چرح الماضي بقلم سارة
المحتويات
جعل والدتها تأتي في اللحظة التي كانوا يتحدثون فيها عن هنا!!!
أوقفها حسام ا و هو ينظر في عينيها بثبات ليجعلها تهدأ قائلا
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
حدقت فيه بحزن ليست هذا ما تحتاجه منه الآن..
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات.. تحتاج الشعور بخوفه عليها!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
قالها فارس بحدة و هو ينظر لها.. لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها بينه و بين والدتها الملقي أمامها
و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم.. اشتغلوا و انتم
ساكتين!!
التزم الجميع الصمت و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب..
انتفضت ليلي من محلها و هي تنظر إلي فارس برجاء.. و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون....
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه... بينما اقتربت ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة...
ماما.. ماما فوقي يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل.. اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما حصل.. طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا.. لا يا ماما حراام كدة.. حرااام!!!
و علي صدي تلك الصرخات الحزينة المټألمة للفراق...
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت..
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن..
ابتعدت ليلي عن فارس الذي انشغل بأمر البقية و سارت پضياع..
تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير... لا تبالي بأحد
و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها..
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق
ماما ماټت يا فهد.. ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
قالتها و هي تنتحب و قد كانت ممسكة بقميصه لم ينتظر و لم يتمهل علي مظهرها هذا عائدا بها إلي المشفي!!
____________________________________
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي..
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير.. المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله... أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو..
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي..
اتفضلي!!
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه بحب أبوي شديد يعوضها
عن غياب الأم!
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا...
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها.. اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة ل بهدوء و هو يفكر في القادم..
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر.. ماذا سيقول لها حينها..
عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة.. تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!!
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
______________________________________
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت.. الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب..
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!!
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم..
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط...
ماټ الأب و
متابعة القراءة