سجينة جبل العامري ندا حسن
المحتويات
بدأ في النظر إليها واحدة تلو الأخرى وهو يعمل ويعيد ترتيبهم مرة أخرى
تركت المقعد الذي كانت تجلس عليه وذهبت لتجلس جواره على الفراش ثم خرجت الكلمات من بين شفتيها دون حساب
مش ناوي تفتحلي قلبك
رفع بصره إليها باستغراب شديد وعيناه تتابعها ثم ابتسم فجأة وهو يقول ساخرا
الكلمتين اللي اتكلمتهم معاكي ادوكي دفعة شجاعة علشان تقولي تفتحلي قلبك مرة واحدة
آه.. خلوني أفكر أكتر
أعاد نظره إلى الأوراق بيده وسألها
في ايه بقى
ببساطة شديدة تحدثت عنه
فيك
سألها مرة أخرى بجدية وهو يود حقا أن يعلم ما الذي تفكر به
إزاي
أردفت بجدية وصدق فحقا الحديث معه في المرة السابقة كان كالسهل الممتنع وتفكيرها المستمر دائما ابحر أكثر من السابق وأرهقها
عاود يسألها ببرود ولا مبالاة
وأنتي كنتي شيفاني إزاي
عبثت ملامحها وضغطت على أسنانها وحروف كلماتها وهي تتحدث بغل
كنت شيفاك ديب من ديابة الغابة بتاعتكم
ضحك بقوة وعبث بالأوراق وهو يستشعر طريقتها وتخيل ملامحها بعد الاستماع لصوتها لأنه لم يحظى برؤيتها وهي تقول ذلك
أومأت إليه وهي توضح له برفق
وأكتر كمان ولحد دلوقتي أنت لسه زي ما أنت أنا بس بحاول اتأقلم أكتر
رفع بصره إليها ينظر إلى ملامحها ثم هتف مستغربا
مش قولتي خلاص اتعودتي على سجنك معايا
تابعته وهي تنظر إليه أيضا ولكنها الآن في مرحلة لم تمر عليها من قبل معه إلا مرة واحدة تتحدث معه برفق ولين وهو سهل بسيط للغاية فحاولت استدراجه وهي تقول
سألها مضيقا عينه عليها
وده ينفع
حركت كتفيها بهدوء تعاود هي نفس السؤال
ماينفعش ليه
ابتسم باتساع لأنه يدرك جيدا أن هذه ليست المرأة التي تتحول هكذا بين ليلة وضحاها فقال يوضح لها مدى ذكائه الذي رأته سابقا ولكن يبدو لا تعترف به
علشان اللي أعرفه إنك مش بالساهل تتغيري كده.. يمكن بتحاولي تستهبليني علشان احكيلك اللي أنتي عايزاه
بالعكس أنا بفكر بجد أنه ليه مقعدش هنا بالرضا بدل الڠصب خصوصا إنك محتاج كده الفترة دي
استغرب قائلا
وده ليه بقى
أجابته بعقلانية لأنه أراد أن يظهر لابنة عمه أنه الأفضل على الإطلاق ومعه زوجته وابنته لعبت على ذلك تعبث به
ابتسم أكثر وعاد بعينه بعيدا عنها قائلا بعدم اقتناع
مش داخل عليا كلامك ولا هيدخل يا غزال
سألته بضيق
للدرجة دي
مين قال إني رغباك.. أنا عايزة نعيش مع بعض وإحنا راضيين طالما خلاص اتحكم علينا بده وده في مصلحتك ومصلحتي
تفوه مستغربا من حديثها
مصلحتي وعرفناها.. مصلحتك ليه بقى
عادت المسافة التي ابتعدتها مرة أخرى وقالت بجدية وصدق نابع من قلبها وعقلها الذي قټله التفكير
أولا علشان بنتي.. ثانيا علشان أنا تعبت منك وتعبت من تفكيري فيك أنت شخص كويس ولا لا ومحتاجه أفهم بجد وارتاح
ترك ما بيده تماما واعتدل في جلسته عندما طرح عقله عليه هذا السؤال
بعد حديثها الذي استشعر به الصدق فقال دون مقدمات
لو طلعت شخص كويس مش زي ما أنتي شايفه هتعملي ايه.. هتفضلي معايا ولا هاتمشي
نظرت إليه للحظة ثم عدلت عليه
أنت سألت السؤال غلط
حرك رأسه يسألها وعيناه تتابع كل حركة تصدر عنها
وايه الصح
نظرت إليه بعمق وبقوة ثم خرجت الكلمات من بين شفتيها تعدل سؤاله ليكون عقلاني أكثر
لو طلعت شخص كويس مش زي ما أنتي شايفه هتغيري نظرتك السابقة فيا وتنسي اللي عملته فيكي ولا لأ
ظل ينظر إليها دون حديث فأكملت هي قائلة
من هنا نقدر نسأل ولو هغير نظرتي وانسى تسأل بعدها هتتقبليني ولا لأ وبعدها هتقعدي ولا لأ
لا يدري لما أصبح ينظر إليها كل هذه المدة دون حديث وهي تتابع عيناه دون كلل أو ملل بل وقف الحديث على طرفي لسان كل منهما ولكنه في لحظة ما خرجت منه الكلمات بعفوية تامة
لو نسيتي وغيرتي رأيك فيا.. هتحبيني
كررت نفس الكلمة باستغراب تام وذهول أحاط عقلها بعد أن ارتجف جسدها من أثرها عليها
أحبك!
بقيت تنظر إليه دون إجابة وهي ترى عيناه وملامحه تترقبها وتنتظر منها إجابة.. أهو حقا ينتظر منها أن تحبه أهو يتخيل أن الأمر بهذه السهولة أو هو تغيرت مشاعره تجاهها ليقول هذا الحديث مرة واحدة.. أهو مختل لقد قفز مرة واحدة في العلاقة بينهم وهي لا تستطيع تحديد أي مرسى تقف عليه الآن معه أنها فقط
متابعة القراءة