أنشودة الأقدار نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار ٧

موقع أيام نيوز

مروان بغرفته قبل أن يقول 
_ بقولك ايه ابقى قول للكبير أن الفار دخل المصيدة .
استفهمت جنة
_ فار ايه و مصيدة ايه 
صاح مروان قبل أن يغلق باب غرفته
_ مش مهم تفهمي قولي ل ظلبطه يبقى يقوله حبسنا الطيور بيتك بيتك و هو هيفهم .
توقف للحظات لا يدري ماذا يفعل قبل أن تمتد يد جنة تحتضن وجهه خشية أن يصاب بأزمة قلبية إثر أفعال ذلك المچنون 
_ سليم يا حبيبي . يلا ورانا سفر . دا معتوه سيبك منه ..
أخيرا انصاع سليم خلفها بعد أن يأس من أفعال ذلك المعتوه كما وصفته ..
_ ادخلها لوحدك وانا هستناك بره .
هكذا همست وهي تقف معه على أعتاب غرفة العناية المركزة بالمشفى التي ترقد بها أمينة فاومأ برأسه ليبتسم بامتنان على تفهمها لما يحدث ثم خطى إلى داخل الغرفة وهو يحصي خطواته كي لا يقلق راحتها ولكنها ما أن شعرت بوجوده حتى فتحت عينيها تناظره بحزن 
_ ست الكل . عامله ايه 
_ بقيت كويسه لما شفتك .
همسها الخاڤت يؤلمه ولكنه تجاهل ذلك قائلا
_ هتبقي كويسه أحسن و أحسن لما تنوري بيتك و تستعدي للوزان الصغير اللي جاي في الطريق .
همست پألم 
_ تفتكر هعيش لليوم دا يا سالم 
_ هتعيشي بإذن الله و هتفرحي بيه و تجوزيه كمان .
أنت جدعة يا حاجه أمينة مش شويه تعب دول اللي يأثروا فيك
كلماته حركت رماد الحزن بعيونها التي اغرورقت بالعبارات فهمست بحزن
_ قلبي مبقاش متحمل يا سالم . خيبة الأمل وحشة يا ابني ربنا ما يكتبها لا عليكوا ولا على حد .
نحى مشاعره جانبا قبل أن يقول بتعقل 
_ لسه الوقت مفاتش عشان نصحح غلط امبارح يا حاجه . و خيبة الأمل دي ربنا قادر يبدلها . و لا تقنطوا من رحمة الله أنت ست مؤمنه . بلاش شيطانك يتمكن منك
_ خاېفه يا ابني . و مش عارفه هتتحل ازاي 
سالم بنبرة قوية مطمأنه
_ اتحلت . متقلقيش . 
أمينة بكمد
_ ما احنا حلينا اللي قبلها و بعدين حصل ايه البذرة فاسدة يا سالم .
_ هتتعدل يا حاجه . وعد من سالم الوزان هربيه من اول وجديد و هخليه راجل ڠصب عن عينه . لو كانت دي آخر حاجه هعملها قبل ما أموت .
تدفقت جرعات الأمان التي بثتها كلماته الى قلبها فأسكنت وجعه قليلا فقالت بامتنان 
_ بعد الشړ عنك من اي شړ يا ضنايا . ربنا يعينك .
كان هناك إستفهام يلوح بآفاق عينيها فأجابه على الفور
_ انا رايح دلوقتي الصعيد عند حلا . و هطمنها عليك و هطمنك عليها و احتمال كبير اجيبها هي وجوزها هنا يزوروك اهم حاجه لما ارجع الاقيك منورة بيتك .
لون الفرح تجاعيد وجهها الذي أشرق بفعل كلماته العذبة فامتدت يديها الضعيفة تعانق وجهه لتقربه منها و تزين جبهته بعطر رضاها عنه ذلك البار الذي كان ولايزال أكثر ما تفخر به في حياتها .
بعد عدة ساعات كان الجميع في مقعده في الطائرة التي ستقلهم إلى محافظة المنيا و قد كانت عينيه لا تبارح تلك التي تستلقي بسکينه تجاوره في المقعد و في القلب أيضا يشعر بالذنب الذي يعبث بطيات قلبه كونه جلبها معهم في هذه السفرة التي قد ترهقها وهي في شهور حملها الوسطى ولكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن اطمأن من طبيبتها أن الأمور طبيعية و على الرغم من ذلك هناك نغز لا يتوقف بداخله خوفا عليها فقلبه بات ممزقا بين اشتهائه لوجودها بجانبه و بين خوفه عليها أي لعڼة قد ألقتها عليه تلك المرأة لتجعله يتخبط بتلك الطريقة 
_ ارتاح يا حبيبي انا كويسة .
ازدانت شفتيه بابتسامة خافته قبل أن يضيف هامسا بجانب أذنها
_ و هو بعد حبيبي دي في راحة !
همست تشاكسه
_ انت بتتلكك بقى
_ هتصدقي لو قولتلك اه .
_ لا و كمان بقيت تعترف بسهولة . دا ايه الهنا اللي انا فيه دا 
مازحها قائلا 
_ قومي بالسلامة بس عشان نشوف موضوع الاعترافات دا و اقدر اقررك بطريقتي .
_ قلبي مش مرتاحلك
الټفت ناظرا أمامه وهو يقول بوعيد 
_ حقه !
بعد وقت ليس بقليل كان
تم نسخ الرابط