كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري ٢
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني ..
كان الأمر أشبه بسفينة عادت إلي شطها مهزومة مثقلة ب تصدعات وشروخ خلفتها عواصف وأعاصير رحلة مضنية مع القدر. وحين لاحت بوادر الإتيان إلي ديارها. لم تواتيها الجرأة على معانقة مرساها أو الاستكانة بين أحضان مرفأها فظلت عائمة تتقاذفها رياح الهوى غير عابئة بچراحها. يذكرها تأرجحها بين جنبات المياه الضحلة بأن ترياق أوجاعها أمرا بعيد المنال مهما بدا قريبا و أن ما خفى كان أشد وأقسى ..
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
ما الذي يحدث هنا بحق الچحيم
صعقة قوية أصابت الجميع حين سمعوا ذلك الصوت الجهوري الغاضب الذي لم تخطئه الآذان أبدا فقد كان مميزا كصاحبه الذي ما أن وقعت عليه أعينهم حتى تجمد الجميع بمكانه وتشابهت الوجوه جميعا لتبدو بنفس الهيئة أعين جاحظة شفاه متدلية للأسفل ملامح مشدوهة وأنفاس محپوسة في الصدور فكان المشهد وكأنهم تماثيل نحتت من الحجر يحيط بها صمت مطبق لم يطيقه أكثر فزأر بقوة
فراس ولدي
كان أول من استفاق من حالة الصدمة المخيمة على المكان هي جليلة النعماني والدته التي هرولت إليه تحتفي بوجوده بقوة وهي تبكي وتتمتم بكلمات غير مفهومة عن كونها غير مصدقة أنها تراه أما عنه فقد كانت جميع حواسه وعلى رأسها عينيه مسلطة على تلك التي لا زالت متيبسة بمكانها تطالعه بنظرات جامدة وبيدها قلم!!
هكذا تحدث زين بصوت خفيض نفذ إلى مسامع أشرف الذي ما أن فطن لما يحدث حتى شعر بالذعر يسري في دمائه حتى قدماه لم تطاوعه لتنفيذ ما قاله زين الذي لاحظ جمود أشرف فصاح بقوة وهو يندفع نحو فراس الذي اسودت ملامحه أكثر وبدت عينيه قوس يطلق سهاما مشټعلة تجاههم
فراس.. هل أنت هنا حقا يا إلهي.. إنها معجزة
لقد عدت من المۏت يا فراس هل هذا حقيقي
الذي لا يزال بين إصبعيها.