جوازة ابريل الجزء الأول و الثاني نورهان محسن
المحتويات
تستشعر حرارته المرتفعة وجبهته تتصبب عرقا فتعجبت في دهشة انت سخن كدا ليه! وايه اللي سمعته من ابوك دا!!
تمتم باسم بنبرة أجش وهو يتثاءب وبالكاد فتح عينيه بعد أن أدار جسده للاستلقاء على ظهره مش فاهم حاجة!!
أجابته وسام موضحة بلهجة قلقة ابوك قالي انك امبارح بليل عملت حاډثة بعربيتك هنا بالكومبوند
زوى باسم بين حاجبيه بحيرة محاولا التركيز على ما سمعه وهمس بوهن مشوش بتكلمي عن ايه! انا مش مجمع حاجة..
يعصف بلا هوادة فى رأسه وهو يرفع أنظاره إليه ويطالع والده الذي كان قد جلس على الكرسي وهو يكتم إنزعاجه من صراخه الحاد وسام تتحدث مع صلاح بنبرة هادئة نوعا ما محاولة امتصاص غضبه صلاح ممكن تهدي عليه شوية .. استني لما نطمن عليه .. دا شكله تعبان .. معلش أجل العتاب دا لبعدين من فضلك..
زمجر صلاح بخشونة مشيحا بيده في الهواء بحركة عصبية لا بعدين ولا قبلين .. انا قرفت منه .. عجبك فضايحه دي!!
سعل باسم بصوت أجش وألم حاد في حلقه ثم تمتم بضيق ارد اقول ايه!! انا فعلا مش مجمع اي حاجة من ليلة امبارح .. ودماغي هتتفرتك من الصداع
دفع صلاح بيده على كف يده الأخر غير مباليا بحالته وهو يكاد يفقد عقله من الڠضب جراء استهتاره المثير للأعصاب وبصوت ساخط هتف انت كنت امبارح هترتكب وانت مش دريان يا استاذ ..
حدجه باسم بدهشة حقيقية بدت على وجهه ورغم القلق الذي تلبسه فور سماعه تلك الكلمات إلا أنه ظل مستلقيا في لامبالاة زائفة وينتظر بفارغ الصبر إجابة والده التالية التي يرويها لهم بصوت مليء بالڠضب وهو راجع علي الكومبوند كان هيشيل بنت فهمي الهادي بعربيته وهو ولا حاسس علي نفسه
صدح الأمل يفوح في الجملة الأخيرة التى نطقت بها فربما كان هناك خطأ فيما قاله لكنه أغرق أملها في مهده وتشدق بصوت ساخر مش محتاج اتأكد بعد ما شوفت إكصدام عربية البيه مطبق .. انا نازل دلوقتي هعدي على فهمي ألحقوا قبل ما يعمل محضر باللي حصل في عربية بنته اللي دخل فيها طير بابها الوراني
أدارت وسام رأسها لتنظر إلي باسم في نهاية عبارتها وهو يفرك جبهته بأصابعه دليلا على تفكيره في الأمر وحاول أن يستدعى تلك الأحداث التي ذكرها والده في مخيلته وهو يتمتم بنبرة مشتتة اخر حاجة فاكرها اني كنت راجع علي البيت متأخر وسايق و..
توقف صوته فجأة عندما استرجع شريط أحداث الأمس واتضحت ذكرى حاډث الشاحنة كصوت وصورة في ذهنه يليها نوبة الهلع والألم الرهيب الذى أصابه وصولا إلى هذه الفتاة القصيرة التى ظهرت أمامه بغتة لكنه استعاد السيطرة على نفسه سريعا وواصل حديثه متظاهرا بأنه لا يعرف شيئا مش فاكر حاجة من اللي انت بتقوله...!!
تردد باسم في إخبارهم بحقيقة ما حدث لسبب لا يعرفه ثم فسره على أنه ليس لديه طاقة إحتمال على بالتأنيب واللوم منهم مع شعوره بالتعب والدوخة من ارتفع درجة حرارته وهذا كله أدى إلى إرهاق جسده بشدة فيما إستشاط صلاح ڠضبا من إجابته.
سارعت وسام تسأله بقلق جلى خوفا من أن يقع وحيدها في ورطة خطېرة مثل ذى قبل وريهام كويسة .. حصلها حاجة يا صلاح
رد صلاح بالنفى علي مضض ماكنتش ريهام .. كانت اختها الصغيرة مش فاكر اسمها .. بس محصلهاش حاجة ودا من لطف ربنا بينا .. شوفتي كان هيعمل فينا ايه كلنا
إستأنف صلاح حديثه محذرا إياه بصلابة وعصبية مفرطة بس عشان تبقي تقول ابويا قال .. اذا مارتجعتش عن الطريق الزفت اللي ماشي فيه دا هيبقي اخرة استهتارك دا سودة علي دماغك .. وهتخليني اعيد تربيتك تاني .. واعمل معاك حاجات ماكنتش عايز اعملها .. سامعني
هب صلاح من مكانه بعد أن قڈف على مسامعه تلك الكلمات اللاذعة مستهجنا ثم إلتفت ليخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى ساعة ونصف
داخل غرفة ابريل
دلف كل من يوسف وعمر الغرفة دون أن يستأذنا ليواجها من حدجتهما باستنكار شديد وقالت مع توبيخ هادئ ماينفعش تدخلو هنا يا شباب ..
نظر يوسف إلى عمر ڠضبا بسبب فتحه الباب فجأة ليضعه في هذا الموقف السخيف فيما اختبأ الأخير خلفه وهو يضحك ضحكة مليئة بالرهبة من نظرة المرأة وليس منه.
رفع يوسف عينيه ناقلا نظراته بين إبريل التي تقف أمام المرآة الطويلة ترتدي فستان زفاف أبيض يناسب طولها مع ذيل قصير وطرحة زفاف طويلة غاية فى الجمال
كتمت ابريل ضحكتها عليه بصعوبة وبجانبها تقف امرأة بدينة بعض الشيء تفوق أبريل في الطول والعرض.
حك يوسف رأسه يحاول التبرير لنفسه بضحكة معلش كان الفضول قاتلنا
عشان نشوفها بالفستان قبل ماتغيره!
تنهدت المرأة بعدم اقتناع ثم أخبرته ببرود طيب .. عموما انا خلاص خلصت .. هسيبكو براحتكو معاها .. وهروح انا اشرب نسكافيه
قالت ذلك وهي تفرك جبهتها بيد واحدة وتنقل بصرها بين يوسف وأبريل التي سارت بخطوات هادئة بالكعب العالى بعد أن رفعت الفستان بعناية عن الأرض لتجلس بشكل مريح على الكرسي المجاور للشرفة ثم إنحنت بجذعها العلوى ونزعت الحذاء الفضى اللامع لتفرك بقدميها الحافيتين بخفة قائلة أثناء ذلك بصوت هادئ ومرهق ولو سمحتي .. خليهم يعملولي اي حاجة اكلها .. عشان فرهدت جدا من الحر وكتر الوقفة
هزت المرأة كتفيها بلا اهتمام قائلة ببرود طيب .. بس مانصحكيش تتقلي في الاكل .. احنا ماصدقنا قدرنا نظبطو عليكي
ضغط يوسف على فمه حتى أصبح فمه كالخط الرفيع حتى لا يظهر صوت ضحكته لم تنتبه أبريل لذلك حيث خفضت نظرها إلى الفستان فالشيء الوحيد الذى لا يعجبها في الواقع أنه ضيق بعض الشيء حيث أنها تجد صعوبة فى التنفس ثم نظرت إليها بنظرة مغتاظة وسألتها بتبرم ماكولش يعني ولا ايه! وبعدين انا حاسة انه ماسك من هنا شوية زيادة
أشارت ابريل فى نهاية حديثها وهى تشعر بعدم ارتياح بسيط فى التنفس فأجابتها المرأة بعملية وكأن الأمر لا يعنيها دي موضته .. لو وسعنا اكتر من كدا مش هيبقي حلو .. عشان سوري يعني المنطقة دي عندك اسمول شوية
صرت أبريل على أسنانها بغيظ وحرج لكنها تمسكت بضبط النفس بينما كانت تهز ساقها محاولة التخلص من التوتر والقلق الذي جعلتها هذه المرأة تشعر به بكلماتها غير المرغوب فيها على الإطلاق لكنها تحدثت بإيجاز مقتضب طيب هو احنا مش خلصنا .. ساعديني عشان اقلعو!!
تأملتها في نظرة سريعة وهي تضع خصلة من شعرها الأسود خلف أذنها ثم قالت لها بنفس اللهجة العملية خليكي بيه شوية .. عشان تتعودي علي الحركة بيه .. والبسي الجزمة واتمشي بيها دا هيبقي افضل .. وانا تحت اندهيلي وهطلعلك
_طيب
اكتفت بقولها تلك الكلمة المختصرة مع تعبير عابس تريد توبيخها لكن هذا غير مناسب بعد أن بذلت ريهام كل هذا الجهد من أجلها وحتى لو كانت تكلفة هذا الفستان على حساب مصطفى فمن أجلهم ظلت صامتة وصبرت نفسها لتتحمل هذه الكتلة الباردة فيما تراها تتحرك من أمامهم لتغادر الغرفة.
حاول يوسف أن يخفف عنها ذلك التوتر البادى عليها فتوجه نحوها وعمر خلفه كظله وتحدث مبتسما بإنبهار بعد أن مد إليها كفيه ليجعلها تقوم من مقعدها ايه الحلاوة دي يا ست عرايس!
ابتسمت ابريل بخفة لمديحه بنوع من الخجل فهى بالفعل تحتاج لسماع تلك الكلمات حتى ترتفع معنوياتها قليلا وواجهته بنظراتها المترددة لتسأله پخوف بعد أن زعزعت هذه المرأة ثقتها بنفسها بعض الشيء بأسلوبها الفظ بجد يعني حلو عليا!!
قوس يوسف فمه متظاهرا بالتفكير وهو يتفحصها تحت نظرتها المنتظرة ثم تمتم بحزن الصراحة يعني مش حلو !
لم يمهلها لحظة للرد فأخذ يدها اليمنى ورفعها إلى أعلى وجعلها تدور حول نفسها بحذر وسلاسة وهي تستمع فى سرور إلى صوته مليئا بالعذوبة طالع عليكي روعة هياكل منك حته .. قمر يا اخواتي والله قمر
دفعه عمر فى جانبه الأيسر وأزاحه قليلا حتى وقف في مكانه يتأملها حتى يبدى رأيه أيضا ووضع إحدى يديه على والأخرى تحت ذقنه وقال بإعجاب طفولي شبه باربي اوي .. بس قصيرة شوية
انخرطت أبريل فى الضحك بسعادة على إطرائه اللعوب ولطفه الذي تعشقه فانحنت إلى مستواه وقرصت خديه بخفة وضيقت عينيها وقالت مازحة اه منك يا خلبوص .. انت يا شقي
صفعه يوسف على عنقه برفق هاتفا بإستياء يادي باربي اللي اكلت عقلك .. غاوي سمك مخلي
لكمه عمر في يده بسخط طفولي فتحركت ابريل ودفعت يوسف بعيدا عنه حتى لا يتشاجرا معا كالعادة ووقفت في المنتصف بينهما وقالت بابتسامة حلوة سيبك منه يا عمر .. مفيش غيرك حبيبي انا يا حلو انت
ابتسم يوسف عابثا بأنامله بطريقة مغرورة قبل أن يقول بفخر طالع لخالو
التوى ثغرها باستنكار وهي تجيبه بسخرية لاذعة وانا اقول الواد طالع لسانه بيشر عسل ليه!! خربت عقلو باللي بالحاجات اللي بتسمعهالو .. صحيح انت لسه هنا ليه مش قولت وراك شغل بدري!
قالت ابريل ذلك بدهشة حائرة بعد أن تذكرت كلماته لها بالأمس فأخبرها يوسف مفسرا الفوج أجل وصلوه لبكرا .. اهو اكون جبت عربيتي من الصيانة .. و بعدين انا جاي استخبي عندك من ريهام بعد اللي حصل في عربيتها
ابتلعت ابريل لعابها بتوتر حينما تذكرت ما حدث
متابعة القراءة