للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٣

موقع أيام نيوز

مرة آخرى
و لكن دائما للقلب رأي آخر يضرب بعرض الحائط كل قرارات العقل و ينحيها جانبا ليجد يده تمتد تلقائيا  الموضوعة فوق الطاولة لتلتفت إليه غير مصدقه أنه أخيرا قرر أن يشفق علي حالتها البائسة لتلقي عليه نظرات معذبه معتذرة و أيضا معاتبه فأخذ يقاوم بشدة أوامر قلبه باحتوائها و محو تلك النظرات الحزينة من فوق ملامحها و لكنه اكتفى ببضع كلمات بسيطة لكنها تحمل بداخلها الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام 
لازم تاكلي و تتغذي كويس انت لسه خارجه من المستشفى مينفعش تتعبي تاني .
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده 
حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة .. تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما..
فلم تكد تجاوبه حتى لفتت انتباههم حمحمه خرجت من مازن جعلتهم جميعا يلتفتون إليه خاصتا عندما تحدث قائلا 
في الحقيقه يا جماعه أنا كان عندي خبر اتمنى أنه يفرحكوا .. ممكن الوقت مش مناسب بس انا هستغل فرصه اننا كلنا متجمعين عشان اقوله ..
صمت دام لثوان معدودة و تعلقت كل العيون به ليحثه رحيم على التحدث قائلا 
خير يا مازن خبر ايه اللي عندك 
وتضيف صفيه بلهفه 
خير يا مازن يا حبيبي طمني 
خير يا خالتي اطمني .. انا كنت عايز اقولكوا اني نويت أخطب ..
ما أن أنهى مازن حديثه حتى تهللت أسارير صفيه كثيرا و انتفضت من مقعدها تعانقه بفرحه كبيره قائله بحب 
الف مليون مبروك يا حبيبي .. أخيرا هييجي اليوم اللي أشوفك عريس . 
بادلها مازن العناق بحب كبير فهذه السيدة لطالما اغدقته بحنانها و عطفها و دائما كانت بجواره منذ رحيل والديه فقام بتقبيل جبينها قائلا 
الله يبارك فيك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك ..
توالت عليه التبريكات و التهنئات من الجميع ليقاطعهم رحيم قائلا 
مبروك يا مازن يا ابني .. بس مش نعرف العروسه مين و بنت مين 
الله يبارك فيك يا رحيم بيه العروسه جزء منكوا يعرفها و جزء لا . العروسة تبقى كارما بنت طنط فاطمه خالة كاميليا 
قاطعه رحيم بصوته القوي و بنبرة ذات مغزى
قصدك بنت الدكتور هاشم سالم و حفيده اللواء سالم الرفاعي مش بنت فاطمه ! 
أصبح الجو مره ثانيه مشحونا بالتوتر والڠضب من قبل البعض ليرد مازن بثقه و قوة 
في الحقيقه يا رحيم بيه انا ميهمنيش هي بنت مين انا اللي يهمني كارما و بس لاني بحبها فعشان كدا أي حاجه تانيه مش فارقه معايا .. 
ابتسم رحيم بسخريه تجلت في نبرته حين قال 
والله يا مازن انا فرحان علشانك و كل حاجه بس انت عارف معزتك عندي و إنك زيك زي أحفادي و واجبي انبهك ..! 
ضيق مازن ما بين عينيه و قال مستفسرا 
تنبهني 
_ اه يا مازن انبهك ماتسبش الحب يتمكن من قلبك اوي و يضعفك عشان ميضيعكش . حكم عقلك في كل حاجه بتعملها . غيرك خسر حاجات كتير اوى بسبب الكلمه دي ! 
أنهى رحيم كلماته التي كانت تحمل في طياتها الكثير من اللوم الموجه لأحفاده و لأبنه في المقام الأول ليتفاجأ برد يوسف الذي كان هو الآخر يوجه حديثه لشخص ما يحتل كل جزء من تفكيره ليقول بنبرة واثقة 
عمر الحب ما بيضيع صاحبه و لا يضعفه أبدا . الحب لو مقواش صاحبه ميبقاش حب لو حسيت
تم نسخ الرابط