حور بقلم أليكسندر عزيز
من سابع سما لسابع ارض... يا ترفعه لفوق وتخفف عنه... ونقوم احنا الي نرميه برصاصة ټقتل قلبه اكتر... حور عمرها ما أذت حد... ولو ابيه سيف عرف بالطريقة الي عرفت بيها حور الخبر... هيهد الدنيا.. دا الي مخليني ساكته.. علشان كدا وافق على نقلي... انا مايشرفنيش اشتغل مع دكتور ماعندوش ريحة الانسانية
تركته مذهولا... وخرجت من الغرفة يعلم ان ما فعله خاطئ.. لكن كلامها جارح وبشدة
بالرغم من ۏلع مرام بسيف.. الا انها تعرف ما عانياه... وعاشته معهما... مثلها مثل اصدقائهم لم تكره حور ولو لدقيقة.. فهي تحبها.. تتحدث معها.. تنصحها.. توجهها... لطالما تقول لو كان تغير القدر وانجبت حور لكانت اعظم ام في الوجود
لم تكرهها.. لم يكن بيدها.. كحبها لسيف لم يكن بيدها أيضا.. لكنها من هذه اللحظة ستزيل حبه من قلبها.. لن تسمح لحبه بالتغلغل في حناياها اكثر من ذلك
اقتربت جوي من حاتم الجالس خارج غرفة حور... التي لم تطأ قدماه المنزل منذ اسبوع
چثت امامه.. تبكي
علشان خاطري.. تعالى معايا... تدخل تريح شوية.. بس شوية
جوي.. مش هينفع
وحياة جوي.. لا وحياة حور... ارتاح ساعة.. بقالك اسبوع كده... انا تعبت.. علشان خاطري.. صعب اشوفك كده.. صعب
وانهمرت دموعها بكثرة
ازال دموعها بلطف.. يحاول ان يتمالك اعصابه
همس لها جاهدا
حاضر.. حاضر يا جوي
ابتسمت وامسكت يده تشده ليسير معها ليرتاح بضع ساعات قليلة
جاهدت حتى تخرج صوتها
سي.. سيف
يا قلب سيف.. يا روح سيف.. يا عمر سيف
جاهدت لتجلس
ساعدها على الجلوس...
رفعت يدها.. وضعتها على وجنته.. تزيل دموعه
وحشني صوتك اويي
همس بتحشرج...
ردت عليه بنفس همسه..
نزلت دموعه عليها
كفاية يا قلب سيف.. خليكي في حضڼي وبس..
خرجت من حضنه ودموعها تلطخ وجنتيها
ازالت دموعه بأصابعها
همست
اوعى ټعيط تاني.. اوعى... عيشني الليلة دي في الجنة يا سيف
مش هتقدري يا قلبي
همس.. مستندا بجبينه على جبينها.. واختلطت دموعه بدموعها
عاشان خاطري يا سيف.. لو دا اخر يوم ليا عايزة ابقى معاك
حرام عليكي.. كلامك
. دموعهم لم تتوقف للحظة... ارادا ان يختفيا عن هذا العالم... اراد تخبئتها داخله ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم...
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة... لا.. حور بكرة هتخرجي لي... وسليمة.. لان دا لو ماحصلش..
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي..كالطفل الذي فقد امه
صدقيني هحصلك... نفسي.. والله ماهستنى حاجة
في المشفى الصباح.. الكل متجمع في حجرة حور... لم يجدوها عندما دخلوا.. العملية بعد ساعتين.. وهي مختفية
حاتم.. ويحيى.. ويوسف.. يكلمون الحرس... يتصلون بسيف.. لكن لا يوجد رد
لا كده كتير.. هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم.. طالما سيف...
لم يكمل يحيى حديثه.. فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة.. حاملا حور في حضنه... وهي تتشبث فيه بشدة
لكن هو يستند على الحائط فقط.. وينظر اليها
حانت اللحظة الحاسمة
حملها.. حتى باب العمليات... ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات... بينما هو سقط أرضا.. يستند بظهره على
الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات.. مرت عليه كخمس سنوات...
لم يرفع عينيه... الا عندما فتح الباب.. وخرج رامي.. وخلفه مرام
الفصل 44
فتح باب غرفة العمليات... هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف...
عينيه تسأل.. وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله... قدرنا نشيله... وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة.. بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم... فرح الجميع احتضنوا بعضهم.. حتى منى.. لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها... لقد طلبت سلبه روحه...
وياليت الجميع يعرف.. ان بهكذا طلب تسلبون روح الانثى.. وتدمروها... وتحولون انوثتها لاشلاء من الصعب ان تشفى...
اغمض سيف عينيه... وهدأت ملامحه المتشنجة.. لم يستطع احد الاقتراب منه...
مازالت مرام تقف.. مكانها.. تنظر له ولرد فعله.. لقد كان كالتائه.. الذي رد لامه
... لم يرها احد الى الان... ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لهافقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف.. وهي ممددة على السرير.. ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
يلا.. يلا كله هيمشي ويرتاح.. علشان لما تفوق بكرة.. تلاقينا كلنا جنبها...
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح.. فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه.. التي سالت كثيرا هذا الاسبوع..
سيف.. انا ربيت صح يا سيف... انت قوي... مش سيف الي يكلم امه كده..
وجد تشنج عضلاته اسفل يده
ايوة يا سيف... غارف انها غلطت.. بس دي امك وماتقدش تبعد عننا... ولا تبعد حور.. حور بنتنا.. زي ماهي بنت عادل وألفت امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها.. والكل بعد.. كله مشغول هنا.. هي ماخرجتش الا انهاردا.. على ميعاد العملية... حور ماحدش مايقدرش يحبها.. فوق يا حبيبي... خدت وقتك وحزنك... واديناك مساحتك. احترمناها.. بس دلوقتي.. خلاص حور هتبقى كويسة... ورب ضارة نافعة... ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة.. يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها.. علشان تشوف مقدار حبك ليها... علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة.. علشان هي تخرج من حزنها... وتعرف ان