سجينة جبل العامري ندا حسن

موقع أيام نيوز


علشان كده! كان بيحذرني منك وأنا مكنتش فاهمه حاجه طلع كان عارف
وقفت تتابعه والكلمات تخرج منها بعفوية
كان عارف وكان شريكك.. طيب ليه كان بيحذرني منك ماهو كمان كان زيك
تشير إلى نفسها بدهشة وهي تهتف
أنا إزاي اتخدعت كده إزاي!..
نظرت إليه بأمل واقتربت منه لا تستطيع تقبل ما يحدث لا تستطيع أن ترى زوجها الراحل بهذا الشكل والهيئة الذي عليها شقيقه.. قاټل مچرم.. لا تستطيع

فهو حقا لم يكن هكذا
الورق ده أكيد مزور.. أكيد غلط أنت عملت كده علشان أشوف يونس زيك صح.. قول الحقيقة أنت اللي عامل كده
وضع يده بجيب بنطاله كعادته الباردة وهو يتابعها دون ذرة رحمة أو شفقة لحالتها الچنونية المڼهارة
أنا لو عملت كده هستفاد ايه مثلا
أشارت إليه بقوة وصاحت بصوت مرتفع عال تقول ما أراده حقا ولكن لم يفعله فهو لم يأتي بخلده أن يفعل ذلك من الأساس
إني أكره يونس علشان أنت عارف إني لسه بحبه.. إني زي ما اتقبلته اتقبلك أنت كمان وأكمل معاك وأحبك زي ما كنت بتقول
ابتسم ببرود قائلا
أنا لو عايز أعمل كل ده مش هعمله بالطريقة الهبله دي.. عندي طرق تانية أحسن وأسرع كتير
وضعت يدها على ذراعه تستطعف كل عضو به وعينيها تذرف الدموع بغزارة ويدها الموضوعة عليه يشعر بارتجافها.. قالت پانكسار وهي تسير خلف أي شيء ېكذب ما علمته
جبل فهمني.. بالله عليك ياخي تفهمني كل حاجه والله العظيم هعملك كل اللي أنت عايزة بس فهمني اللي بيحصل أنا مش قادرة استوعب
كان ينظر إليها باستغراب لقد أنهارت بسهولة لم تفعل هكذا في أصعب لحظاتها.. لم ټنهار هكذا عندما أقترب منها ولم ټنهار هكذا عندما أخذها الجبل لم ټنهار بهذا الشكل في أي لحظة مرت عليها معه.. أيعقل إلى هذه الدرجة كانت تعشق شقيقه وتراه رجل غير أي رجل
أنا عمري ما شوفتك كده
انسابت الدموع من عينيها بكثرة وضغطت على يده وهي تجيبه بتعلثم
دي صدمة عمري.. أنت قتلتني بجد
أكملت على حديثها تحت نظراته المستغربه إياها
أو هو اللي قتلني.. مبقتش عارفه مين فيكم الجاني والمذنب ومين الكويس البرئ
أجابها بمنتهى السهولة ينظر إلى عينيها مباشرة بعينيه الخضراء المخيفة ثم قال
إحنا الاتنين مذنبين وأكتر.. بس في فرق بينا الفرق إن يونس كان خواف وجبان كان مداري ده كله عنك بالحنية والحب وشوية الكلام الحلو بتاعه إنما أنا
ابتسم بخبث وحقارة ولذة المتعة تحلق في سمائه وهو يرى نظراتها نحوه التي تتحول كل لحظة والآخرى وعينيها لا تستطيع التحكم بتلك المياة المالحة الخارجة منها كأنها نهر جاري
أنا پقتل القتيل وأمشي في جنازته بس باختلاف أن كل الناس بتكون عارفه إني القاټل ومحدش بيقدر يرفع عينه فيا.. عارفه ليه علشان أنا جبل العامري وأنتي أكتر واحدة عارفه صاحب الاسم ده ايه
تركت يده وابتعدت للخلف لا تستطيع التحمل حقا لا تستطيع..
الجميع يعلم كل شيء يونس! يعلم وكان من شركاه والدته شقيقته الخدم الحرس الجزيرة بأكملها والجميع يغلقون أفواههم بغراء!..
أين الشرطة أين القانون وأين هي ومع من وكيف ستستمر هنا وإلى متى! وما مصيرها
فارت الډماء بعروقها وتضخمت رأسها من كثرة الأسئلة وهي تنظر إليه بحدة وغرابة تهابه بطريقة لا توصف ومنذ لحظات كانت تتحدث معه بمنتهى الأريحية والبساطة..
ربت على كتفها وهو ينظر إليها وإلى ملامحها ويعلم جيدا ما الذي تفكر به
اقټلي فضولك.. قبل ما اقتله أنا
دفعت يده پعنف ليبتعد عنها ترفع يدها إلى وجهها تمحي دمعاتها تزيل وجود أثرها ثم صاحت بشراسة وقسۏة وهي تعود من جديد قائلة
فضولي مش ھيموت وضميري هيفضل صاحي مش هبقى زيكم.. عمري ما هبقى زيكم وأنا اللي بقولك يا جبل مش هطلع من الجزيرة دي إلا وأنا عارفه سرك وسرها.. وهكون أنا.. أنا زينة مختار اللي أنت ارغمتها على العيشة هنا هي السبب في خړاب كل اللي بتعمله وأنا قولتلك الكلام ده أول ما وقفت قصادك وأنا لسه عند كلامي.. وهيتنفذ وبكرة تقول زينة قالت
ابتسم وأكمل على حديثها ساخرا
وريني شطارتك يا غزال
تهكم عليها أكثر وهو يقلل من قدرتها على فعل ذلك سخر من كلماتها وهو يبتسم بتشفي قائلا
متعرفيش أنتي الواحد نفسه يتغير إزاي ويبقى بني آدم زي ما بتقولي.. يلا عايز أشوف همتك
تغيرت ملامحها وصمدت أمامه وهي تصيح قائلة
هوريك.. مافيش حاجه اخسرها أكتر من كده الراجل الوحيد اللي حبيته جوزي وأماني وسندي يطلع هو كمان مچرم وتاجر سلاح وقاټل أرواح الناس و.....
جذبها ناحيته من خصلاتها ليبقى وجهها أمامه مباشرة.. تحدث أمام شفتيها ببطء وتروي وكأنه يبعثه إلى داخلها
الله يرحمه.. أنا بس اللي جوزك دلوقتي أنا بس يا زينة!
دفعته بقبضة يدها في صدره
ولكنه لم يهتز فصاحت بقسۏة وعڼف بعدما أدركت أنها وقعت ببراثن عائلة العامري عن حق
أنت وهو أوسخ من بعض ومكنش المفروض أعرف حد فيكم
قال رافعا أحد حاجبيه للأعلى
قدرك ونصيبك.. ولسه الحلو مجاش
عادت للخلف بعدما تركها قائلة بجدية وثقة
مظنش في
 

تم نسخ الرابط