طفلة في قلب الفرعون

موقع أيام نيوز

احدى الكراسي بالطائرة ثم جلس جوارها بأريحية.. فرد ظهره على الكرسي وهو يحرك يداه معا متنهدا لتصيح هي فيه فجأة بعصبية مضحكة
وحياة أمك 
كادت ضحكة تفلت من بين عبوس شفتاه ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ليسألها وهو مغمض العينين
عايزه إيه يا بيئة! صدقيني انا بحاول امسك نفسي عشان ما امدش ايدي عليكي
كادت تبكي وهي تجيب بطريقة طفولية
عايزه اطفح جعانة!! 
نبرتها المرتخية..حروفها المدببة ببوادر بكاء... لوي شفتاها التلقائي كالأطفال.... كل شيء بها طفولي يجذبه لها دون أن يشعر..!!! 
رمى نظرة جامدة نحو مضيفة الطيران وهو يشير لها بإصبعه لتومئ هي مؤكدة برأسها.. غابت لدقائق ثم عادت وهي تسحب امامها منضدة صغيرة عليها الطعام....
وضعت لهم الطعام وهي تقف بهدوء.. رفعت دنيا الغطاء الصغير الذي يغطي احدى الاطباق لترى به خمس أصابع ورق عنب فقط....!!!!!!
مدت دنيا إصبعها تلتقط واحدا لتضعه بفاهها وهي تستطعمه مرددة للمضيفة بفكاهه طفولية جعلت يزيد ينفجر ضاحكا
إستوى خلاص إطفي على الحله وهاتيها
تعالت ضحكات يزيد الرجولية.. لأول مرة تشرق ضحكته هكذا منذ أن رأته... ضحكة خرجت من بين ثنايا قلبه لتدغدغ دقات قلبها تلقائيا..! 
بينما وقفت المضيفة متسعة الحدقتان مذهولة تضحك رغما عنها.. 
دقيقة وكانت الطائرة تقلع فشهت دنيا بتلقائية بقلق وهي تمسك بيد يزيد الموضوعة جوارها لم يفكر يزيد مرتان وهو يضع يده عليها لتحتضن يده العريضة الخشنة يدها الصغيرة بحنان فطري..... 
إرتعشت كل خلية بها من هذه اللمسة الدافئة... وإرتعش جمودها وبرودها من حنو يكاد يذيبها....!! 
وحينما لاحظ يزيد أبعد يده على الفور يتنحنح بخشونة هاتفا
خلاص الطياره طلعت بلاش شغل الأطفال ده ولا دي طريقة جديدة عشان تلفتي نظري ليكي بيها ! 
وقبل أن تجيب بما يناسبه كان يغمض عيناه بهدوء مع قوله الحاد الجامد
إتخمدي وبطلي فرك عايز أنام انا مش فاضيلك متنسيش إنك مخطۏفة يا... أنسة! 
قال اخر جملة بسخرية مريرة واضحة لتكز هي على أسنانها بغيظ.. لا يمكنه إتمام موقف ولو قصير دون أن يدمر صفوه بغلاظته القاسېة تلك....!!
بعد مرور ساعات.........
هبطا من الطائرة واخيرا... كانت دنيا تتلفت كل دقيقة حولها علها تستشف أين هي !... 
حقيقة واحدة هي التي قدمت نفسها لها على طبق من ذهب.. أنها ليست بمصر بل خارجها !
وكالعادة كلما شعرت بملمس يد يزيد على بشړة ذراعها الناعمة إرتعشت بشيء من الاستجابة التلقائية لذلك الدفئ الذي تلتمسه في لمسته....!! 
نظرت له بحدة لتجده ينظر أمامه بهدوء ولكن يداه لم تفلت يداها.. زفرت بصوت مسموع قبل ان تقول بنبرة متجهمة
ممكن أعرف احنا رايحين فين دلوقتي! 
لم ينظر لها حتى وهو يرد بجملة مقتضبة
ياريت تنقطيني بسكاتك انا عارف انا بعمل إيه
توعدت.. ثارت... تعاركت الحروف داخل جوفها لتصدح مهاجمة غروره ذاك.... ولكنها كتمت كل ذلك بمهارة وهي تحاول تهدأة نفسها..! 
كانا يسيران في شارع شبه خال من السكان وفجأة سمع يزيد صوت احتكاك عجلات سيارة يقترب منهم بسرعة... 
بحركة مباغتة حمائية كان يجذب دنيا لتقف خلفه وهو يعود بها للخلف ببطء... وبالفعل كما توقع خلال لحظات كانت سيارة تخترق الرؤية امامهم وبضع رجال يهبطون منها......
لعڼ تحت انفاسه بصمت... لم يتوقع أن يجدوه وبمجرد وصوله المطار !!!! 
ثم حانت منه التفاتة سريعة لدنيا ترافق تمتمته الحانية
إهدي خالص وماتبصيش لهم مش هخلي حد يلمسك.. ولو حصل اي حاجة اجري إنت هتلاقي عربية ظهرت اركبيها
اومأت دون شعور منها بلهفة... بالرغم من كونها كانت ذراع والدها الأيمن في معظم أعماله المشبوهه.. ولكنها لم تدخل في تصادم جسدي فعلي وخاصة مع ماڤيا سوى مرة في حياتها كلها...! 
نظر يزيد لهم بكل ثبات.. وخرج صوته هادئ وتحيطه هالة من الخشونة كالعادة وهو يهتف
عايزين إيه!! 
إنت بتعرف ياللي بنريده مستر يزيد.. بدنا الميكروفيلم اللي بيدين سراج واتباعه اللي أنت قلت إنه معك! 
نطق احدهم بمكر هادئ وعيناه تتجول ملامح يزيد الصلبة وملامح تلك القطة التي لم تستطع محو وغزات الذعر الانثوية من بين كرة الثبات التي تحيط بها....!!!! 
هز رأسه نافيا بنفس الهدوء الذي يكتم خلفه إنفجارات عدة
مش معايا حاجة 
كان يتحدث بهدوء ناظرا له وفي اللحظة التالية كان يقبض على يد دنيا جيدا ليركضا معا فجأة بسرعة.... 
إلتفت يزيد برأسه وهو يركض مع دنيا ليجدهم يركضون خلفهم كما توقع.. ولكن ما لم يتوقعه هو إنطلاق الړصاص من خلفهم بشكل مفاجئ وفجأة وجد دنيا تتصنم مكانها فجأة بشحوب و...............!
يتبع....

تم نسخ الرابط