عينيكِ وطني و عنواني للكاتبة أمل نصر
المحتويات
بيه ده .
ابتسمت فجر رغم ألالم القابع بداخلها
طب افهمي منه الأول ولو ما اقتنعتيش يبقى اعملي فيه ما بدالك .. ان شالله حتى تسخطيه قرد مسلسل .
............................
في المساء كانت سميرة بداخل غرفتها تتحدث باستفاضة عن احداث يومها كالعادة وزوجها الذي ينظف بمحمرمة ورقية اطارات نظارته .. يستمع بتركيز مع كل حرف حارج منها حتى سألها مستفسرا
اه ياخويا وتفتكر بقى لو سالتها هاتقول الحقيقة
قطب حاجييه فقال بدهشة
وتكدب ليه بقى اذا كان هو نفسه قال لوالدته انه شافها صدفة فقام بتوصيلها معاه في سكته .
مالت برقبتها امامه تشير بسبابتها على جانب رأسها
زفر شاكر رافعا عيناه للأعلى
طب ياام العريف.. ممكن بقى تفهميني انتي وجهة نظرك إيه عشان افهم انا بدال اللف والدوران ده معايا في الكلام .
قربت وجهها إليه وهي تردف بعين خبيرة
وضع النظارة على عينيه مسهما بتفكير فتابعت
انا شوفت بنفسي نظرتهم لبعض النهاردة وهما خارجين من عربيته.. دي مش نظرة اتنين كارهين بعض ولاحصل مابينهم عرض بالجواز والرفض .. دول بيتكلموا عادي ولا اكنهم يعرفوا بعض من سنين حتى وبينهم مواضيع للكلام .. مط شفتيه وهو ينظف بسبابته داخل اذنه
................................
وفي الجانب الاخر كان جالسا على تخته بنصف نومة.. مكتفا ذراعيه خلف راسه .. مستندا على قائم السرير وقد جاف عينيه النوم بعد ان تزاحمت بعقله ذكريات الماضي وما يحدث الان في الحاضر .. وما سيترتب على صحة ما سمعه اليوم من عصام صديقه القديم الذي كان له بفترة من الزمن اقرب اليه من سعد نفسه صديق الطفولة والجيرة أيضا.. قصة حبه القديم التي انتهت بچرح غائر افقده الثقة في جميع النساء لفترة طويلة من السنوات.. قبل ان يقابل جنيته الصغيرة التي خطفت لب قلبه من أول وهلة في رؤيتها.. وللعجب العجاب تبقى قصتها مربوطة ايضا بجرحه القديم .تنفس بحريق من داخل اعماقه.. لا يدري متى ينتهي من عڈاب قلبه وكيف السبيل لحل تسلسل عقده التي ليس لها نهاية .. اعتدل على الفراش بجذعه لينزل بقدمه على الارض ويتناول علبة سجائره مع علبة كبريت فقد فوجئ بتعطل قداحته ..خطا ناحية شرفته وقبل ان يدخلها كانت السېجارة في فمه .. اخرج عودا ثقاب ليشعل به سيجارته ولكنه توقف بيده في الهواء قبل ان يصل بالعود المشتعل الى السېجارة داخل فمه بعد ان تسللت رائحتها المسكرة الى صدره.. التف برأسه ناحية شرفتها فوجدها بهيئتها التي ذكرته برؤيته الأولى حينما سحرته بنعومتها وجمالها.. مستندة على سور شرفتها وشعرها المتمرد يتطاير حول رأسها بحرية.. استفاق من شروده حينما شعر بلسعة نيران عود الثقاب التي وصلت الى اصابع يده.. نثرها من يده ورمى أيضا السېجارة من فمه.. فما فائدتها لو غطت برائحة تبغها على رائحة الطيب من جميلته .. تحمحم بصوت واضح ليصل الى أسماعها وهو ماحدث.. التفتت اليه برأسها فقال هو بتردد
اشاحت بوجهها قليلا بخجل قبل ان تعود اليه بابتسامة صافية منها فاجأته
متشكرين أوي يا معلم علاء على زوقك.. وممنونين جدا عالتقدير .
ابتسامتها كانت بسيطة وخجلة.. لكنها جعلت الډماء تضخ داخل قلبه بسرعة مچنونة.. وصوت دقاته تصل لأسمعاه كطبول افريقية.. حاول التحكم بهذا الهذيان الذي اصاب عقله.. حتى يستطيع إخراج جملة مفيدة معها ..فتنحنح قائلا بصوت مهزوز
هنا رنت صوت ضحكتها
ااه .. دلوقتي بس عرفت المجاذيب ييتجننوا ازاي .. هذا ماحدث به نفسه وهو يشعر بالخدر الذي اصاب أطرافه.. من رؤية ضحكتها الصافية والتي زادت من جمال وجهها بروعة.. خبئت ضحكتها فجأة وتغير وجهها وهي ترد
أنا المرة اللي فاتت كان عندي اسباب عشان اكرهك بيها من قبل ما اشوفك.
يعني انتي دلوقتي ماعدتيش بتكرهيني
رفعت عيناها اليه مجفلة فحدقت اليه للحظات صامتة قبل ان تجيب.
مش عارفة بس انا اكتشفت اني كنت ظالماك في حاجة انت ملكش ذنب فيها.. دا غير إني اكتشفت ان انت نفسك كنت مجروح.
مط بشفتيه امامها وهو يعيد كلماتها برأسه فأطربت أسماعه وأنعشت بداخله الأمل.. فتابعت هي بسؤال
طب احنا دلوقتي هانعمل ايه
قطب حاجبيه فسألها ببلاهة
في إيه
رفعت عيناها وهزت رأسها بيأس فتذكر هو
اااه.. انت قصدك يعني عن موضوع الكلام اللي ذكره عصام
اومأت برأسها إيجابا فقال متنهدا في البداية
اولا احنا لازم نتأكد من صحة الكلام الأول.
قالت بسرعة وتعصب
أنا متأكدة من صدق كلامه.. عشان متأكدة جدا من أخلاق فاتن .
اطرق بعيناه ارض وشعر بالأسف قبل ان يتكلم
أرجوكي ما تاخديش كلامي بمحمل على فاتن.. بس انا راجل عشت سنين على مشهد انها خانتني مع اعز اصحابي.. ودي حاجة أثرت جدا في نظرتي ناحية الستات وافقدتني الثقة في كل الناس.
وضح التفهم على ملامح وجهها فأثبتت هي بالقول
انا فاهماك على فكرة ومش بلوم عليك.
تنهد بارتياح وشعور بالسعادة يتسلل اليه رويدا رويدا..فقال بعملية
خلاص ياستي مدام بقينا متافهمين يبقى هاقولك على اللي بفكر فيه.. انا من بكرة ان شاء الله هادور على البنت الخدامة اللي كانت شغالة عند عصام .
هزت رأسها بحماس واكملت على قوله
حلو اوي ده.. لأن البنت دي أكيد عندها حل السر اللي دوخنا طول السنين اللي فاتت..وانا كمان هحاول الاقي طريقة تعرفني عن الفترة القليلة اللي قضتها فاتن في الصعيد قبل ماتموت.. يمكن يكون في حاجة تهمنا فيها .
اومأ برأسه عن رضا
تمام.. واهو منها برضوا تعرفي هي ماټت بجد ولا حاجة تانية.
اومأت هي ايضا ..فسره جدا نظرة الأمل بعيناها ورغم قساوة الوضع ولكنه وجد اخيرا شيئا يربطهم ويقرب بينهم.. شعرت بالحرج حينما طال الصمت بينهم فاستاذنت للعودة لغرفتها.. وتركته هو يتأمل الكون حوله بنظرة أخرى بعيدة كل البعد عن السابق.
.........................
في اليوم التالي .
خرج من داخل ورشته يهلل بترحيب
دا انا الصبي لما قالي جوا ماصدقتش .. نورت الورشة ياعلاء باشاء
تقبل علاء عناقه والترحيب بمودة حقيقية لصديقه وجاره
متابعة القراءة