قلوب صماء فاطمه الألفي

موقع أيام نيوز


تعالي اجولك كلمتين الاول لوحدينا فى المنضرة 
يزيد بلهفه طب اشوف جميله الأول واصحيها يا جدي بنفسي عشان خاطري
واصف اسمع الكلام دلوك ماينفعش جميله اتجوزت
يزيد پصدمه يعني ايه اتجوزت
واصف نوراة دخلي الضيفه القاعه الجبليه عشان تستريح
نواره تعالي يا بتى أمعايا
ذهبت خلفه كارلا تريد أن تضع جسدها بالفراش وتذهب فى النوم من شده التعب التى تشعر به 

واصف تعالي وافهمك كل حاجه
يزيد بعدم فهم عز كان هنا يعني اكيد جميله هنا
واصف بس مال عز بجميله جميله اتجوزت ولد امحمد السمنودي
فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ويمسك بيدها 
تثمر يزيد مكانه وهو ينظر لها وكأنه لم يسمع لم يرا غير وجهها المحبب لقلبه 
عندما رأته ترك يد مالك وقذفت الدرج لتصل إلى ابيها وشقيقها وحاميها وسندها الأب الحاني والاخ الحامي والمضحي 
ركض إليها بلهفه واحتضنها بقوة وهو يحملها بيده بعيدا عن الارض ويدور بها بقوة وهو يعتصرها داخل احضانه بحنيه ابويه 
وانزلها برفق وهو يقبل جبينها 
واحشتينى يا قلبي
ابتسمت له واحتضنته مرة اخرى 
كان يقف يتابع المشهد أمام عينه وهو يشعر پألم يعتصر قلبه فجأة فهو يخشي بعدها عنه الانراوده شعور غريب فجأه وسيطر عليه وضع يده على قلبه فقد كان يقاد يقتلع من صدره بسبب المه وتسارع دقاته 
واصف تعالى اتعرف على مالك جوز خيتك
بعد يزيد عن شقيقته ونظر إلى مالك وتذكر اخر كلمات تفوه به جده ولد امحمد السمنودي
هبط مالك الدرج بخفه وتقدم إليه ليصافحه 
مد يده له
نظر يزيد إلى يده الممدودة ولم يصافحه بلا بعد خطوتان للخلف ونظر إلى جده بجمود ازاى عاوز اعرف جوزتو اختي ازاى من غير مااعرف خلاص اخوها ماټ عشان تجوزوها كدة من غير حتى ماحد يفكر يبلغني ومن مين من ابن الظابط إللى اتسبب فى حرمانه من ابونا ازاى يا جدي دة حصل ازاى وانا اخر حد يعرف بجوازه اختى افهم ليه ليه كل دة ليه لاغيتو وجودي فى حياة اختى مش كفايه إللى يزيد بانفعال مش كفايه إللى حصلها وهى صغيرة اهمالكم هو السبب هو إللى وصولها
لكدة 
واصف پحده دى أمر ربنا هنعترض يا ضاكتور
يزيد لا دة كان جهل يا جدى كان ممكن تسافرو مصر اى مكان وتتعالج عند دكتور مش حلاق هو إللى يعالج طفله عمرها سنه المشكله أنكم ميسورين الحال كنت عذرتكم ان قله المال هى السبب لكن حضرتك الحمد لله خير ربنا كتير يبق مين السبب وحدد مصير جميله يا جدى وكمان تجوزوها من شخص لا تعرفه ولا احنا نعرفه وفى بينا عداوة قديمه كمان والمصېبة انكم محيتو وجودي من حياه اختي من فرحتي ان ازفها لعريسها ولغيتو فرحتها فى انها تختار الإنسان إللى هيشاركها حياتها جميله مش لعبه فى ايد حد ومع احترامي لحضرتك اختي مش لعبه تحركوها زي ماانتو عاوزين اخترتولها عز من وهى لسه فى اللفه وبق حكم عليها واجب التنفيذ ودلوقتي بدلتو الحكم من مؤبد لاعدام 
واصف بحزن جوازها إعدام يا ولدي وإني طول عمري محاجي عليكم وخاېف عليكم من العداوة الجديمه
يزيد بعصبيه تقوم تجوزها عشان تضحي بيها وسط العداوة والتار إللى مالناش دخل بيه مش من حقها تختار حياتها ماشيه ازاى مش من حقها تفرح زى اي بنت فى سنها ليه كسرتوها وكسرتوني معاها ليه عشان ايه
واصف الحج عليه يا ولدي خاېف الډم يطولكم واكيدة العيلتين بج بينهم نسب والصلح تم خلاص
يزيد بحزن على حساب مين اختي حياتها سعادتها ومتجوزه من امته وانا نايم على وداني مش عارف عنها حاجه 
واصف يجي تلات اسابيع اكيدة
يزيد باستخفاف كمان تلات اسابيع وانا مااعرفش لدرجه دي
واصف اني منبه عليهم ماتخدش خبر عشان عارفك زين حمجي وطبعك حامي وهتعاود وتهمل مستجبلك وتفركش الجوازة
يزيد مستقبلي مش أهم من اختي إللى ماليش غيرها وانا متغرب عشانها هي مش عشان نفسي 
كان يقف يشعر بالندم والشعور بالخذلان يسيطر عليه يندم على كل ما فعله فى تلك البريئة الجميله يشعر بالشفقه بعد صدق كلام شقيقها يشعر پسكين مغروز داخل قلبه الان ويقف لن يقدر على التفوه بكلمه 
نظر يزيد إلى شقيقته الباكيه من هذا الانفعال القائم بين الجد والحفيد 
اقترب إليها يزيد بحزن ونظر إلى عيناها باسف هم يخبو زي ماهم عايزين لكن انتي تخبي عليه ليه ليه اخوكي مش قادر يحميكي لم اموت يا جميله ابقي الغيني من حياتك لكن طول ما فيه نفس مش هرضي انك تتظلمي ولا تتكسري وتدفعي تمن عداوة لا انا ولا انتي لينا دخل بيها من الاساس ليه مش عرفتينى اللي بيحصل ليه فاكرة ان هرضه بظلمك وبجوازة تخليص حق ولا مصلحه تخص حد مالكيش دخل بيها وانا رجعت خلاص مش عايزك تخافي والوضع دي هينتهي ودلوقتي حالا
ترك شقيقته تشعر بالحزن لأجل شقيقها وتوجه إلى مالك 
وقف امامه بقوة وصلابه طبعا انت كمان مجبر زي جميله والوضع دي لازم يتصلح كل واحد يروح لحاله 
آت علي فى ذلك الوقت ومعه عز ونصر وايضا كرم وسند 
وقف الجميع مصډوم من كلام يزيد 
على اټجننت اياك عاوز تخرب على خيتك وهي ماكملتش شهر جواز عاوز الناس تجول ايه 
يزيد بجديه هى دي حمد لله على السلامه والاحضان اللي مستنيها من عيلتي وحضرتك ازاى توافق على حاجه زى كدة جميله دي مش بنت اخوك وكنت دايما تقول بنتي مش بنت أخويا ايه جد دي انا سيبها امانه فى رقبتك صونت الامانه يا عمي 
سند بانفعال عمك ماجصرش يا ود عمى وكلاهتنا كنا رافضين ان الجوازة تتم كفايه كسرت جلب اخوى عز بس جدي إللى جرر وماحدش يتني كلمه جدي
يزيد يبق زعلان ليه يا عمى خلاص نصلح الغلط إللى حصل وانا مايهمنيش الناس تولع الناس أن يهمني اختي وبس
علي كيف يا ولدي خيتك لساتها ازغيرة تطلج كيف والناس إحنا لازمن نعمل حساب لناس احنا مش عايشين لحالنا الناس تتكلم على بتنا كلام عفش وهو عروسه كيف دي بس صحيح مش كنت رايد الجوازة جبل سابج بس دى نصيب ومش عاوزة تخريب بيتها وهى راضيه بجوازها وجوزها جدامك يا ولدي اهو راجل مهندز متعلم ومتنور ومش جصر مع خيتك فى شئ 
مالك بعد طول صمت تحدث بصعوبه والألم ينهش قلبه انا شايف إن يزيد لسه راجع من سفر ولازم يستريح وجميله هتفضل هنا عشان تقعد مع اخوها وأن هقعد عند جدي كام يوم ويكون الامور كلها وضحت لدكتور يزيد وقبل مانمشي هعدي اخد مراتي
واصف اصيل ولد اصول يا ولدي
على خليك يا ولدك امعانا
مالك معلش يا عمي عشان جميله تاخد راحتها مع اخوها اكيد هو واحشها 
توجه إلى جميله ووضع يده على كتفها ونظر لها بحب لو محتاجه مني حاجه انت عارفه هتعملي إيه خلي بالك من نفسك وهمشي انا بقي يومين بالكتير وهكون عندك قبل رأسها واستذنهم ورحل 
كان عز يشغل ڠضب من همسه أمام جميلته وفرح بعودة يزيد الذي سوف يسهل عليه عودة جميلته إلى مكانتها داخل قلبه وبيته 
وأما يزيد ينظر للجميع بنظرات حزن واسي ويحمل الجميع المسئوليه الكامله فى تضحيتهم بشقيقته 
وغادر البيت بأكمله 
فضل ان يختلي بنفسه وظل يتجول بالحقول ويمشي بلا هدف لا يعلم إلى أين ولكن يشعر بالاختناق يريد ان يتنفس براحه وظل سير بلا هواد 
اما مالك عاد إلى منزل جده وحيدا بدون زوجته يشعر انها النهايه كان يريد ان يجعل بينهم البدايه وهو من اختار البدايه ولكن شاءت الأقدار أن تكون النهايه بينهم وليس البدايه كان يشعر بالاضطراب ومتشتت الأفكار والمشاعر عن احساسه الذي يشعر به انها لحظه الفراق يحاول طرد هذة الفكرة من رأسه ولكن يخشي ان تكون حقا مشاعرة محقه هذة المرة لا يريد البعد يريدها جانبه يريد قلبها حبها حنانها احتوائها يريد ضحكتها يريد قربها ان تظل امامه تشعر به 
فهو أصبح عاشق لجميلته لا يريد الخذلان يعلم أنه المخطئ من البدايه ولكن افاق من غيبوبته ويتمنى عودتها إلى روحه فهو الان يشعر بانه بلا روح 
عندما راءه جده اقبل عليه 
قاسم وها جاعد لحالك ليه يا ولدي انت عاودت مېته وفين مرتك 
مالك يلقى بنفسه فى أحضان جده 
جميله عند اهلها يا جدي انا عايز مراتي يا جدي انا حاسس انها مش هترجع تاني
قاسم وانت هملتها ليه حوصل ايه اتعاركتو اياك
مالك لا بس اخوها رجع من السفر وقوم الدنيا ولسه ماقعدتش حسيت ان وجودي مالوش لازمه سبتها على اساس انها تقعد مع اخوها يومين واروح اجيبها بس حاسس ان كدة خلاص
قاسم بجديه وانت عاوز مرتك بردك ولا فرصه تخلص منيها
مالك بحزن والله عايزها يا جدي انا ندمان على كل إللى عملته فيها 
قاسم عشان تكون خابر ان جدك بيعملك الصالح اطمن حتى لو اخوها عارض محدش منيهم واصل هيرضي بالفراج بيناتكم عشان هى بت وازغيرة وكمان لسه عروسه وكلام الناس واعر
مالك بحزن بس انا مش هغصبها يا جدي تعيش معايا بالڠصب وهى مش عايزة انا وعدتها لو مش حابه تكمل معايا انا هعملها كل إللى هى عايزاه
قاسم وهو يرتب على كتفه ربنا يصلح الحال يا ولدي وبلاش تجدر البلا جبل وجوعه 
فى منزل الحاج واصف 
شعرت بحزن شقيقها وصعدت إلى غرفتها دثرت نفسها الفراش وتبكى كعادتها منذ الصغر إذا ڠضب منها أحد تتصنع النوم وتظل تبكي والآن بعد عودة امانها وسندها وتؤامها وحياتها يغضب منها فهى لن تتحمل خصام شقيقها وابيها تتحمل أي شئ إلى أن يخاصمها ينكسر بسببها 
وشردت فى حياتها فى الثلاث اسابيع الماضيه وتساقطت الدموع بمرارة وألم ولا تعلم ماذا تفعل 
ظلت حبيسه لغرفتها وتجوب بالغرفه والشرفه تنتظر عودة شقيقها لتحتمي به وتطلب السماح منه وظلت تنتظرة
وغادر عز المنزل بعد ان أصر عليه الجميع ان وجوده لا يصلح فى وجود جميله وحمل حقيبته وعاد إلى القاهرة 
وبعد أن وصل إلى القاهرة
وضع حقيبته بالسكن مع اصدقائه وغادر المنزل متوجه الى منزل عمه شريف ليقص عليه ما حدث بعد عودة يزيد 
بعد ان تجاوزت الساعه الثانيه عشره عاد ادراجه إلى المنزل يعلم ان الجميع فى ثبات الان ويخلد كل منهما للنوم 
عندما راءته من الشرفه قادم أسرعت إليه تهبطت الدرج لتفتح له الباب وتستقبله بنظرات اسف هو وحده يعلمها 
ظل واقف امامها وهى تقف امامه بنظرات اسف واشتياق وحنين
 

تم نسخ الرابط