رواية أهابه لعزيزة الألفي

موقع أيام نيوز

الخفوت
هفهمك بعدين 
أوماءت له وصمتت وهي تشاهد ما يحدث 
حقك عليا يا عم سعيد مش هتتكرر تاني قالها مهاب لذلك المړيض وهو يداون له العلاج المناسب لحالته 
أستطرد سعيد بجدية
وانت ياختي ياللي بتوشوشيه مالك كدا شكلك زعلانة ليه! قولي لي هو الواد ده زعلك 
قطبت جبينها في دهشة وسرعان ما قالت تجاريه في الحديث
لا لا مش مزعلني خالص متقلقش أنت بس يا عمي سعيد كل تمام 
قال سعيد بتصميم
لا شكله مزعلك ثم تتطلع الي مهاب مسترسلا بأمر
يلا بوس راس مراتك يا ولد وعلي الله القيك مزعلها تاني 
مراته دي كمان 
قال مهاب وقد أستغل الموقف
لصالحه
تعالي يا مراتي يا حبيبتي بتبعدي ليه بس 
كانت تبحلق بعينيها محذرة إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها
خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة ثم أكملت بخفوت
أنت هتستهبل علي الله تقرب أكتر من كدا 
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة 
خلاص يا واد يا مهاب انت ما صدقت ولا ايه 
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المړيض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة 
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر
ليه بس كدا يا عم سعيد ثم أستطرد بجدية
علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراش وأسترسل 
ونام شوية وأنا هبقي أعدي عليك 
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده 
هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المړيض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير
ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي
عليه قال كلمته الاخير وهو يغمزها 
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب 
ا خطوتين وهو يقول بقلق 
إيه ده مالك يا سجي بټعيطي ليه!
ردت من بين بكاءها المرير
ناس بترمي أبوها وناس قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب 
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يطرق الباب فيقوم محمد ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى ابنته مريضه و انها سوف تذهب لكي تاتي بها هي وصديقتها سمر 
ايوه جاي حاضر حاضر
قالها محمد بلهفة قلقة 
ثم اقترب من الباب وفاتحه ليرى زوجته وصديقة ابنته يسندان وحيدته التي يظهر على ملامح وجهها الاعياء الشديد بل القهر والاسى الذي حاولت سلمى ان تكمنه بشبه ابتسامة 
ايه يا حبيبتي مالك انت مش كنت نازلة كويسة الصبح!!! ايه اللي حصل ده 
دلفوا الى الداخل وجلسوا على ذلك الصالون المتهالك 
في حين قالت سلمى بمزاح يحجب خلفه مرارة لاذعة
مافيش حاجة يا بابا انت عارف اني فرفوره وبدوخ من اقل حاجة 
رد پتعنيف ابوي محبب
علشان قولتلك قبل ما تنزلي تاكلي أي لقمة وانت دماغك ناشف 
خلاص بقى يا ابو سلمى المهم ان البنت بخير وكمان في خبر حلو قوي بخصوصها قالتها ام سلمى والفرح يتقافز من وجهها 
خبر ايه ده يا
ام سلمى!!! ما تقولي على طول قالها محمد مستفهما سبب فرحة زوجته ردت الام بحماس وفرحة
سلمى جايلها عريس بس ايه حاجه كده علوي على الاخر 
عريس مين ده يا ام سلمى ما تتكلمي على طول قالها محمد بنفاذ صبر 
ادمعت عينيها وشعرت بالتقزز من مجرد ذكر والدتها لياسين فكيف لها ان تتزوجه وتقبع معه في منزل واحد انتفضت وهي تستاذن وتقول انا هدخل اخد دش وارتاح شوية 
رمقتها سمر التي تريد معرفة الحقيقة وهي تقول بنظرة ذات معنى
انا هستناك في اوضتك يا سلمى خدي دش براحتك و تعالى عشان عايزاك في حاجة تنهدت سلمي بحزن وقالت
ماشي يا سمر 
ثم استدارت متجهة الي غرفتها وتبعتها سمر 
دخلت سلمى المرحاض وكانها شيء المرحاض 
أنا عايزة أعرف كل حاجة بالتفصيل يا سلمي قالتها سمر بلهفة وفضول عندما أطلت عليه سلمي وهي تجفف خصلاتها بمنشفة صغيرة
تعرفي إيه يا سمر ما كل حاجة كانت علي يدك قالتها سلمي بوجه مبهم وثبات تحسد عليه 
ردت سمر بدهشة 
يعني أنت عايزة تفهمني أن ياسين حبك وجاي علشان يخطبك ياسين اللي بنات الجامعة كلهم هيموتوا عليه يتجوزك أنت!!!!!
ردت سلمي بحدة طفيفة 
أيه يا سمر مالي يعني ثم أسترسلت بنبرة تخفي في طياتها السخرية
ايوا يا ستي هتجوز ياسين اللي البنات ھتموت عليه أرتحتي كدا 
لم تجد سمر شيء لتضيفه فقالت
ماشي يا سلمي ربنا يتمملك علي خير 
مساءا في قصر
الالفي
ساد جو من التوتر بين مصعب وياسين ومهاب فكانوا يجلسون على طاولة الطعام وكلا منهم يعبث في طعامه بدون شهية والصمت
تم نسخ الرابط