فاطمة
المحتويات
مكة
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
يا
الحلقة الثالثة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قد أصبحت أتمنى أن أسكن عالما بعيدا عالما لا أشعر بالبشر فيه بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
بعد يقينها أن ركان لا يقوى على الاعتراف بحبه أو الزواج منها فلما إذا تنتظره ولتتزوج من أيمن فهو يحبها ولعله يكرمها ويخلصها من هذا العڈاب
مكة بقلب منفطر على حب عمرها أنااااااا موافقة
تبا لك أيتها الدموع ألا تفارقينى أبدا
أيها الحزن المسافر فى دمى
إلا هلكتك المشقة وتستكين وتدعنى لحالى
أما ركان فقد شعر أن أركان غرفته كأنها تتهاوى وتسقط واحدة تلو الأخرى على رأسه حتى أنه صړخ وظن أنه هالك لا محالة من شدة وقع كلمة أنا موافقة
ولكن هل تجدى العبرات يا ركان
كيف تسمح لنفسك بهذه السهولة من أجل اعتبارات اجتماعية واهية تتخلى عن مكة عن حب إن ضيعته لن تجد مثله أبدا وستندم !
أطعمت الخالة نحمدو زهرة فدعت لها زهرة أن يطعمها الله من ثمار
الجنة جزاء إحسانها إليها
فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان
بس إن شاءالله هاجى اطمن عليك تانى
زهرة بإمتنان متحرمش منك يا خالة نحمدو أبدا
نحمدوا ولا منك يا بنتى وادعى كده لابنى صلاح ربنا يرزقه بنت الحلال اللى تصونه وأنت نفسه كده ربنا يتقبل منك
زهرة صلاح ابن حلال ويستاهل كل خير وربنا يكرمه إن شاءالله
أنا مش عارفة وحدة بنت حلال زيك تقع ازاى فيه
ده سمعته على كل لسان انتم مسئلتوش عليه قبل الجواز يا بنتى
فبكت زهرة عندما تذكرت أباها وتحذيره ليها قائلة النصيب يا خالة
وغادرت الخالة نحمدو وضمت زهرة إبنتها لصدرها ثم بكت وشعور ما توغل لصدرها بالخۏف
زهرة ماشاءالله قمر يا ناس تقولوش حتة كرميله الله حلو كرميله دى هسميك اسم شبه كرميلا
فولج لها عباس قائلا بسخرية أنت بتدلعيها كأنها كبيرة وفاهمة شكلك أتجننتى يا ولية
زهرة محدش مچنون غيرك تعال قرب يا راجل وشوف بنتك كرميلا جميلة إزاى
فاقترب منها عباس ونظر لها ولكنه كأن الله ختم على قلبه فلم يكن لديه اى احساس بالأبوة
عباس بلا مبالاة أهى عيلة زى اى حد
المهم أنا رايح أريح شوية عشان أقوم فائق للشغل
مش عايز اسمع صوتها أنا مبحبش زن العيال
زهرة أبقى حط على دماغك المخدة يا راجل اعملك إيه يعنى مالازم العيال فى الأول كده ومتخفش مش هقولك شيل ولا هدهد
أنا هعملها كل حاجة
عباس بإبتسامة سخرية من جانبى فمه لا ده اللى ناقص عليه كمان
ثم تركها للغرفة الأخرى لينام
ولكنه كان دائم الاستيقاظ على صوت بكاء الصغيرة كرميلا
فتأفف وڠضب قائلا أنا قولت مبحش العيال عشان زنهم ده يعنى مش هعرف أنام واستريح بسببها
لا مقدرش على كده انا والله لأخدها وارميها لكلاب السكك واستريح حاجة تقرف
فقام كالۏحش الثائر إلى غرفة زهرة
فوجدته أمامها ينظر إليها بعين الشړ
عباس بصوت جهورى حاد أنا مش قلت مش عايز زن فى ليلتكم اللى مش عايزة تعدى دى
زهرة معلش يا خويا عيلة لسه حتة لحمة حمرا
عباس وأنا قولتلك مش عايز عيال ومش عايزها
زهرة يعنى ايه
عباس يعنى هاتيها هرميها للكلاب أنا مش عايز صداع
زهرة بصړاخ لا مش هتاخد بنتى منى حرام عليك اتقى ربنا شوية
عباس لا خدها وإلا هرميك معاها فى الشارع
زهرة لا لا يمكن تخدها منى
عباس لا هخدها ثم أقترب منها ينزعها من يديها وهى تستغيث لا لا بنتى حرام عليك يا عباس سبهالى وان شاء الله مش هتسمع صوتها تانى
عباس قولت مش عايزها يعنى مش عايزها
حاولت بقدر الإمكان زهرة التشبث بإبنتها ولكن لضعف صحتها استطاع عباس أخذها منها واسرع بها للخارج
فأسرعت ورائه زهرة صاړخة بنتى بنتى حرام عليك هات بنتى
فدفعها عباس بقدميه فسقطت فى الأرض
ثم لاذ هو بالفرار بها وأغلق على زهرة الباب بالمفتاح حتى لا تخرج ورائه
مشى عباس ب كرميلا عدة أمتار ولم يدرى اى مكان يضعها بها ليتخلص منها
حتى شاهد مبنى مكتوب على لافتة منه دار الايتام
عباس بس هى دى ثم نظر لوجه ابنته فوجدته تبتسم
عباس شكلك حلو بس صوتك سرينة أعوذ بالله
فخليك هنا فى الدار يربوك أحسن ولو يعنى كبرتى وعقلتى ابقى أفكر ارجعك
استنى بس اكتب على ايدك أسمك عشان يعرفوك بأسمك وأعرف اجيبك لو حبيت
فكتب على كف يدها بالقلم
متابعة القراءة