الدهاشنة أية رفعت
المحتويات
وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام!
أزاحت دمعاتها اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية
_بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه
_كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك...
بغرفة بدر..
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها
_هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي!
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع
_أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل.
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب
_أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده..
_بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان.
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك
_أنتي روحتي لدكتور يا رؤى
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل
_وقالتلك أيه
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة
_آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ...
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها
_أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد..
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال
_كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش..
قوست حاجبيها بضيق
_أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول!
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية
_أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!!
ثم استكمل حديثه بجدية تامة
_وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر.
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل
_يعني أنت مش زعلان مني.
قال باستغراب
_هزعل ليه..
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر
_المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده..
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير
_أبعد أنا بقولك أهو!
قربها إليه وهو يخبرها بخبث
_في حاجات مينفعش تتحكي..
تعالت ضحكاتها التي أنارت وجهها الحزين فكم كانت تخشى مصارحته لما يقلقها منذ تلك الاسابيع واليوم تمكنت من ذلك وتفاجئت من تفهمه واحترافه في اجتياز ما قالت فغيره يتملكه ڠضب رجولي ويعتبر تلك اهانة صريحة موجهة إليه...
بغرفة روجينا..
على عتبة غرامك فقدت قلبي وأصبحت كالدميمة بين أصابعك أتبع شوقي الذي ينجرف كلما رأك فيصبح العالم من حولي كالغرفة الضيقة التي لا تسع سوى حبي البائس فأخبرني هل أنت راض عما فعله بي حبك المچنون
حتى وإن كان حبك سما سأرتشفه بصدر رحب فأنا أعلم أن عذابك هو جنة لي حتى وإن كنت ظالما قاس فكل ما تمنيته هو أنت فيكفيني كوني جوارك أتنفس نفس الهواء فكن رحيما بي وأحفظ قلبي الذي اختارك وجعلك موطنا للأجئة لا وطن لها أشكو إليك عما فعلته بي وأجد عينيك تواسيني وكأنها تود أن تحتضني لتحميني من قسوتك أنت وها قد تغلب حبي عليك وانتصرت برائتي لتجعلك آسير لحبي... قلبي يناجيك.. فاقترب..
في تلك اللحظة انتهى كل شيء لم يعد هناك مجال للعتاب الا يكفيهل تلك الفترة التي استغرقتها للصفح عنه فتحآيانذراعيه
لها دعوة صريحة لها بالاقتراب فقطعت تلك المسافة الفاصلة
متابعة القراءة