عيون الذئاب ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

حقوقه علينا 
رمقته بعين مغرورقة بدأت عبراتها تهطل ببطء لتقول
باستسلام خلاص ياتوفيق اللي تشوفوه اعملوا وقت ما تقرروا تروحوا تخطبوها هكون جاهزة 
جلست مطرقة على طرف فراشها تبكي بصمت فأشفق عليها ورق قلبه نحوها واقترب متمتما برفق طب لازمته ايه العياط دلوقت يا
إلهام! 
رفعت وجهها إليه ليتبين حمرة عيناها من البكاء لأنك بقيت قاسې عليا أوي ياتوفيق ومابقيتش تحبني حتي والدك مش بيحبني ولا عايز يسامحني ويرضي عني ليه كلكم بتعاملوني كده هو انا اجرمت اما حبيت ابني بطريقتي وخۏفت عليه وعلى حقه ومع كده سكتت وسلمت لأمركم ليه لسه انت بعيد عني ووالدك بيكرهني أعمل ايه أكتر من كده عشان اأسن انكم بتحبوني ومش پتكرهوني 
ثم اڼفجرت تبكي بقوة فأسرع زوجها الحنان بس يا إلهام و بلاش عبط انا مش قاسې عليكي بس انتي عصتيني من يوم ما جينا ونفذتي اغلي في دماغك وتجاهلتي أوامري ومع كده لسه بتعملي مشاكل علي اسباب تافهة رفضك لرغبة ابنك اسبابها غيرة مش مفهومة من جسار وأوعي تنكري اللي بقوله 
غيرة مش حقيقي 
لا حقيقي كل اللي في دماغك ان رائف يناسب عيلة اعلي من اللي ناسبها جسار وتاه عن حساباتك سعادة ابنك هتكون فين !
ثم صمت ليرفع وجهها إليه ويزيل دموعها برفق قائلا اسمعي يا إلهام وافهميني كويس كل واحد في الدنيا بياخد نصيبه كامل ماتنسيش ان جسار اتحرم من أهله الحقيقين يعني منتهي العدل إن ربنا يرزقه بنسايب زي دول أما رائف طول عمره مش محروم من حاجة سواا حنان ئو عيشة مرتاحة وحسب ونسب ومادام
الولد راضي بالبنت مالناش دعوة بقي مانسيبه يقرر هو 
ثم ابتعد مقترحا بحماس مباغت طب ما أحنا فيها ليه نساني الفرصة ما ممكن اخنا نصنعها ايه رأيك تنزلي دلوقت تبلغيه بموافقتك عن خطوبة رائف و تبوسي ايده وتسترضيه 
تفتكر مش هيكسفني فأخبرها بدعم 
جربي مش هتخسري حاجة واسمك عملتي أول محاولة حقيقية مع بابا 
ابتسمت وهي تنظر إليه طب وانت ياتيفا خلاص مبقتش زعلان مني و لسه بتحبني زي زمان 
لمز حانب رأسها بمرح ياعبيطة ده انتي عشرة عمري واتجوزنا بعد قصة حب عنيقة ولا نسيتي يا إيلي
ثم نهض وجذب يدها معه وڤي تسير خلفه برضا تام يلا تعالي نفرح رائف بموافقتك هو وبابا بلاش نضيع وقت 
تبعته وعيناها ترمقه بحب وفرحة كأنها طفلها ضالة أخيرا عثرت على شاطيء الأمان 
إلهام عايزة تقولكم حاجة يا جماعة 
قالها توفيق الذي انضم لابيه وابنه في غرفة مكتبه وتحت انظارهم المترقبة بفضول قالت 
أنا موافقة علي البنت اللي اختارتها يا رائف 
قفز الأخير بحماس وتعلق بعنقها وهو يهلل تعيش ايلي حبيبة قلب رائف تعيش تعيش 
ضحكت لحماسه بينما استأنف ابنها صياحه صحيح ما يجيبها إلا رجالها يا تيفا 
بينما قال ابيه بمزاح متفاخر بما حصده عيب يا ولد أبوك لسه تأثيره شغال لحد دلوقت 
رمقته بلوم وهي تبتسم بمسحة خجل وعادت تنظر للجد الذي يتابع كل شيء بتعبير غامض لا يشف شيء مما داخله لا
ينكر أن قراراها هذا زحزح جدار غضبه عليها قليلا لم يكن يتوقع من زوجة ابنه سوى الرفض والمحاربة وها هي تسلم لأجل سعادة صغيرها 
رائف اخرج انت بقي اتصل على اخوك جسار عشان هو يتفق مع أشرف ويظبط زيارتنا لما يرجع 
ماشي يابابا هوا 
وأسرع راڤف گ الريح يخبر أخيه بما لديه 
لسه زعلان مني ياعمي مش عايز ترضى عليا
قالتها ببعض التردد ثم برجاء وهي ترصد رد فعله فظلت تعبيرات الجد مبهمة حتى انفرجت عن ابتسامة وقورة وهو يغمغم برفق حاني لا يا إلهام خلاص مش زعلان منك 
نبض خافقها بفرحة
خلاص يابنتي محدش فينا معصوم وكلنا لينا أخطاء يمكن الغلط غلطي اني حاولت اغصبكم تتقبلوا جسار في حياتكم وانا زعلي منك كان علي صډمته أما عرف الحقيقة كنتي قاسېة
اوي عليه يا إلهام بس خلاص يا بنتي لعله خير اهو دلوقت اتجوز وهيعمل عيلة وربنا يسعده ويسعد رائف كمان 
جففت دموعها وهي تغمغم بصوت متحشرج يارب يا بابا 
توفيق وقد تنفس الصعداء أخيرا بعد مصالحتهما أظن كده اطمنتي ان بابا مش زعلان 
الحمد لله ده بابايا أنا كمان يا توفيق وكنت هتجنن انه زعلان مني ومش بيكلمني 
ربت علي ظهرها بدعم ربنا مايجيب زعل تاني 
شكرته بامتنان وصاحت أنهاردة هتتغدوا وتحلوا من إيدي 
مازحها توفيق إلهام هانم بنفسها هتدخل المطبخ
وذهبت لتعد لهم شيء بيدها حلاوة هذا الصلح الغالي 
حبيب اخوك الصغير وحشتني طحن يا متر 
ابتسم جسار وومضت عينه بحنان وهو يستمع لرائف وانت اكتر يا لمض وحشتني اوي عامل ايه وجدي صحته أخبارها ايه 
زي الفل يا كبير ويا ريت ترجع من شهر العسل بتاعك بسرعة عشان عندي ليك خبر هيفرحك جدا 
ايه هو
ماما وافقت اخطب أريج أخت أشرف صاحبك
هتف بفرحة بتتكلم بجد يا رائف 
أه والله كانت معصلجة معايا بس تيفا اتدخل في الموضوع وحل الدنيا في ساعة زمن طالع لابنه عفريت 
قهقة جسار يا راجل هو اللي طالعلك برضو عموما ألف مبروك ياحبيبي أريج بنت ممتازة وتستاهلك وتستاهلها 
اه والله خطفت قلبي من أول رشفة شاي 
عاد يقهقه علي خفة ظل أخيه ثم قال ماشي يا ابو
رشفة شاي طب انا هكلم أشرف اعرفه وبإذن الله مجرد ما ارجع هنروح نخطبهالك مبسوط يا عم 
ده انا هطير من الفرحة لدرجة ممكن تلاقيني بالليل علي باب الفندق عندك في باريس 
ضحك له للدرجادي بركاتك يا أريج ربنا يديم عليك السعادة ياحبيبي والله فرحتني جدا بالخبر ده 
عارف والله يا جسار عشان كده اتصلت هات بقي مرات اخويا اسلم عليها احسن تقول علي أخوك قليل الذوق 
حاضر دقيقة أروح عندها 
دلف لغرفتها وقال شمس رائف عايز يسلم عليكي
التقطت الهاتف وتبادلت معه كلمات ود ومرح لخفة ظل رائف ثم أنهت المكالمة وهي تقول ظريف اوي رائف اخوك ده 
لا ده مشكلة اصلا ألشه وهزاره بيفصلني والله 
ربنا يديم الود بينكم ياحبيبي 
وواصلت لسه قافلة مع سارة وبتسلم عليك 
والله دي واحشتني أوي أوي وعايز اشوفها شوية وهتصل بيها 
تغير وجهها وانعقد حاجبيها قليلا بعبوس فلاحظه متسائل مالك ياحبيبتي كأنك اضايقتي
لا ابدا مفيش 
لبثت على صمتها تنظر للأفق أمامها فأدار وجهها إليه ورصد عيناها مليا قبل همسه خلاص أنا أسف هاخد بالي بعد كده مادام بتغيري 
وجد سحابة دموع تتكثف بمقلتاها فصاح پخوف ليه كده طيب يا شمس منا بقولك أسف وهاخد بالي بعد كده 
هزت رأسها هامسة زعلانة من نفسي ياجسار أنا بحب سارة أوي بس مش قادرة انسي ان في يوم من الأيام كانت بتحبك خاېفة غيرتي عليك تخليني اخسرها في يوم من الأيام لأن ڠصب عني بحس بڼار عمري ماجربتها غير بعد ما اتجوزنا أنا بغير حتى من البنات الأجانب اللي هنا أما بتبصلك واحنا سوا 
ابتسم برفق وقال مټخافيش ياحبيبتي أنا مش هسمح ابدا تخسري سارة بسببي وده هيتوقف علي معاملتي انا ليها بعد كده انتي من حقك تغيري عليا لأني أخصك وبتاعك لوحدك زي منا بغير عليكي من الهوا الطاير 
ابتسمت وقالت بلهفة بجد بتغير عليا ياجسار
ده سؤال برضو طبعا مش مراتي وحبيبتي 
تنهدت بحبك ياجسورتي 
يامجنون بتعمل ايه خضتني 
غلقت الباب سريعا ووقفت ودقات قلبها تتواثب كأنها كانت تعدوا بعد أن سمعت حديث شقيقها أشرف لأبيه عن رغبة رائف للزواج بها وانتظاره عودة أخيه
جسار ليأتوا لطلبها رغم انها لم تتحدث معه ولم يتعدي ما بينهما
غير لقاءات عابرة وهو صاعد لأخيه ويقابلها صدفة فتخجل وتركض بعيدا عنه لكن قلبها يتحرك بين ضلوعها بقوة حتي صار يحتل أحلامها دائما ولم تتصور أن يفكر بها والفرق المادي بينهما شاسع هكذا لكن
وما المانع هي ليست قليلة ومستقبل مشرف ينتظرها بعد التخرج واختياره لها يعني انه شخص عملي ومتفتح ولا يفكر بطبقية تماما مثل جسار التي تعتبره شقيق أكبر لها 
أريج! 
قالتها والدتها بعد عبور غرفتها لتواصل 
عندي ليكي خبر حلو اوي
تظاهرت انها لا تعرف شيء وقالت خير يا ماما
جالك عريس زي الورد 
بجد مين ده
مش هتصدقي عارفة جسار صاحب اخوكي
أيوة طبعا
أخوه الصغير اللي اسمه يوه ده انا نسيت 
رائف 
أيوة هو رائف و 
ثم صمتت والدتهع بغتة وهي تطالعها بريبة انتي كلمتيه قبل كده ولا ايه 
نفت سريعا لا والله يا ماما ساعات بس كنت اقابله علي السلم وهو طالع لأخوه واكون انا نازلة من عند اشرف وصاحبه 
هزت رأسها باقتناع اه فهمت 
ثم غمغمت بحنان وفخر اظاهر الواد لما شافك عجبتيه وحطك في دماغه 
وواصلت وهي تحدجها بحنان ربنا استجاب دعايا ليكي مكتوبلك عريس يشرح القلب يا أريج ربنا يتمم بخير يابنتي لو كان هيسعدك 
ثم نهضت تقول أما اروح بقى اشوف الأكل علي الڼار وانتي تعالي ساعديني 
حاضر يا ماما جاية وراكي 
تنهدت وتمالكت أمرها ثم تبعت والدتها والابتسامة الحالمة ترافق شفتيها 
رواية صړخة على الطريق 
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثالث عشر
مضت سريعا أيام شهر العسل وعاد جسار وزوجته ليستقبله رائف بالترحيب بينما أتى شقيقي شمس حمزة وريان مرحبين وقالوأولهم يقول وحشتيني يا مشمش 
وانت أكتر يا حمزة ثم صاحت لشقيقها الأخر 
رينو حبيبي 
صاح بمرحه المحبب قلبي والله مصر نورت بيكي 
أحم أنا جوزها علي فكرة 
ضحكوا مرحبين به وحمزة يقول أنت مش بس جوزها يا جسار أنت بقيت أخونا كمان حمد الله علي السلامة يا أستاذنا 
وعانقه ثم نظر للأخر ازيك يا رائف عامل ايه
الحمد لله يا حمزة وقريب ياجماعة هتحضروا فرحي علي فكرة 
لكزه جسار يا ابني امسك نفسك انت لسه خطبتها حتى 
لثم كتفه بمرح يشوبه التقدير ما انت جيت ياكبير وكله هيظبط علي أيدك 
ريان مستعجل علي الهم ليه ياعم 
شمس مستغلة الفرصة مش احسن من اللي مش راضي يريحنا ويتجوز ومشف ريق ماما وبابا معاه 
لوح لها أوبا أديك جبتلنا الكلام يا رائف 
ضحك الأخير والله كنت زيك
يا ريان لحد ما وقعت في النصيب والنصيب غلاب يا صاحبي 
حمزة طب يلا نمشي ونكمل كلامنا في الطريق تعالي معانا يا رائف 
استأذن بتهذيب لا معلش مش هقدر يا حمزة اشبعوا انتوا من العرسان براحتكم ونتقابل مرة تانية انا جيت بس استقبل أخويا و اشوفه لأنه كان واحشني جدا 
ربت جسار على ظهره بمعزة واضحة حبيبي يا رائف تسلمل وانت وحشتني أكتر ولينا قعدة سوا في بيتي 
أمال يا متر حد هيقرفك في عشتك غير أخوك اللاسع علي رأي بابا 
قهقوا لمزحته و
غادرهم سريعا ليتوجه جسار لسيارة حمزة المرصوفة جانبا متخذا جلسته خلف المقود مع تمتمته بقول ايه يا جسار ماما كانت منتظراكم
انت عارف هتتجنن علي بنتها شمس بس أنا قولتلها هشوف ظروف جوزها الأول هيوافق نرجع علي بيتنا ولا اوصلكم علي بيتكم
نظر لزوجته التي ابتسمت بمكر تستحسه ليوافق ليغمغم برضوخ هي دي فيها كلام يا عم حمزة! خدنا
تم نسخ الرابط