طفلة في قلب الفرعون

موقع أيام نيوز

اليوم التالي.....
كان ياسر يشرف على رجاله في احدى الأماكن شبه المهجورة يجهزون الأسلحة فكان ينظر لأحدهم ويربت على كتف احدهم قائلا بحماسة
شدوا حيلكم يلا يا وحوش
استدار ثم عاد ل مسعد الذي كان يراقبهم بصمت وما إن اقترب منه ياسر حتى إلتقط انفاسه المتحشرجة بوتيرة متفرقة حتى شعر أنه ينسجهم داخل صدره معا بصعوبة!! 
ثم حدق ب ياسر هاتفا بنبرة أجشة مشوبه ببعض القلق
إنت متأكد من الخطوة دي يا ياسر متخيل إنك هاتقدر تقضي على الفرعون وتاخد دنيا كمان بشوية الرجالة دول ! 
اومأ ياسر مؤكدا ورفرفت كافة جوارحه بالثقة وهو يجيب
أيوه احنا هنذيع خبر إننا هنطلع عملية بعد تلات أيام وهو طبعا هيجري زي الكلب المسعور وهايسيب قصره ساعتها انا هاخد الرجالة وهنروح القصر هنخلص على كل اللي فيه وهانجيب دنيا !
هز الاخر رأسه عدة مرات... يشعر بالقلق... برهبة القادم كأعصار سيكتسح كل شيء في منتصف فصل الربيع..! 
واخيرا نطق بصوت جاد محذرا
خد بالك كويس يا ياسر وماتستهونش بعدوك 
حلقت ابتسامة غريبة على حبال ثغر ياسر تنم عن طلاسم مشحونة بالحقد الشيطاني قبل أن يغمغم بنفس النبرة
شغلنا ده مش عايز قلق يا بوص ولو مش قده أحسن لنا نقعد في البيت زي النسوان!! 
ربت مسعد على كتفه عدة مرات وكأنه يؤكد على كلامه ثم دنا مقتربا منه أكثر حتى اصبحت شفتاه قريبة من اذنه حينها همس بصوت غريب خلا من أي مشاعر أبوية
لو ماعرفتش تجيب دنيا.... أقتلها ! 
إتسعت حدقتا ياسر تلقائيا من ذلك الجحود المبطن بين ثغور حروفه !!!! 
فتمتم شاردا وكأنه يحاول إستيعاب تلك الكلمة التي شطرت قلبه المسكين لنصفين
أقتلها ! 
اومأ مسعد مؤكدا يتابع همسه
قولتلك وهرجع اقولك يزيد الشرقاوي مش سهل والمعلومات اللي دنيا تعرفها والورق اللي مع يزيد كفيل إنه يودينا ورا الشمس... 
قال اخر كلماته ثم استدار ليغادر بكل هدوء وكأنه لم يأمر منذ ثوان پقتل....... ابنته !!
كانت دنيا في سجنها... تناولت لقيمات خفيفة من ذلك الطعام وعادت لنفس وضعيتها تضم ركبتاها لصدرها وتحدق باللاشيء....! 
وسؤال لعين يصر على دق جدران ذاك العقل الذي كاد ينفجر من قوة المشاحنة الفكرية التي تتصادم داخلها...!
ترى هل سيحاول والدها إنقاذها ! 
لا تدري لم تطرح سؤال اجابته محفورة بعقلها في ركن ما مظلم!! 
ولكن ماذا عساها تفعل في ذلك الأمل اللعېن الزائف في مشاعر أب ربما يعود رمادها ويطفو على سطح جوارحه..! 
ورغما عنها بدأت تتذكر ذلك اليوم الذي اطاعت فيه قرار والدها بدخول قصر الفرعون.....
فلاش باك
كانت امام القصر... ظلت تأخذ شهيق وزفير.. تحاول تكميم قسمات وجهها النابضة بالقلق رغما عنها....! 
توجهت نحو الحرس تهتف بصوت هادئ
عايزه اشوف الفرعون
اشار لها الحارس بيده بخشونة
عايزه تشوفيه لية 
مايخصكش اديله خبر وبس
وبالفعل غادر الحارس للداخل بضع دقائق وعاد لها بملامح غامضة يخبرها
تعالي الفرعون مستنيكي جوه 
عضلة فكها اختلجت دون ارادة منها.. تشعر أن كلما اقتربت من رؤيته يهاجمها دوار سريع مخيف في ضربات قلبها..... 
وبالفعل دلفت معه ولكن بمجرد أن دلفت وجدت الحرس يسحبونها نحو ذلك السچن... 
فبدأت تصرخ بزمجرة شرسة
انتوا واخديني على فين سيبوني 
ولكنهم بالطبع كانوا صم بكم عمي.... أذانهم لا تصغي سوى لصوت واحد.... صوت ذاك الفرعون !!! 
وبعدها لم تدرك شيء.... ظلت في ذلك السچن حبيسة شريدة.... سجينة تنتظر على ورقيات من الجمر عقابها !!..... 
تيقنت أن الفرعون قد علم انها جاءت تنوي ادعاء انها تريد العمل عنده ثم تغويه ثم تبدأ رحلة بحثها عن الورق الذي يخص ابيها...ولكن لم يراها يوما بحياته.... فكيف علم بمخططها هي وابيها..... لا تعلم ولن تعلم...!!!!!!!
باك
قطع شرودها الباب الذي فتح ببطء وذلك الحارس يقترب منها ليفك قيدها ويسحبها معه پعنف دون أي كلمة... 
حاولت التملص من بين قبضتاه وهي تصيح
أنت واخدني على فين اوعى كده يا متخلف 
ولكنه كان تقريبا مجرد جماد لا يعي ولا يستوعب أي شيء سوى الامر الذي تلقاه...! 
وصل بها لمكان واسع يشبه التراس وبه بعض الاشياء كالأسلحة والاجساد الصناعية.. وبعض الاشياء الخاصة بالملاكمة وما شابه ذلك....!! 
كانت عيناها تتفحص ذلك المكان بصمت تام إلى أن وجدت يزيد امامها.. يضم يداه لصدره ويقف بكل برود...يرتدي بنطال أسود وتيشرت نصف كم ضيق يبرز عضلات صدره وذراعه... لا تنكر أن مظهره الرجولي أثار انتباه تلك الأنثى الملكومة....المستكينة داخلها بقانون حياتها الذي وافقت على صكه عندما عاشت كالرجال تحت طوع والدها...! 
انتبهت له عندما اقترب منها دون أن تشعر حتى أصبح امامها تماما... فاقترب بوجهه منها يغمزها بطرف عيناه بمكر مرددا
مساء الجبنه الكيري ياللي شاغل تفكيري! 
كتمت تلك الابتسامة التلقائية التي كادت تشق عبوسها لتردف بحنق دون أن تعي ما تقوله
مساء الهباب على عيونك العناب!! 
ضحك يزيد ملأ شدقيه لتلحظ دنيا جمال ضحكته الرجولية اقترب منها يزيد اكثر يهمس بخبث
يعني طلعت عيوني عناب! طب والله كويس في تقدم غيرتي الشتيمه اهو واحترمتي نفسك! 
كزت دنيا على أسنانها بغيظ.. تشعر بدخان يكاد يتصاعد من اذنيها وهي تحدق به متمتمة بعدم تصديق
قال فرعون قال! ده أنت قنبلة تفاهه 
سألها يزيد بحذر
بتبرطمي تقولي إيه 
رسمت ابتسامة سمجة على شفتاها المكتنزة وهي تتابع عاقدة ذراعيها
مابتنيلش.. خلصني وقول اللي عايز تقوله عشان ورايا سجن عايزه أروحله
حينها عادت ملامح يزيد تتجهم شيء فشيء وهو يعود لصلابته الحادة... تلك الصلابة التي تتصل إتصالا لا اراديا بباطن القلق داخل أي شخص يقابله...!!! 
تقدم قبلها يسير نحو الأسلحة والاجساد الاصطناعية آمرا
ورايا 
سارت خلفه مجبرة ولكنها لم تكن تنظر لما ينظر له بل كانت عيناها تتفحص ذلك المكان... لينطفيء ذلك الأمل الذي أنار غابات عيناها الذابلة عندما وجدته محاطا بالحراس المسلحين من كل الجوانب...... 
وقف فوقفت هي الاخرى تنظر للأسلحة بتفحص قبل أن تلوي شفتاها مستطردة بسخرية
إيه هنعيد امجاد حرب أكتوبر ولا إيه! 
هز رأسه نافيا بحدة... فأمسك يداها يضغط عليها پعنف وهو مطبق على أسنانه بصمت فصاحت هي فيه متأوهه من الألم
إيدي يابني ادم سيبني 
لم ينظر ليداها حتى وهو يضغط عليها اكثر بينما عيناه الخاوية مسلطة كإشعاع حاد يحارب تلك الغابات المرتكزة بعيناها... قبل أن يقول بصوت أجش قاسې وكأنه لم يكن يمزح منذ ثوان
لما تكلميني تعرفي إنت بتكلمي مين الظاهر إني اتهاونت معاكي كتير لكن هاربيكي من اول وجديد عشان واضح إنك ماشوفتيش تربية!
استشعرت مرارة اليتم بحلقها وهي تردد ساخرة ولكن تلك السخرية مختلفة عن سابقتها.. تلك السخرية مطعونة بأشواك الحرمان... الفقد.... والشوق !!
معلش أصل أمي ماټت قبل ما تربيني وأبويا زي ما أنت شايف مش فاضي يحك راسه 
تلك الرنة بالألم صدمت أذن يزيد پعنف وهو يحدق بها بصمت ولكنه لم يعلق وهو يلتقط سلاح بهدوء يضع به رصاص وهو يسألها دون أن ينظر لها
بتعرفي تعملي إيه 
ردت دون تفكير
بعرف أمسك السلاح وأضرب ڼار 
توقعت الدهشة منه ولكنه لم يفعل بل اكمل مستنكرا
بتعرفي ټضربي ڼار بس!!! وبتعرفي تصيبي بقا ولا بټضربي بعشوائية كمان 
زفرت أنفاسها بضيق حقيقي ثم اجابت بعد ثوان من الصمت الثقيل على كلاهما
ايوه بضړب بعشوائية أصلي مادخلتش كلية الشرطة عشان أتعلم اصيب
لم تلحظ تلك الابتسامة الماكرة
التي أظهرها للحظة ثم إختفت وقال
تمام يلا أنا
تم نسخ الرابط