عن العشق و الأسر و ما بينهم نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢
المحتويات
أوقف سيارته بمنتصف الطريق وهو يهرول للحديث معها فقد كانت هي . نعم لم ينسى عينيها ولا لون شعرها الذي يشبه الشيكولاتة الذائبة ولكن ما أن قطع الطريق وسط صيحات الاعتراض والسباب من الناس حوله كانت قد استقلت الحافلة التي انطلقت تشق طريقها بين الزحام فزل لسانه وأطلق مسبة بذيئة لاعنا حظه العاثر الذي حال بينه وبينها فقد كان يفصله عنها بضع خطوات فقط.
_ ستنظفين الحظائر من الآن ولآخر الشهر وهذا عوضا عن طردك لانقطاعك عن العمل كل هذا الوقت.
أنهت كلماتها وشيعتها بنظرات متعالية قبل أن تذهب فلم تعترض ريم على هذا العمل الشاق فهي تريد أي شيء يشغلها عن التفكير في مأساتها التي تتلخص في عشق أهوج لا تعلم من أين ابتليت به
_ سيد مالك هل تريد شيئا
تابع اقترابه منها وعينيها تبحران فوق ملامحها بشوق لم تفهمه بينما أجابها باختصار
_ بلى.
أجابته بتلعثم
_ما الذي تريده
اكتفى بكلمة واحدة حوت الكثير بين حروفها القليلة
لقد تعرف إليها وانتهى أمرها هكذا ظنت وبحركة غير مدروسة ألقت المكنسة من يدها وتراجعت للخلف تنوي الهرب ولكن هيهات فقد ضل وشقى قلبه حتى وجدها ولن يسمح بهروبها أبدا
_هل تظنيني أحمق ل تهربي مني مرة ثانية
خرجت الحروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين حين قالت
_ما.. ما الذي.. تريده مني
خاصتها تباطئت نظراته وأجابها بصوت أجش
_أريد منك كل ما يمكنني أخذه.
غلفت طبقة كريستالية من الدموع مقلتيها اللتان اهتزتا تعلنان عن عاصفة هوجاء تهدد بالهطول تزامنا مع ارتجافة جسدها بقربه فتنبه إلى وضعها ومدى خۏفها منه ف تراجع قليلا للخلف ولكن يديه لم تتركاها وأردف بنبرة معاتبة
_لم هربت يوم الحفل
متابعة القراءة