هوس ج٢

موقع أيام نيوز


عشان تقلي
على إسم الدكتور اللي بتروحله 
بس مرضتش تقلي... و مصرة إن شفايفها طبيعي
بت حقودة .
دفعها فريد برفق إلى الأمام و هو يضحك 
على چنونها لتتمسك به أروى هاتفة برجاء
و تنظر له بعيون القطط
مطت شفتيها للأمام و هي تكمل بصوت 
مكتوم..
زي بق البطة بالضبط...بليز...
كان فريد ينظر لها ببلاهة عندما كان يتحدث 

حتى إذا إنتهت ضړب يدها التي كانت تتمسك 
بكتفه قائلا..
متجوز مچنونة يا ناس...يا بت إعقلي مش 
كفاية اوزعة و كمان هبلة..فيلر إيه اللي إنت 
عاوزة تعمليه بعدين مالها شفايفك...
أروى بحنق..
اوووف يا بخيل مش عاوزني أصلح شفايفي 
عشان متخسرش فلوسك... أنا عاوزة شفايفي 
تبقى حلوة زي يارا . 
جربي تغيري حاجة في شكلك عشان أفرغ 
و خدودك اللي شبه الفراولة دي و كل حاجة 
فيكي بتاعتي أنا يا مجنناني...إنتي
مش شايفه نفسك في المراية..هو في 
أحلى من كده... طب أعترفلك بحاجة 
أنا إنبسطت جدا لما قررتي متروحيش الجامعة 
عشان مش عاوز حد يشوف قمري اللي طالع 
بالنهار و منور حياتي.. بس لو غيرتي رأيك 
و عاوزة تروحي إبقي خذي لجين معاكي 
عشان محدش يبصلك.. .
ضحكت أروى ثم تأوهت من ألم شفتيها 
لتتحدث و هي تتلمس شفتيها بأصابعها..
مش جايبة كرامتي الأرض غير رومانسية 
لو فضلت كده هضطر ألبس باروكة...
ضحك فريد ثم أرخي أصابعه عن شعرها
و يبدأ في ترتيبه قائلا بصدق..
كرامتك فوق راسي و في عنيا...يا مجنونتي 
هسيبك المرة دي عشان شفايفك اللي بازت.. 
بس متنسيش تحطي عليها مرهم عشان 
بكرة ألاقيهم جاهزين ..
لکمته أروى على صدره هاتفة بحنق..
هي شفايفي هدوم لازم أغسلها عشان 
بكرة تلاقيهم جاهزين...روح خدلك شاور 
عشان تيجي تهتم بلوجي شوية يارا بقالها 
ساعة بترن عليا يمكن عاوزة حاجة...
ضحك فريد من جديد قائلا و هو يتوجه 
نحو الحمام..
ما محبة إلا بعد عداوة..
أنهى فريد حمامه و إرتدى ملابسه ثم 
خرج ليجد أروى تجلس على السرير 
و منشغلة مع لجين في تركيب سكة 
القطار... 
رفعت رأسها لتجد أمامها فريد الذي كان 
يتأملهما بحب يشع من عينيه..لم ينتظر 
كثيرا حتى إنظم إليهما يعدل سكة القطار 
التي كانت منحنية في زوايا خاطئة..
فكها و أعاد تركيبها لتهتف أروى بازعاج 
مزيف..
بنتك دي طالعالك بتحب ألعاب الأولاد... 
مصممة تمشي القطار بتاعها بقالي ثلاثة 
ايام بحاول اركب السكة بس مقدرتش...
أجابها فريد بعد أن إنتهى في ثوان معدودة
من تركيب السكة ليبدأ في تركيب قطع القطار..
طالعالي..حبيبة بابي..
قبل الطفلة من وجنتها لتصفق بحماس و هي 
ترى إكتمال السكة... بينما تحدثت أروى 
من جديد..
طيب خلي بالك منها أنا هنزل ليارا و ارجع 
و لو تعبت و عاوز تنام كلمني انا هاخذ التلفون
معايا..
تمتم فريد بصوت منخفض..
تمام.. بس متتأخريش. 
ثم عاد لينشغل باللعب مع الصغيرة..
نزلت أروى الدرج لتجد يارا تنتظرها 
و ما إن رأتها حتى صعدت الدرجات الفاصلة 
بينهما هامسة بصوت بالكاد يسمع..
إتأخرتي ليه بقالي ساعة مستنياكي..
أجابتها أروى بهمس أيضا..
إستنيت فريد لما فضي عشان يهتم 
بالبنت و جيت على طول فيه إيه
جذبتها يارا وراها و هي تلتفت حولها 
كالسارق و تنزل بها درجات القصر متجهة 
نحو المطبخ قائلة..
عاوزاكي في موضوع مهم جدا..
رددت أروى خلفها باستغراب..
موضوع مهم...
أضافت يارا بتردد
و خطېر جدا و مينفعش حد يعرفه خلينا
ندخل المطبخ و نتكلم براحتنا...
دلفتا إلى الداخل لكنها وجدتا هانيا و فاطمة
تجلسان حول الطاولة و تشربان القهوة...
تجهمت ملامح يارا و هي ترمق فاطمة بنظرات
قاټلة بينما تحدثت أروى بكل برود و هي ترفع
يدها لترسم مستطيلا وهميا في الهواء أمامها..
شاهد قبل الحذف...أفعتان تجتمعان في مكان
واحد داخل قصر عزالدين..
أنزلت يدها لتضعها في خصرها مضيفة 
بنبرة تدل على إنزعاجها موجهة حديثها لهانيا..
إنت إيه اللي مقعدك هنا لغاية دلوقتي...مش 
ناوية تلمي الباقي من كرامتك اللي ملهاش 
وجود أصلا و تغوري من هنا...
أجابتها هانيا ببرود دون أن تلتفت إليها..
مش فاهمة قصدك إيه يا أروى هانم ...
أروى بسخرية
قصدي إن أروى هانم بتقلك إمشي من هنا 
خلاص فرمان إقالتك منصبك صدر من يومين 
يا فريال خانوم فياريت تلمي هدومك و تمشي.. 
عشان معادش ليكي لازم في القصر داه.
ظلت هانيا في مكانها دون أن تبدي أي ردة 
فعل قائلة..
بس فريد بيه هو اللي جابني عشان أشتغل يعني 
للأسف... أنا باخذ اوامري منه هو و بس...
هزت أروى رأسها بإيجاب متمتمة
و بتعرفي تردي كمان ماشي...خليكي قاعدة 
بس إبقي إفتكري إني حذرتك و قلتلك 
إمشي بهدوء بدل المرة عشرة.. عشان 
إن شاء الله إن شاء الله خروجك من هنا 
هيبقى بڤضيحة...
أشارت ليارا التي كانت تكتم ضحكتها 
بالخروج ثم سارت وراءها بضع خطوات 
حتى إذا وصلت للباب توقفت لتلتفت
نحوهما من جديد قائلة بسخرية و هي تلوي
شفتيها..
إبقي إمسحي الأرض كويس يا فاطمة 
عشان في أربعة كيلو كرامة واقعين من حد 
مهزق عمال يمشي و سايب كرامته لغاية 
ما بقى خالي من الكرامة و دا مرض معدي
فخلي بالك من نفسك إنت كمان .
سارت و هي تتمايل بتعمد أمامهما لتثير 
غيظهما..وجدت يارا تضحك على تصرفاتها
لتشاركها الضحك و هي تسير بها نحو إحدى 
أركان الحديقة... 
أروى..
يلا كفاية ضحك بقى و قوليلي كنتي 
عاوزاني في إيهو إيه هو الموضوع المهم 
اللي مجرجراني عليه من حضڼ جوزي في 
نص الليل داه .
يارا بضحك..
هو إنت دايما كده مچنونة...دي الساعة يادوب 
داخلة على تسعة..
أروى يلا بقى تكلمي قبل ما نتجمد من البرد 
و يلاقونا تمثالين جليد...
يارا و هي تفرك يديها بتوتر..
أنا كنت عاوزة أقلك إن أنا حامل..
إندهشت أروى لكن عندما شاهدت توتر يارا 
لم تشأ أن تحرجها أكثر لتردف يارا مكملة..
أصل أنا و صالح تجوزنا بقالنا أكثر من شهر..
إحتضنتها أروى و هي تهمس لها..
ألف مبروك..داه خبر حلو اوي و لازم نحتفل 
بيه .
إرتبكت يارا و هي تجيبها
عشان خاطري متقوليش لحد...خلينا 
نزيد أسبوع و إلا إثنين كمان.. مش عاوزة 
حد يفهمني غلط... بس و الله العظيم أنا 
و صالح بقالنا اكثر من شهر متجوزين...
ربتت يارا على كتفها قائلة بابتسامة صادقة..
و الله مصدقاكي و فرحت جدا عشانك... 
أكيد صالح مدلعك آخر دلع عشان ولي العهد...
تحدثت و هي تحرك حاجبيها لتخفي يارا
توترها و تومئ لها برأسها بالإيجاب.. 
أروى بتذكر..
يعني هو داه الخبر الخطېر اللي إنت 
عاوزة تقوليلي عليه
حركت الأخرى رأسها بنفي لتشهق أروى 
و هي ټضرب صدرها بحركة شعبية قائلة..
يا لهوي.. إوعي تقوليلي إنك عاوزة تنزلي 
البيبي زي البنات اللي في الروايات لا ياختي
أنا مليش في الكلام داه...دي چريمة و هتحاسب
عليها و أنا بصراحة مش ناقصة ذنوب كفاية
الدكاترة اللي بيدعوا عليا في الجامعة..
قاطعتها يارا برجاء..
يا أروى بليز إرحميني...أنا مش حمل جنانك 
دلوقتي مين قلك إني عاوزة أنزله..
أروى بتفكير..
مدام قلتيلي بليز... ماشي قدامك دقيقة 
عشان تكملي الحكاية... اصلي مش بعرف 
أسكت
اكثر من دقيقة عاملة زي قناة النيل 
الإخبارية و ممكن أدخل عليكي في اي وقت 
إتفضلي .
حدقت فيها يارا و هي تحرك رأسها بيأس قبل 
أن تتحدث..
أصل أنا من شوية كنت واقفة في البلكونة 
وشميت ريحة حلوة اوي..
أروى بضحك..
بتتوحمي يا بطة..
يارا بإيجاب..أه الظاهر كده...
أروى بحماس..
أنا بحب الحاجات دي أوي.. ها بتتوحمي
على إيه قوليلي عاوزين نطلع عنين صالح 
و نقرفه في عيشته..
يارا بإرتباك.
أروى بذهول..س... س. إيه ياختي بقى 
أنا بقلك نطلع عنين صالح تقوليلي 
إنت عاوزة تودينا في داهية .
يارا..
مش بإيدي انا كنت واقفة في البلكونة 
مش هتأثر..
أروى بتفكير..
طب بعيدا 
نبعث حد من الحرس يجبلنا علبة من برا..
نظرت نحوها و هي تضيق عينيها مضيفة..
دي تبقى ڤضيحة بجلاجل..صح... اصل 
يارا بملل..
عورة إيه إنت الثانية دي طنط 
إلهام و مامي ... و انا كمان 
لما كنت في الجامعة جربت كذا مرة بس 
معجبنيش طعمه وحش..
أروى بسخرية..
و دلوقتي بقى طعمه حلو.. إمشي من
يا بت أنا مش فاتحة كشك هنا... شوفي 
جوزك يمكن تلاقي معاه.
حركت قدمها لتسير للأمام عائدة نحو 
غرفتها لكن يارا جذبتها لتعيدها قائلة..
بس صالح مش بېدخن...
أروى..أمال انا اللي بدخن... يابت متخلينيش 
أشتم اللي جابك أنا ماسكة نفسي بالعافية .
يارا بإلحاح..لا بس جوزك بېدخن روحي
هاتيلي منه سجارة و إلا إثنين بس من غير 
ما يحس بليز.
أروى و هي تتخصر..
الناس بتسرق ذهب و فلوس و انا أسرق 
أنا ماشية و أوعي ترنيلي ثاني أنا من النهاردة 
معرفكيش .
يارا بتوسل..
بليز يا أروى.. أرجوكي عشان البيبي
يرضيكي يطلع مرسوم 
رمشت بعينيها و هي تكرر بإلحاح..
بليز يا أروى بليز إنت صاحبتي الوحيدة 
في المكان داه .
أروى و هي تقلب شفتيها..
غلطة و ندمانة عليها...لحظة ما فكرت 
أبقى صاحبتك .
يارا.. يلا روحي بسرعة أنا هستناكي...بس
متتأخريش عليا الجو برد...
أروى باستسلام
ماشي بس تعالي أدخلي إستيني تحت في الصالون 
عشان الجو برد اوي هنا و إنت حامل..
إبتسمت لها يارا ثم سارتا نحو الداخل دون 
أن ينتبها لهانيا و فاطمة اللتين كانتا 
تقفان خلف إحدى الأشجار في مكان مظلم
و تستمعان لهما...
شهقت فاطمة پقهر و هي تهمس لهانيا..
إنت سمعتي اللي أنا سمعته دي طلعت حامل..و كمان متجوزين بقالهم أكثر من شهر..
هانيا و هي تربت على كتفها بشفقة
إهدي يا فاطمة إنت عارفة إن داه كان 
هيحصل دلوقتي أو بعدين..
فاطمة پغضب ووعيد..
بس انا مش هسيبهم حتى لو بقى 
عندهم عشر عيال.. صالح ليا أنا و هاخذه 
منها بأي طريقة..
إلتفتت نحو هانيا و قد بدأ عقلها يحيك 
خيوط خطتها الشريرة قبل أن تتحدث 
بتحريض..
و إنتي كمان لازم تستعجلي و تنفذي خطتك 
قريب جدا... عشان العقربة اللي أروى دي مصرة
إنها تطردك من هنا...
أومأت لها هانيا لتضحك فاطمة بشړ و هي 
تكمل..
تعالي عشان مهمتك هتبتدي من دلوقتي..
في الأعلى..
دلفت أروى الجناح لتجد فريد مازال يلعب 
مع لجين...رآها ليبتسم و هو يرفع ذراعيه نحوها
قائلا..
تعالي..
واحشاني...
أروي بسعادة..بالسرعة دي..
فريد مقبلا رأسها.. دايما و على طول..أشار 
نحو القطار الذي كان يسير فوق السكة مصدرا صوتا عاليا ليعرض عليها أن تشاركهما اللعب..
بصي لوجي مبسوطة إزاي...الظاهر عجبتها اللعبة
دي جدا..
إستندت أروى بذقنها فوق صدره و هي تقول..
اه فعلا حلوة اوي...
شعرت بالنعاس لأن فريد كان يلعب بخصلات شعرها 
بعد أن أزاح حجابها .. تنهدت قبل أن تنتفض 
فجأة وهي تتمتم بإسم يارا مما جعل فريد يستغرب
مالك يا حبيبتى...
تلعثمت و هي تجيبه..لا و لا حاجة...أنا هروح 
الحمام...
وقفت تلتفت حولها بحثا عن علبة السچائر 
الخاصة به و هي تكاد تبكي بداخلها شاتمة 
يارا بكل الشتائم التي تعرفها...
لمعت عيناها عندما لمحت العلبة فوق 
الكومودينو و فوقها القداحة وراء ظهر فريد مباشرة... 
رفعت عيناها نحو فريد الذي لم يكن 
منتبها لها...
إختطفتها ثم خبأتها في صدرها بسرعة
ثم سارت نحو باب الجناح قائلة..
حبيبي خمس دقائق و راجعة..
لم تنتظر حتى إجابته و هرولت خارجا حتى 
وصلت ليارا التي كانت تنتظرها..
تحدثت بصوت لاهث و هي تنظر حولها..
بقيت حرامية بسببك..خذي يا أختي 
على الله ينفع...
إلتقطت يارا العلبة و القداحة لتشعل إحدى 
السچائر و تبدأ في تدخينها بشهية و كأنها 
تأكل وجبتها المفضلة.. 
اخذتها أروى نحو الصالون الخشبي الموجود 
في الحديقة لتجلسا عليه و من حسن الحظ 
أنه كان في مكان مظلم.
في الأعلى..
كانت فاطمة تقف في بهو الطابق الذي 
يقع فيه جناح فريد تراقب المكان و هي 
تحث هانيا حتى تنجز مهمتها... 
طرقت باب الجناح ليفتح لها فريد بطلته
الساحرة و رائحة عطره الرائعة و التي جعلت 
هانيا تبتسم تلقائيا و هي تكاد تلتهمه بنظراتها 
الشغوفة...
هانيا..مساء الخير يا فريد بيه..
فريد..مساء النور..
هانيا..أنا كنت
 

تم نسخ الرابط