سجينة جبل العامري ندا حسن
المحتويات
عليه لمحى اسم جبل العامري من الوجود
جذبه والده وهو يخرج به وبابنته بسرعة شديدة قبل أن يتحدث ويخطأ في الحديث فهو لا يريد سلاح فليس هناك أكثر منهم على الجزيرة..
دلف إلى الداخل وقف في ردهة القصر أمام الدرج وخرجت هي من المكتب وقفت أمامه ابتسمت بسخرية وهي تقترب منه ثم قالت
خبيث ومكار
غمزها بعينيه متهكما
وأعجبك
هناك من يقف على بوابة القصر خرجت ذكية من الداخل وفتحت البوابة لتطل من خلفها فتاة في العشرينات
وقفت أمام البوابة ببنطال من الجينز الضيق وقميص بنصف كم تتطاير خصلاتها البنية على جانبيها.. جوارها حقيبة سفر كبيرة وبيدها غيرها..
ثبتت نظرات عينيه عليها ترك وعد تهبط من على ذراعه دون حديث لتقف جوار والدتها وأعتدل هو في وقفته مرة أخرى ينظر إليها بعينه الخضراء..
ابتلع غصة مريرة وقفت بحلقة كما وقفت الذكريات بعقله الآن تسير بشريط سريع وكأنه على حافة المۏت..
تقدمت هي إلى الداخل وتركت الحقائب في الخارج دلفت القصر وهي تنظر إليه بقوة كما يفعل حنين داخل قلبيهما يحرك عينيهما على بعضهم البعض.. لهفة ولوعة حاړقة لكل منهما.. إحداهما خائڼ والآخر مطعون پسكين الحب في قلبه!..
تمارا
ما أن تفوه باسمها حتى تركت وعد والدتها وتقدمت منه لأنها شعرت بالضجر لأجل أنه تركها وهي كانت تريده تمسكت ببنطاله قائلة بقوة
بابا
هذه الكلمة انتشلت الجميع من الحالة الذي هم بها نظرت إليها تمارا بذهول واستغراب وحزن شديد ونيران اشتعلت داخل قلبها في لحظة واحدة بعدما كانت شعرت أن القادم سيكون أفضل..
بينما تلك المسكينة التي كانت تقف لا تفهم ما يدور حولها نظرت إلى ابنتها مشفقة عليها فيبدو أنها قريبا ستفقد الأب الآخر الذي اكتسبته في فترة صغيرة..
نظرات من ثلاث أعين تنبع محتواها من داخل قلبهم وكل نظرة تخرج من قلب تعبر عما به إن كان اشتياق أو حړقة أو ندم..
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الحادي_عشر
ندا_حسن
تقدمت تمارا بخطوات مترددة غير ثابتة على الأرضية عينيها مثبتة على أعين جبل الخضراء المهزوزة ملامحها تقول أشياء كثيرة أثناء سيرها تجاهه..
وقفت أمامه مباشرة وبينهم زينة وابنتها تابعته بعينيها ثم أردفت بنبرة مليئة بالحنين
جبل..
نظرات عينيه تتابع تفاصيل ملامحها التي تغيرت كثيرا قټلت البراءة بهما قټل الحب ومعهم قټلت لهفته إليها وعليها.. المتواجد الآن مشاعر مختلطة لا يستطيع تفسيرها ولكنه يعلم أنها بسبب قدومها المفاجئ أعادت إليه ذكريات راحلة منذ سنوات كتيرة..
وقامت بفتح چروح غائرة كانت قد التئمت وشعر بالإهانة والشفقة تجاه نفسه وهو يحاول أن يداوي هذه الچروح..
الآن بكل بساطة فقط لأجل رؤيتها من جديد تفتح چروحه هذه!..
اخفضت نظرها إلى الطفلة وعد دارت عيناها عليها بقوة وعلى ملامح وجهها ترددت الكلمة مرة أخرى في أذنها فرفعت بصرها إليه متسائلة بنبرة مرتعشة
أنت اتجوزت
ضغط على فكه بشدة أغمض عينه بعمق وبقوة ثم فتحهما مرة أخرى وحاول استعادة نفسه وهو يقول مؤكدا
أيوه.. اتجوزت
أكمل ناظرا إليها بقوة عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف لا لمكان لوجودك في قلبي ولا مكان لچروح غائرة منك
حمدالله على سلامتك.. ډخلتي الجزيرة إزاي
أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج
نسيت طرقي ولا نسيت إني بنت العامري وأدخل في أي وقت
تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تعنيه
تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه
منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة.. أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا.. هنا وبس
نظرت إليه مطولا ولم تستطع الرد فهي تدرك جيدا أنه يحاول اهانتها يحاول أن يزعجها ويسخر منها بحديثه ولكنها تعرفه جيدا تحفظه عن ظهر قلب
هبطت فرح من أعلى الدرج تنظر إليها غير مصدقة أنها تراها أمامها وصاحت باستنكار وذهول وهي تقترب منها
ايه ده.. تمارا
أقتربت منها تقف
متابعة القراءة