براثن اليزيد ندا حسن ٢١ الي ٢٥
المحتويات
نظرها إلى زوجها مرة أخرى ابتسمت بهدوء قائلة
طيب خلاص أنا مكنتش عايزه أعرفك سر الخلطة بس أمري لله هقولك.. تعالى بقى لما أقولك
تقدم منها وهو مندهش هل هناك سر للبيتزا أيضا وقف أمامها دون أن ېخونها وعندما وقف في ثانيتها كان قد اصطدم الدقيق كله بوجهه..
عادت هي للخلف وهي تضحك بصوتها كله فقد أهلكها مظهره الذي بدا كالمهرج ضحكاتها لم تهدأ حيث وضعت يدها على بطنها وخرجت الدموع من عينيها..
أنا يتعمل فيا كده يا مروة
وضع يده على وجهه يزيل بقايا الدقيق عنه وهو ينظر إليها وهي مازالت تضحك نظر إليها بخبث بعد رأى واستمع إلى ضحكاتها
طيب أنا هعرفك
تقدم راكضا منها ليمسك بها ولكنها لم تمهلة الفرصة حتى ذهبت راكضة هي الأخرى من أمامه خارجة من المطبخ تركض في أنحاء البيت وقفت خلف مقاعد السفرة تتحدث إليه بتوتر وهو على الجانب الآخر
ضحك بصوته كله أمامها ثم نظر إليها غامزا بعينيه متحدثا بوقاحة
عيله مين يا أم عيله اومال امبارح بالليل كنتي ايه
أحمر وجهها وتحدثت پغضب فهو دائما يتعمد أن يخجلها وهي تحاول أن تبتعد عن هذه العادة
يزيد بطل بقى
تقدم منها بهدوء وتروي متحدثا فيما لا يروقها حتى يشتت تفكيرها فيما كان يحدث منذ قليل
يوه
زفرت بضيق شديد متناسية أنه يقترب منها رافعا إياها عن الأرض متحدثا بانتصار
تعالي هنا رايحه فين..
حاولت الإبتعاد عنه ولكنها لم تستطيع تقدم من الأريكة ثم وضعها عليها معتليها وهو يتحدث بمكر
كنا بنقول ايه بقى
أجابته وهي تحاول دفعه عنها بقبضة يدها حتى تذهب سريعا ولكن دون جدوى
بذمتك أنا يتعمل فيا كده
ضحكت مرة أخرى كما السابق متذكرة مظهره منذ لحظات أردفت قائلة
منظرك كان يهلك من الضحك
نظر إلى شفتيها التي تسرقه إليها في كل مرة تتحدث أو تبتسم أو أيا كان ما تفعله انخفض إليها وكأنه على وشك المۏت وهي المنجي له وكأنها آخر ما تبقى على وجه الأرض ولم ترفض ذلك هي بل بادلته جنونه الغير طبيعي بصدر رحب متناسية أي شيء آخر..
جلست نجية أمام ابنها الكبير ثم قالت متسائلة
وبعدين
أجابها ولدها وهو لا يدري أيضا ما الذي يجب أن يفعلوه
مش عارف.. أنت رأيك ايه يا عمي
تقدم للأمام وتحدث بعد تفكير قائلا بجدية شديدة
كلمه.. قوله بيقولك عمك لو مرجعتش أعتبر مرتك عرفت بكل حاجه يا ابن الراجحي ويمكن زيادة حبتين
اختارنا غلط من الأول.. قولنا يزيد هو اللي هيخلص كل حاجه وأهو داب في عشقها ومش شايف غيرها
أجابها فاروق متحدثا بجدية
البت حلوة يا حجة وأي حد يدوب فيها
تحدث عمه بصرامة واضحة قائلا
ماهي مرته دلوقت يعمل اللي هو عايزه مقولناش حاجه لكن أنه يحبها لا وألف لا
وقف فاروق على قدميه متقدما إلى الخارج وهو يهتف بجدية
أنا هكلمه وهو هيرجع متخافوش حتى لو أتأخر شوية
وقف الآخر بعده متقدما إلى الخارج مثله قائلا بهدوء اصتنعه
هروح أريح شوية
ثم دلف إلى الخارج وسار في رواق المنزل ليصعد على الدرج متوجها إلى غرفته في ذلك المنزل دلف إلى الغرفة وأغلق الباب من خلفه أزال عنه جلبابه ووضعه على المقعد بجوار الباب ثم تقدم للداخل بخطوات ثابتة وهادئة نظرته لا تعبر عن أي شيء فقط نظرة عادية جلس على الفراش وهو ينظر إلى صور زوجته وابنه المعلقة على الحائط لطالما كان هادئ وغامض مثل بعض الحروف في الكلمات لا تظهر ولكن متواجدة وتغير المعنى الحرفي لها هو كان كذلك منذ أن بدأنا بسرد ما حدث من البداية إلى الآن وظهوره قليل حديثه قليل كل ما يفعله قليل ولكن أثره كبير للغاية..
وقف على قدميه ثم تقدم من الحائط وأزال الصور المعلقة من عليه أمسك بصورة ابنه الراحل زاهر ثم جلس على الفراش مرة أخرى وهو ينظر إلى الصورة متحدثا بحزن وكأنه يتحدث مع شخص ما حقيقي
ايه رأيك في أبوك فاضل قليل وهاخد حقك وحق أمك.. هاخد حقكم من أي حد شارك في موتكم ولو بالقليل جدك وأهو ماټ وعمك مكنش ليه ذنب بس ماټ هو كمان النصيب الكبير بقى لعيلة طوبار هموتهم واحد ورا التاني.. ويزيد وفاروق اللي بيتمتعوا بتعبي وشقايا اللي أنت كنت أولى بيه يا ابن عمري.. بس متقلقش كله بأوانه... كله بأوانه
نظر أمامه بعد أن ألقى نظرة سريعة على صورة زوجته الراحلة نظر إلى الفراغ وقد كانت عينيه مليئة بالحقد والشړ الذي لو حاولوا توزيعه على العالم أجمع لفاض منهم وقد كان هذا سببه الحزن المفرط على شريكة حياته وابنه الوحيد يستحقوا
متابعة القراءة