا مش بألعب يا ابن عمي أنا جاد في كلامي ولو هي وافقت عليا أنا هتجوزها
يعني بتعترف إنك بتغصبها عليك!
صحح له مقصده بدفاع مستميت
مش مظبوط أنا عمري ما هجبرها على حاجة هي مش عاوزاها.
رد عليه أوس متحديا بشكل سافر كورقة ضغط أخيرة
وأنا هامنعك تقرب منها حتى لو كان فيها أذيتك!
هنا فقد يامن قدرته على ضبط انفعالاته فهاج صارخا وغير عابئ بتبعات ردة فعله
ولو موتني حتى أنا مش هابعد عنها!
وأكتر بكتير يا ابن عمي!!
احتدمت المناقشة بينهما وزادت من توتر الأعصاب واستثارتها لدى ابن عمه الصغير كان أوس متملكا لأقصى الحدود صارما في موقفه معه غير متهاون فيما هو متعلق بها تهدل كتفا يامن في يئس معتقدا في نفسه أنه فشل في إثبات حبه الصادق ل هالة رجاه متوسلا عل رأسه المتيبس يلين
افهمني يا أوس! أنا مش بألعب ولا عاوز أضحك عليها أنا فعلا بأحبها ومتسألنيش ده حصل إزاي وامتى بس أقل حاجة تضايقها بتخليني عاوز أولع في الدنيا بحالها عشانها.
وافتكر إني مكونتش كده عمري ما ارتبط بحد ولا اهتميت غير بنفسي وبس وأنا نفسي أطلعها من اللي هي فيه
استهزأ به قائلا بأسلوبه الجاف ومتعمدا إعادة المناقشة لنقطة البداية
قول إنك بتشفق عليها!
صاح محتجا وقد فاض به الكيل من محاولاته لإقناعه بكل الطرق العقلانية والانفعالية
سأله في هدوء
وهي بتحبك ولا ...
تردد قبل أن يجيبه
مش متأكد لسه.
قست ملامح وجه أوس قائلا بلهجته غير القابلة للتفاوض
ولحد ما تتأكد من ده هتبعد عنها مفهوم!
اعترض عليه بعند
بس كده حرام و....
قاطعه مشيرا بسبابته
من غير بسبسة كلامي هيتنفذ بالحرف ده لو إنت عاوزني أصدقك فعلا!
أوس باشا في واحد مصر إنه يقابل سيادتك دلوقتي.
زوى ما بين حاجبيه معلقا عليها بخشونة
مش أنا مانع أي مقابلات كلامي مش مفهوم!
ردت بتوتر وهي تضغط على شفتيها
أنا بلغته يا فندم بده بس هو مصمم بيقول إن الموضوع ضروري ويخص مراته مدام رغد!
نطق أوس باسمه مدهوشا
أكرم!
لم يكن قد التقاه إلا مرات معدودة في زيارات عائلية رسمية أثناء تقدمه لخطبة رغد وزواجه منها لذا مجيئه اليوم كان غامضا ومربكا إلى حد كبير. كذلك حلت الدهشة على وجه يامن تبادل مع ابن عمه نظرات حائرة وفضولية فعلى الأغلب مجيء زوج أخته اليوم يحمل في طياته أمرا خطېرا استدار برأسه فجأة نحو أوس الذي عامله بروتينية بحتة
اتفضل شوف شغلك ولينا كلام تاني.
اكتفى بالإيماء الصامت برأسه ثم خرج عائدا من حيث أتى التقى في طريقه ب أكرم الذي مد يده ليصافحه قائلا باستغراب وكأنه لم يتوقع رؤيته
يامن مكونتش فاكر إنك موجود هنا
رد عليه بفتور
أنا بأشتغل هنا هي رغد مقالتلكش ولا إيه
امتعض وجهه أكثر وهو يقعب
لأ.. تقريبا أنا آخر من يعلم باللي يخصها!
ظهرت ابتسامة متهكمة على جانبي ثغره قبل أن يؤديه
ومين سمعك كلنا زي بعض!
ثم أخرج تنهيدة ثقيلة وسريعة من جوفه ليكمل بعدها محذرا
أسيبك مع ابن عمي بس خد بالك في الكلام معاه محدش ضامن هيعمل إيه لو سمع حاجة ضايقته!
هز رأسه قائلا
تمام أنا عامل حسابي.
ربت يامن على جانب ذراعه كنوع من توديعه ليلج أكرم بعدها لداخل غرفة مكتب أوس الجندي حيث انتظره الأخير على رأس مكتبه مشبكا لأصابع كفيه معا ومستندا بمرفقيه على سطح مكتبه الفخيم استهل الأول حديثه مستطردا بلباقة
مساء الخير أسف إن كنت جيت من غير ميعاد وهاعطلك عن شغلك شوية بس فعلا الموضوع مايستناش أكتر من كده!!
كانت كلماته متحفظة للغاية ومٹيرة للقلق أشار له أوس بالجلوس دون أن ينبس بكلمة فقد كانت السمة السائدة على تعابيره هي الجمود. استقر أكرم على المقعد الملاصق لمكتبه ليبدو في مواجهته نظر له بإمعان محاولا سبر أغوار عقله ورغم صعوبة الأمر عليه إلا أنه جازف بكل
متابعة القراءة