طفلة في قلب الفرعون
المحتويات
طفلة في قلب الفرعون
الفصل الأول
كان هدير أنفاسها عاليا... تحدق بالباب المغلق بإحكام عليها.... أغمضت عيناها تزفر پعنف... يا الله لأول مرة تشعر بهذا العجز....!
تشعر أن ما هو قادم أعمق مما تصورت.. عميق وملطخ بسواد لا يوازي سواد حياتها ابدا بل أشد....!!!!
ابتلعت ريقها ثم صړخت عاليا
أنت يابني ادم ياللي برا أنت يا تووور
هو أنت أطرش بقالي ساعة بنادي.. روح نادي المتخلف التاني اللي مشغلك
عيناها كانت حادة كغابة في الشتاء البارد وهي تهمس له بشراسة
قسما بالله لاندم.......
قطع حبل كلماتها عندما فتح الباب فجأة ليدلف هو رويدا رويدا... حاولت تجاهل تلك الرجفة العڼيفة التي ضړبت كيانها الشامخ وهي تراقب الفرعون... تماما كما لقبوه !
نظر للرجل ودون مقدمات كان يدفعه پعنف للحائط حتى كاد الرجل يسقط ارضا فصړخ فيه يزيد بانفعال
إياك تمد ايدك عليها تاني هاقطعهالك المرة الجايه ساامع
اومأ الرجل مؤكدا بسرعة ثم إنسحب دون كلمة اخرى...
ثم مط شفتاه ببرود متابعا بأسف مصطنع
يا عيني على زهرة شبابك اللي بقت زي الفجلة بداية من النهارده !!!
تمتمت بصوت خفيض دون أن تنظر له
ظريف ودمك سم يلطش
أخرج بكل هدوء ورقة من جيب سرواله وقلم متجاهلا سبابها الحانق الطفولي... ثم مدهم لها بهدوء تام وهو يأمرها
حينها ودون تفكير كانت ترفع عيناها الزرقاء الحادة لتقابل ظلام عيناه وهي تهمس
إيه دي أنا مش هامضي على حاجة!!!
كان يحاول التمسك بقناع البرود الذي بدأ يتصدع
دي ورقة جواز هتمضي عليها وهاوديها لمأذون يوثقها اي نعم انت طفلة يادوب ١٩ سنة بس عادي تكفي للغرض!
زمجرت فيه بشراسة تلقائية
أنت مچنون ! أنا مش هامضي عليها وأعلى ما في خيلك إركبه
ده مش بمزاجك ده أمر !! منا قولتلك إنت طفلة رمت نفسها في بير ملهوش نهاية.. إنت اللي جيتي لي بنفسك ومفكرة إنك تقدري تضحك على الفرعون
ثم إنخفضت يداه تدريجيا لتصل لكتفاها.. فغرز إصابعه فيها پعنف وبدأ يضرخ فيها بصوت خشن عالي ربما مخيف بعض الشيء
لوت شفتاها بتهكم مرير وهي تهمس له بهسيس خطېر مستفز
امممم ممكن فعلا نسي بس ما نسيش يقولي إنك بتاع نسوان وإنك هتجري ورايا على طول لإني حلوه شوية !!!
لذا ومن دون تردد كان يصفعها بكل عڼف حتى إصطدمت رأسها بالأرض ولكنها لم تنطق سوى ب آآه تلقائية...تكتم وتكتم كعادتها دون أن ترسل إشعار صغير لذلك القدر أنها اكتفت.....!
يهزها بقوة صارخا
لم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي استباحت عيناها وهي تحدق به... ليكمل هو
دي مملكتي وقوانيني وبما إنك دخلتيها بأرادتك يبقى هتنفذيها ڠصب عنك...
اقترب من وجهها اكثر.. حتى أصبحت تشاركه أنفاسه الهادرة الحادة ليتابع مغمغما بمكر شيطاني
في الحالتين هاخد منك اللي أنا عاوزه بس إنت مش هتاخدي اللي إنت عايزاه هاا هتتعاقبي هيعمل فيك اللي هو عاوزه وبعدين هتتسجني ولا هاتمضي
ردت من بين أسنانها بحدة
مش هامضي قولتلك مش هاتزفت.. أنا مستحيل أتجوز واحد زيك !
تمام حلو جدا
على الجهة الاخرى....
كان يضع قدم فوق الاخرى.. ېدخن بشراهة وهو يحدق بالرجل الذي أمامه.... يهز قدماه أكثر من مرة بتوتر واضح.. !
استمع للآخر الذي يخبره بنبرة مترددة
مسعد باشا هنعمل إيه!! دنيا هانم إتمسكت والفرعون مش هايسيبها تفلت بعملتها ابدا..!
هز رأسه دون أن ينظر له بحنق غلغل أطرافه داخله بقوة
عارف.. وعارف إننا مش هنعرف نهربها بسهولة
ابتلع الآخر ريقه بتوتر.. لطالما أقلقه جموده وقسوته اللذان يطيحا بأي نسمات من المشاعر الحانية المطلية بالحب..... حتى مع إبنته الوحيدة !!!!
حدق بوجهه الجامد وهو يسأله
طب وهنعمل إيه يا باشا أكيد مش هنسيبها يعني دي الست دنيا آآ.....
صړخ فيه مسعد وقد إنفجرت تلك الذرة المشحونة بغضبه وقهره المكتوم
إسكت!! إسكت يا ياسر مش ناقصاك دلوقتي أنا اللي موترني المعلومات اللي تعرفها دنيا.. لو يزيد الشرقاوي عرفها أنا ممكن أروح في ستين داهية !
إتسعت حدقتاه بذهول... كان يعلم أن قسوته غائرة.. قاسېة... ومخيفة... ولكنه لم يكن يعلم أنه قطع ذيلها المتصل بنقطة واحدة متبقية من مشاعر الإنسانية داخله....!!
هز رأسه نافيا وراح يردد بصوت أجش مقررا
أنا مش هسيب دنيا يا مسعد باشا أنت عارف إني آآ....
قاطعه مسعد الذي زمجر بصوت عال كزئير الأسد الغدار
ياسر.. ما أظنش إن الوقت والمكان يسمحوا إنك تعبرلي عن مشاعرك السخيفه تجاه بنتي!!!
ثم زفر بصيق متابعا
أنا بكلمك في دمار كل حاجة عملناها وبنعملها وأنت تقولي دنيا !!...
أحترق جوف ياسر بالصمت وهو يكز على أسنانه بغل ثم همس يسأله بجمود
والحل يا باشا هنعمل إيه
بدأ مسعد يمسح على شعره عدة مرات والتنهيدة تخرج منه في كل مرة أعمق وأبعد... ثم قال بعصبية
مش عارف مش عارف يا ياسر.. بس اللي أعرفه إن دنيا مينفعش تنطق بأي حاجة مهما حصل!!
اقترب منها ببطء أنفاسه العالية تصفع صفحة وجهها وهو يردد آمرا بصوت أجش
إهدي
قالت هي دون تفكير وهي تكتم تلك الحشرجة بالبكاء
إبعد عني!
أمسك بالورقة مرة أخرى وهو يعاود النظر لأمواج عيناها الزرقاء التي إحترقت بڠضبها المتصاعد هامسا
امضي امضي يلا
وعندما فقد الامل في جعلها توقع أمسك إصبعها پعنف ويبصم الورقة بإصبعها بدلا من التوقيع...!!
بيد مرتعشة رمت الورقة من يدها ما إن جعلها تبصم دون تردد... هي بكيانها الشامخ... بصلابتها المهزوزة... هي دنيا الشامي التي لا تخشى ولا يهمها شيء في الدنيا واللامبالاه تسطر صفحات حياتها!.. تلك المرة تحديدا تخشى... وبشدة !!!
رفعها يزيد من ذراعاها فجأة پعنف ليسألها
ودلوقتي هتقوليلي مسعد الشامي باعت بنته وضحى عشان إيه بالظبط!
نظرت له بحدة صامتة ليضحك مكملا
أصل أنا ماسك عليه كتير ف ياترى إيه أهمهم
ابتلعت ريقها بتوتر وصمتت... صمتت وطال صمتها وهي تراقب ذلك الظلام المخيم بعيناه.. وتلك اللمعة الموقودة بمنتصف فجوة الظلام.. يشعرانها أنها معراه من كافة أسلحتها في حرب سوداء... مظلمة... حرب ستهاجم فيها بجنود مازالوا تحت ظل المستقبل المجهول !!....
تركها فجأة لتشعر أنها تهوي من قمم جبل متضخم من أفكارها المشعثة في تلك اللحظات فرفعت عيناها الحادة له تهمس ببرود
معرفش!
إلتوت شفتاه بما يشبه الابتسامة السوداء وهو يدنو لمستواها.. اصبح قريب منها.. قريب جدا لدرجة أن انفاسه الثائرة كانت تغزو وجهها الأبيض فيهلك سيطرتها المزعومة... ثم قال بما اشبه فحيح الأفعى
هتقوليلي كل حاجة تعرفيها عنه وإلا قسما بربي هاتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه.. وأنا ماعنديش ياامه إرحميني!!!
لا تنكر تلك الرجفة التي هاجمت سطو جوارحها بسبب حروفه المسلحة
متابعة القراءة