للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات جزء أول
المحتويات
متخازلا
_ لا مش أبدا اوي يعني . في شويه حاجات أولها معرفتك .
كاميليا بإستفزاز
_ معرفتي ! طب يارب نفضل على موقفك دا بعد ما تعرف انا راحه فين
ادهم و قد وصل إليه مغزى حديثها فقال بنبرة إستعطاف
_ ايه يا كامي انت لسه هتعرفيني النهاردة مانت عارفه اني بهزر معاك .
كاميليا و قد رصدت دقات قلبها وقع خطواته على السلم خلفها فصدح صوت ضحكتها كانغام موسيقيه عزفت على اوتار قلبه الذي انهكه الإشتياق و لكن الڠضب طوقه بأصفاد من فولاذ فوقف ينظر إلى يديها التي امتدت الى ياقه القميص الذي يرتديه أدهم و هي تقول بدلال
صفيه باستفهام
_ واد انت و هي ما تفهموني في ايه هو انت ماسكه عالواد دا ذله و لا ايه يا كاميليا قوليلي خليني انفخه .
نظر أدهم إلى والدته قائلا بحنق
_ اركني انت يا حاجه الله يباركلك . انا حاسس انك لقياني قدام بابا جامع اصلا .
ثم نظر إلى كاميليا و قال بنبرة راجيه
قهقهت كاميليا بدلع ممزوج ببعض من الخبث و هي تشعر بإقترابه منها فقالت بدلال
_ ياروحي خلاص متحلفش صدقتك .
_ أدهم !
صدح صوت غاضب من خلفهم و قد كانت كل خليه بداخله ترتجف من شدة الڠضب و الغيرة معا فهو كان يجاهد نفسه و يتجاهلها حتى لا يصب جام ڠضبها عليها و تأتي الان تثير جنونه بهذة الطريقه إذن فهي من بدأت تلك اللعبه و هو من سينهيها
_ نعم يا يوسف .
نزل يوسف آخر درجات السلم و انضم إليهم دون أن تحيد عيناه عن تلك التي كانت ترسم الهدوء على ملامحها الخاطفه للأنظار و هذا الثوب الذي ترتديه و قد زادها جمالا فوق جمالها الذي جعل قلبه يدق پعنف و أخذ شوقه لها يتضاعف ضاربا بعرض الحائط كل الڠضب الذي يحمله بداخله لها و لكن تجاهلها بهذا الشكل قد أيقظ غضبه مرة ثانيه فهي لم تكلف نفسها عناء الإلتفات إليه بل أخذت تنظر إلى هاتفها متجاهله وجوده كليا لتشتعل أنفاسه حنقا من تجاهلها هذا و وجه حديثه الى أدهم قائلا
أدهم بهدوء
_ حاضر .
التقمت عيناه تلك التي كانت تخرج من غرفه الصالون فقال بلهجه هادئه تنافي حدة لهجته قبل قليل
_ نيفين .
التفتت نيفين إليه غير مصدقه بينما اشتعلت شرارة الغيرة و الڠضب في قلب كاميليا و التي حاولت قدر الإمكان التحكم بملامح وجهها و السيطرة على حدة تنفسها عندما سمعت نيفين تجيبه بلهجه هادئه و رقيقه تنافي طبيعتها
جاءت الطامه الكبري عندما تفوه يوسف بتلك الكلمات التي سقطت على قلبها كالړصاص
_ تعالي ورايا عالمكتب عايزك و ياريت محدش يقاطعنا .
هذا ليس وقت الاڼهيار . هكذا أخذت كاميليا تردد في داخلها حتى تمنع عبراتها التي تجمعت عقب سماعها تلك الكلمات من فمه و خاصة عندما الټفت معطيا ظهره إليهم متوجها إلى غرفه المكتب تتبعه تلك الحيه و هي تناظرها بعينين تحملان من الشماته الكثير فأصابت قلبها بسهام الغدر الدامية فهي قد قررت الذهاب قبل أن تري بعينيها ماهو مقدم عليه و ها هي اسوء كوابيسها تبدأ بالتحقق بالفعل و لكنها حاولت استخدام كل ذرة ثبات بداخلها و كلمات والدتها تتردد في أذنها بأن تظل قويه فباغتها أدهم الذي تحدث بلهجه حانيه
رفعت رأسها تناظره راسمه الجمود فوق ملامحها و لكن لم تنجح في إخفاء الألم المرتسم بعينيها على عكس صوتها الذي حاولت أن يكون ثابتا قدر الإمكان وهي تجيبه
_ نعم !
_ تحبي نقعد نتكلم شويه
كاميليا بمرح لم يصل الى عينيها
_ احنا هنتكلم فعلا بس في الطريق . عشان انت هتوصلني عند خالتو فاطمه .
أدهم بتعقل
_ كاميليا مش دا الحل .
تدخلت صفيه التي رأت ما حدث و رصدت عيناها نظرات نيفين و لمست ألم كاميليا فقالت بنبرة قاطعه
_ كاميليا من حقها تروح تزور خالتها وقت ما تحب يا أدهم .
أدهم بحدة
_ تستأذن من جوزها يا ماما .
صفيه پغضب
_ لما يبقي يفضالها و بعدين هي اخدت الاذن مني و أنا وافقت خلاص الموضوع انتهى و اتفضل عشان توصلها .
زفر أدهم بقله حيله و نظر إلى كاميليا ثم قال بملل
_ اتفضلي قدامي مانتوا مش وراكوا غير التعب اصلا .
سارت كاميليا خلفه و ما أن خطت بضعه خطوات الى باب المنزل حتي نظر إليها أدهم الذي أشفق على حالتها قائلا
_ زعلانه منه
تنهيده قويه خرجت من جوفها قبل أن تقول
_ زعلانه دي كلمه هايفه اوي يا أدهم جمب اللي انا حساه .
أدهم بمكر
_ طب بصي حقك تاخديه منه على مهلك بس إيه رأيك أما نولع الفرن و نحطه تحت الشوايه شويه
كاميليا باستفهام
_ يعني ايه مش فاهمه
أدهم بتخابث
_ يعني جرعه حړقة الډم اللي كانت من شويه دي هنحطلها شويه بهارات و نخلي صاحبك يقعد يكلم في نفسه طول اليوم .
قطبت كاميليا جبينها بعدم فهم و قالت
_ يعني نعمل ايه
_ و لا اي حاجه الضحكه الحلوة اللي هبدتيها جوا دي و خلتيه يقفل في وش الناس عايزك تهبديها اول ما نوصل عند العربيه .
كاميليا بسخريه
_ و هو هيشوفني ازاي يا خفيف
أدهم بمزاح
_ اقطع دراعي من هنهوه لو مكنش يوسف اخويا راشق قدام الشباك يشوفني هخرج امتى .
كاميليا بنفاذ صبر
_ و لو اني مش معشمه بس يالا يمكن كلامك يطلع صح .
تقدم أدهم من كاميليا ما أن وصلوا الى السيارة و قام بفتح بابها في حركه دراميه بعد أن انحنى أمام كاميليا التي وضعت إحدى يديها ي خصلات شعرها لتحركها الى الجهه الأخرى بدلال ثم تقدمت في حركه مسرحيه و كأنها أميرة مدلله تسير بغنج تجاه الباب الذي يقف قبالته أدهم و ما أن وصلت أمامه حتي اڼفجرا في الضحك سويا ثم ركبت السيارة و التف أدهم الى الجهه الأخري بعدما التقمت عيناه يوسف الذي يقف خلف النافذة ينظر إليهما بعينين كانت و كأنها قادمة من الچحيم و قد اشتعلت بداخله براكين الڠضب الممزوج بالغيرة معا فقام بإطفاء سيجارته پعنف قبل ان يتوجه للخارج في ڠضب فكيف تخرج بدون أن تخبره لتلحق به نيفين عند باب الغرفه قائله باستفهام
_ يوسف انت رايح فين
يوسف پغضب و نظرات ناريه جمدتها في مكانها
_ مالكيش فيه استنيني هنا لحد ما آجي .
تجمدت نيفين في مكانها بالرغم من أن الفضول
كان يأكلها لمعرفه ما ينوي فعله و لكن نظراته كانت لا تبشر بالخير إطلاقا ففضلت عدم إثارة غضبه أكثر فهذا ليس في صالحها .
و على الجانب الآخر كان يوسف يغلي من شدة الڠضب فأخذ يبحث عن والدته و هو ېصرخ بصوت جهوري كان يرن في أرجاء المنزل
_ ماما . يا ماما !
خرجت صفيه مهروله من المطبخ إثر ندائه بهذه الطريقه فقالت باضطراب
_ ايه يا يوسف في ايه
يوسف پغضب
_ الست هانم رايحه فين من غير ما تقولي
حاولت صفيه رسم الهدوء على ملامحها و هي تقول ببرود
_ راحه تزور خالتها فاطمه .
يوسف بحنق
_ من غير ما اعرف !
صفيه بتهكم
_ و هو انت كنت فاضيلها انت دخلت اوضة المكتب و قولت محدش يقاطعني المفروض هي تعمل ايه تتحبس في البيت لحد ما تطق و ټموت على ما حضرتك تفضالها !
تراجع ڠضب يوسف قليلا و شعر بوخزات الألم تنغر بقلبه و لكنه آثر عدم الإفصاح عما يدور بخلده و قال بحدة
_ لما ترجع خليها تجيلي عالمكتب .
القى كلماته ثم إنصرف الى غرفه المكتب صافقا الباب خلفه و قلبه يخبره بأن يذهب إليها يعاتبها و يوبخها على أفعالها الحمقاء و بعد كل هذا يحتويها بين جنبات عشقه ليرمم كل تلك الكسور و الچروح التي مهما حاولت أن تخفيها عنه لن تفلح فهو يرى داخلها كما لو كانت كتاب مفتوح أمامه و لكنه لا يقدر على التغافل عن أخطائها أكثر من ذلك .
_ يوسف !
كان هذا صوت نيفين الذي أخرجه من شروده فزفر بتعب نافضا من تفكيره كل الأفكار المتعلقه بها ليوجه تفكيره كليا الى تلك الجالسه أمامه تطالعه بعينين يملؤهما الحب و الألم و الذي دفعها لتقول
_ طبعا مش محتاجه اعرف انت بتفكر في ايه عشان باين اوي على وشك . بس انا هريحك يا يوسف و هقولك اللي انت عايز تعرفه .
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال باستفهام
_ اللي هو
نيفين بثبات
_ هقولك كاميليا هربت منك ليه
طالعها يوسف بشك و حاول الثبات قدر الإمكان و هو يقول بصوت أجش و بنبرة هادئه
_ و أنا هصدقك في كل اللي هتقوليه يا نيفين .
نيفين بشك
_ اشمعنا
زفر يوسف بتعب و قام بالالتفات حول مكتبه و اقترب منها كثيرا ناظرا في عينيها قائلا بصوت أجش
_ عشان مش هتعرفي تكذبي عليا و انت عنيك في عنيا كدا .
سقطت نيفين تحت تأثير تلك اللحظه التي تمنتها كثيرا أن يقترب منها بملئ إرادته فأخذت نفسا طويلا و قالت بنبرة يملؤها التوسل
_ قبل ما اقولك اي حاجه عايزة اعرف انت جايبني هنا عشان تسألني السؤال دا صح
يوسف بنفس نبرته
_ لا و لو مش عايزة تقولي انا مش عايزة اعرف . انا جايبك هنا عشان موضوع تاني خالص .
قطبت نيفين جبينها عندما تراجع يوسف و جلس على كرسيه مرة ثانيه و قد خيم الحزن على ملامحه فقالت بإهتمام
_ مالك يا يوسف
يوسف بهدوء
_ اللي هقولهولك دا محدش يعرفه غير انا و انت و جدي و اتمني منك تسمعيني للآخر .
نيفين باهتمام
_ سمعاك .
_ قبل ما عمي مراد يحصله اللي حصل كلمني في التليفون و طلب مني لو جراله حاجه اخلي بالي منك انت و زين و أنا وعدته بدا و جدي لما تعب و أنا دخلتله طلب مني اني اتجوزك !
هبت نيفين من مقعدها من تلك المفاجأة الاكثر من رائعه و التي لم يستوعبها عقلها ليأتي هو بمفاجأة اكبر منها حينما قال بتأكيد
_ و أنا وعدته !
داهمها الدوار مرة ثانيه و لكن كان ذلك في الوقت الخطأ فسقطت علي الكرسي خلفها فاندفع يوسف تجاهها قائلا باهتمام
انت كويسه
نيفين بتوهان
_ كويسه . متقلقش .
_ اطلبلك دكتور
نيفين
متابعة القراءة