الدهاشنة أية رفعت
المحتويات
فضولها النابع بداخلها حينما حملت الطبق الذي أعدته إليه ثم اقتربت بتردد منه فوضعته أمامه ثم قالت بتوتر
_أنت مأكلتش من الصبح.
رد عليها دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه
_ماليش نفس.
بللت شفتيها بارتباك
_بس آآ... أنت م....
قاطعها حينما أمرها بلهجة حازمة
_قولتلك ماليش نفس ولا لازم صوتي يعلى عشان تقتنعي!
غرق آسر بما يفعله لساعات حتى انتهى أخيرا فأغلق حاسوبه وهو يردد بتوعد
ونهض عن مقعده ثم اتجه للسرير فاستلقى لجوارها ليتفاجئ بها تتطلع إليه بعين يقظة فتساءل بذهول
_أنتي لسه منمتيش
قالت والدموع ټغرق عينيها
_هنام ازاي وأنت صاحي!
منحها نظرة حنونة فجذبها لأحضانه ويديه تربت على ظهرها حتى تستكين بنومتها على صدره وهمس بحزن
تعلقت به مثلما اعتادت ثم أجابته بصوتها الناعس
_أنا زعلت لإني مش قادرة أخفف عنك اللي أنت فيه.
رسم ابتسامة شبه باهتة وهو يجيبها
_متقلقيش عليا أنا بعرف أسيطر على نفسي كويس.
وأغلق الضوء المجاور له ثم أغلق عينيه باستسلام
كلماته كانت مبهمة للغاية وربما أكدت ظنونها بنيته لفعل شيئا خطېرا سئمت من التفكير في الأمر وبالنهاية استسلمت لدفء أحضانه فسرعان ما غفت بين ذراعيه هي الأخرى..
نسمة هواء الفجر يلفح الأنفس بنقائه فمازال الناس في غفوة وعينيه ترفض النوم إلى أن ضاق الأمر به فهبط للأسفل قاصدا الحديقة أمام منزله وبالأخص ذاك الركن المنفرد بعيدا عن الأشجار ألقى بثقل جسده أرضا وهو يحاول التقاط أنفاسه بمعدلات ثابتة وحينما لم يستطيع أخرج ما به فارتمى بذراعيه على الحجارة من أمامه ليخرج ما كبت بداخله من أهات شقت صدره ولسانه يردد بتردد لما يجتاحه
وارتد أيان بجسده للخلف وهو يشير على صدره
_قلبي أنا اللي وجعني مش قلب فهد أنا مش عارف اذا كان اللي عملته صح ولا غلط بس صدقيني كنت مستعد اعمل أكتر من كده عشان أنتقم من اللي أذوكي..
_أنا مينفعش أحس بحاجة ناحيتها مينفعش دي بالنهاية من نسل اللي اذوكي لازم أفوق من وهمي ده مستحيل يكون جوايا حب ليها.
وزحف بجسده للخلف حتى استند على جزع أحد الأشجار فأغلق عينيه وهو يهمس بخفوت
_هكرهك زي الحياة اللي عشتها وأنا مفروض عليا أني أواجهها هكرهك لأخر عمري!
وعد بالكره اتخذه من جوار قبر والدته لا يعلم بأن خلف كلامه نفور لما يردده خلف ما يدعيه قلبا خفق
عشقا لها!
بزغت الشمس كقبلة باسمة على ثغر الصباح لترسم نهارا مختلفا كثيرا عما يسبقه فشعرت روجينا بشيئا حاد يلكز خصرها ففتحت عينيها بانزعاج فانتفضت من محلها بفزع حينما وجدتها تقف مقابلها وتحدجها بنظرات قاټلة اتبعها قولها الشرس
_بسلامتك لسه نايمة أني مش منبهة عليكي تقومي من بدري ونجهزي الوكل!
ارتجفت خوفا مما ستلاقاه فوجدتها ترفع عصاها الغليظة لتهوي بها على ذراعيها العاړية فاحدثت چرحا بليغا تأوهت ألما وهي تترجاها
_راحت عليا نومة والله هنزل حالا أعملك اللي عايزاه.
اتاها ردها اللازع
_مش بكيفك يا حببتي هتنزلي غصبن عنك وعن اللي خلفوكي.
خرجت ناهد من حمام غرفتها سريعا حينما استمعت لصوت صړاخها فاڼصدمت حينما وجدتها تعتدي بالضړب المپرح عليها حالت بينهما سريعا وهي تصرخ بوالدتها
_حرام عليكي يا ماما بتضربيها وهي حامل!
دفعتها بعيدا وهي تشير لها بتحذير
_متتدخليش انتي خليكي بره أحسنلك..
ثم دفعت روجينا تجاه باب الغرفة وهي تشير لها
_٥دقايق لو نزلت ملقتش الفطور جاهز وقسما بالله لأنسل لحمك ده تنسيل سمعاني.
أشارت لها عدة مرات ثم قالت بتوسل
_هنزل بس اديني اي حاجه البسها.
فالبيجامة التي ترتديها كانت تصل لمنتصف ذراعيها وحتي لم تكن ترتدي حجابا تخفي بيه شعرها ابتسمت بتسلية
_هتنزلي اكده وان كان عاجبك.
انصاعت لكلماتها وهبطت سريعا للأسفل فالتقطت ناهد اسدال للصلاة الخاص بها ثم كادت بالهبوط من خلفها ولكن اعترضت والدتها طريقها فجذبت ما بيدها وهي تصرخ بوجهها
_قولتلك متتدخليش في اللي بيحصل اهنه والا من بكره الصبح هحجزلك على أول طيارة سامعة
خشيت بأن تفعل ما تقول فهي تعلم والدتها حق المعرفة لذا تراجعت للخلف پخوف واستسلاما لرغباتها فهي تعلم إن أصرت والدتها بسفرها لن يستطيع أحدا أن يقف أمام قرارها.
بالرغم من وجود الكثير من الخدم بالمطبخ الا أن جمعيهم خشوا مساعدتها في الحصول على الأغراض الاساسية لتحضير الطعام الجميع ملقن بالتعليمات تجاه معاملتهم تجاهها حتى وإن لم يكن
متابعة القراءة