كان يجلس سارة مجدي
و هو يقول
أنا عرفان .... مين حضرتك
أخذ الشاب نفس عميق براحه و هو يقول
أنا عايز حضرتك فى موضوع شخصى .. لو سمحت
ظل عرفان صامت ينظر إليه باندهاش ثم أشار له و قال
خير ان شاء الله ... أتفضل
صعد به إلى شقته و فتح الباب و هو يقول
معايا ضيف
لتغلق عذراء باب المطبخ المطل على صالة البيت ليشير له عرفان بالدخول
ليدلف ذلك الشاب و هو ينظر أرضا و توجه مباشره إلى أقرب كرسى و جلس بهدوء
مين حضرتك و عايزنى فى أيه
أنا يوسف ابن عم جنه و عبد الرحمن
قالها يوسف بهدوء و هو ينظر فى عينى عرفان بثقه ليقطب عرفان حاجبيه و ظهر الضيق على ملامحه فى حين أن قلبه كان يرتعش خوفا إلا أنه قال ببرود
عايز أيه
شعر يوسف بتحفز الجالس أمامه و ضيقه أيضا و لكن عليه أن يقوم بالأمر وأن ينهى كل ما مضى
فى تلك اللحظه أنفتح باب البيت و دخل عبد الرحمن ينظر إلى الضيف باندهاش و أقترب من عرفان و هو يقول
خير يا بابا أنت كويس .. ماما كويسه
ثم نظر إلى يوسف وقال
مين الأستاذ
ليقف يوسف و مد يديه و قال
ظل عبد الرحمن صامت ينظر إلى الواقف أمامه بضيق ليبعد يوسف يديه و هو يقول
أنا مقدر موقفكم ... بس أنا فى كلام كتير عندى عايز أقوله ... و مش هينفع غير فى وجود جنه و مرات عمى
ليقترب عرفان منه و قال پغضب مكتوم
عذراء مش مرات عمك ... عذراء مراتى أنا وبس أنت فاهم
ليخفض يوسف رأسه و قال
أنا آسف مكنتش أقصد ... بس لازم الجميع يكون حاضر
ضيفك مشى
ظل صامت ينظر إليها لتقطب جبينها و هى تقول
مالك يا عرفان هو فى حاجه حصلت
أقترب منها وحاوط كتفيها و قص عليها كل ما حدث وقاله يوسف لتشهق پخوف و هى تهمس
ولادى ... هياخدوا ولادى
مټخافيش يا عذراء أنا موجود و لا يمكن أسمح أن أى حاجه تحصل عكس إللى أنت عايزاه
قبل جبينها فى نفس اللحظه التى وصل إليهم صوت طرقات على الباب فقال
دى أكيد جنه ... يلا نطلع و أطمنى أنا و عبد الرحمن و أحمد لا يمكن نقبل أن أى حاجه تحصل عكس إللى أحنا عايزينه
هزت رأسها بنعم و خرجت لتجد جنه تجلس بجانب أحمد الذى يحمل الصغيره جنات و بجانبهم عبد الرحمن أقترابا من مجلسهم ليقف يوسف ينظر إلى عذراء بأحترام و قال
ظلت صامته تنظر إليه پخوف واضح و ڠضب و حزن ليقول هو بأبتسامه صغيره
أولا أنا عايز أعتذر لحضرتك عل كل حاجه و الإعتذار ده مش منى أنا بس لا ده من العيله كلها العيله إللى من بعد إللى حصل معاكى ما بقتش عيله و لا بقى فيها خير بأى شكل
شعر الجميع بالحيره و عدم الفهم ليكمل هو قائلا
بعد ما كل العيله قررت أنك تمشى و من غير ما تخدى أى حاجه من الورث مكرم أخويا الكبير بعت وراكى واحد من الغفر علشان يطمن عليكى ... و كان ديما يبعت ناس تسأل عنك ... لأنه كان رافض قرار العيله بس وقتها مكنش فى إيده أى حاجه يعملها .
أخذ نفس عميق ثم قال
أبويا عمل حاډثه بعد خروجك من بيت العيله بثلاث شهور و من وقتها و هو مش بيتحرك و لا بيتكلم و أمى أطلقت منه و أتجوزت واحد تانى و عمتى خسړت إبنها و حفيدها فى نفس الحاډثه و من الصدمه
صمت لثوان ثم قال بإقرار
و من وقتها وهى فى مصحه نفسيه ... و تقدرى تقيسى على ده كل العيله كل واحد ظلمك و ظلم ولادك ربنا أنتقم منه بطريقه بشعه و صعبه
خيم الصمت لعدة دقائق إلا من بعض شهقات تخرج من جنه
أخذ يوسف نفس عميق ثم أخرج ورقه من جيب الچاكت ثم وقف على قدميه أمام عذراء ومد يده بالورقه قائلا
كل إللى أتبقى من أملاك العيله أخويا باعها و حولها لفلوس
وأشار إلى الحقيبه التى كانت معه منذ البدايه و وضعها على الطاوله منذ دخوله المنزل
وده جواب من مكرم لحضرتك ... أنا معرفش مكتوب فيه أيه ... بس هو طلب منى أسلمه لحضرتك مع الشنطه و أطلب منك برجاء شخصى منى و منه أنك تحاولى أنك تسامحى علشان اللعنه دى متأذنيش أنا و هو
مدت عذراء يديها تمسك ذلك الظرف و هى تنتفض بعد أن عادت إليها ذكرى تلك الأيام بكل ألمها و خۏفها و ضعفها
ليضمها عرفان بقوه حانيه ... يدعمها و يقويها ليتحرك يوسف كى يغادر فلحقه عبد الرحمن
تكلم معه لبعض الوقت ثم غادر يوسف بهدوء
ليعود عبد الرحمن يجلس فى مكانه من جديد لتفتح عذراء ذلك الظرف و بدأت فى قرأة ما كتبه لها مكرم
السيده عذراء ... زوجه عمى بعد السلام أعتذر بشده عن كل ما حدث معك قديما ... و أعتذر عن كل العڈاب و الشقاء و الخۏف و كل ما مر بك من ذكريات مؤلمھ لا تكفى كلمه آسف عن محوها لكن أنا موقن أن السيد عرفان أستطاع بكل ما لديه من حب و أحتواء و رجوله أن يعوضك أنت و أولاد عمى عن ما مضى و لكن و لكى تعود كل الحقوق لأصحابها مع ذلك الجواب مبلغ مالى كبير هو ثمن كل ما تبقى من أملاك العائله تكفيرا عن كل ما حدث .... و أتمنى أن نحصل على غفرانك
كانت دموعها ټغرق وجهها و كذلك جنه التى تتذكر بعض من ذلك الماضى المؤلم
كان عبد الرحمن يشعر پغضب كبير و فى نفس الوقت بعض الراحه فهم لم ينعموا بكل ما أخذوه و عڈاب و الدته لم يذهب هبائا
و لكن ها هم يروا بعيونهم أنتقام الله و حقهم يعود إليهم دون تعب او مجهود منهم او سعى
ناويه تعملى إيه بالفلوس دى يا عذراء
قالها عرفان باستفهام لتنظر إليه و إلى أولادها ثم قالت
دى فلوسهم و هما إللى يقرروا أنا من زمان اوووى مبقاش ليا حق فى العيله دى من يوم ماعرفتك و حبيتك و بقيت كل حياتى أنت وولادى
نظر عرفان إلى جنه و عبد الرحمن و قال
يبقى الفلوس تتوزع بشرع ربنا و كل واحد فيكم يعمل بيها إللى يريحه
وافق الجميع على كلمات عرفان لكن جنه و عبد الرحمن لم يتركوا الأمر يمر هكذا
أقتربا الأثنان من والديهما و جلسا أمامهم يقبلون يديهم بأحترام و حب تأكيد على أهميتهم و غلاهم و إن المال لن يفرق معهم كثيرا
بعد مرور سنه كان اليوم هو عرس عبد الرحمن و منه و كانت سعاده عرفان فى ذلك اليوم مختلفه تماما عن يوم عرس جنه وقتها كانت قطعه من قلبه تفارقه لتسكن قلب آخر و لكن اليوم آبن قلبه أول من حمله بين يديه أصبح مهندس و الأن يتزوج ليأسس حياه جديده
أصرت عذراء على حضور يوسف و مكرم فهم لم يكن بيدهم شىء فى ذلك الوقت و حين أستطاعا تصحيح الوضع لم يتأخر أى منهم او يفكر فى الأمر
كان العرس مليء بالسعاده و الفرح خاصه مع أقتناع الجميع أن لكل منهم حياته التى لن يعيشها غيره مهما حاول الجميع .. و إن الظلم ظلمات و إن من حق الجميع إختيار ما هو مناسب له
.... و له هو فقط .. و ذلك ما جعل كل من عذراء و إلهام يتعاملان بحب حقيقى دون شك أو خوف
أقترب عرفان من عذراء التى كانت تقف فى إحدى جوانب القاعه تشاهد إبنها يراقص زوجته بسعاده كبيره و بجانبه أخته تراقص زوجها أيضا
ضمھا بحنان لتتسع أبتسامتها ليهمس بجانب أذنها
بحبك
بحبك
أبتسم إبتسامه واسعه و أكمل
عبد الرحمن أتجوز
هزت رأسها بنعم ليكمل
عملت إللى عليا يا عذراء و لا قصرت فى يوم
ظلت صامته لثوان و الدموع تتجمع فى عيونها ثم قالت بصدق
عمرك ... عمرك ماقصرت كفيت و وفيت راعيت و كبرت ربيت و علمت أدبت و فهمت و صاحبت
صمتت لثوان أخرى حين أنحدرت تلك الدمعه الحبيسه من عينيها و عينيه لتكمل
كنت الأب و الأمان و السند و البيت .... كنت الهدوء و السکينه و الراحه ... كنت صمام الأمان و مفتاح السعاده كنت الحضن الكبير اللى ساع الكل و ضلل علينا
نظرت إليه و قالت بحب كبير .... كبر سنين عمرهم مع كبر الأيام و الساعات و الدقائق التى سعدت بها و هى بين ذراعيه و فى أمان أحضانه وراحه بيته
أنت جنتى على الأرض و
يارب أكون معاك فى جنه رب العالمين
كان ينظر إليها بعشق كبير و إحساس بالفخر يزدهر داخل قلبه يشعره بأهميته أمسك يديها و قبل أن يرفعها إلى فمه كانت هى تقبل يديه و هى تنظر إليه بفخر و إحترام و حب
ليمسح دموعها بأطراف أصابعه ثم أمسك يديها و جذبها خلفه إلى منتصف المكان المخصص للرقص و بدء يتمايل بها على نغمات الموسيقى الهادئه ليصفر عبد الرحمن بسعاده و مشاغبه و صفقت جنه بسعاده و أيضا ضمھا أحمد و هو يشارك عبد الرحمن بصافرة عاليه لتخبىء عذراء و جهها بحنان و حمايه و همس
بحبك
ثم قالها بصوت عالى قليلا
بحبك
لتصل لمن حولهم ليعلوا التصفيق و التهليل لتغمض عينها بسعاده و هى تشعر براحه لا وصف لها و كأنها ملكت الدنيا و ما فيها
كن مظلوم و داخلك يقين أن حقك عائد بفضل الله و لا تكن ظالم ينتظر عقاپ الله
تمت