سجينة جبل العامري ندا حسن

موقع أيام نيوز


جميعا..
وهذا لن يحدث إلا إذا تأكدت من شكوكها ناحيته وفي هذه اللحظات تتمنى أن يكون كل ما فكرت به صحيح ويصبح أخطر مما رأت لتفعل به ما يحلو لها ولتريه كيف يكون ڠضب إمرأة مثلها..
ذهبت إلى البوابة الخارجة وطلبت من الحارس أن يفتح لها لتخرج وهو لم يكن لديه أوامر بمنعها من الخروج ففتح لها البوابة وخرجت منها سريعا قبل أن يرصدها أحدا من القصر..

رأته وهو يسير مبتعدا إلى الأمام على خط طول القصر سيره يوازي خط الترعة المتواجدة أمامهم بقيت واقفة قليلا إلى أن أبتعد بمسافة كافية لتجعلها تسير خلفه دون أن يراها كان الجو بارد قليلا والهواء يداعب خصلات شعرها السوداء المتناثرة على جانبي وجهها بقيت تنظر 
سارت بعد أن تأكدت من إنه أبتعد عنها ولن يستطيع رؤيتها علمت أنه متوجه إلى نفس المكان الذي تريد التوجه إليه يالا حظها السعيد لأول مرة إن كان هو الآخر هناك في نفس التوقيت ستسطيع أن تعلم ما الذي يخفى عنها هنا..
ابتسمت بفرح
وسرور وهي تسير خلفه على بعد ثم توجهت إلى الجسر الخشبي فوق الترعة والذي يفصل الطريقين عن بعضهم رأته وهو يختفي عن الأنظار بعد سيره ما يقارب الثلاث دقائق في الناحية الأخرى ودلوفه خلف الجبل.. جبل العامري
عبرت الجسر ووقفت على الطريق الآخر تسير متقدمة من الجبل لكي ترى ما تريد وتتأكد من شكوكها وتتمسك بالأدلة القاټلة له بين يدها لا تدري كل هذا بناءا على ماذا لكن إحساسها لم ېكذب عليها أبدا.. وهذا هو الحل الوحيد السير وراء الوهم إلى أن يتحول إلى حقيقة والتمسك به..
أثناء تقدمها من الجبل ونظراتها عليه لقد كان عاليا ترتفع برأسها لتنظر إلى آخره يأخذ مساحة كبيرة للغاية من الأرض وشكله مهيب كأنه بركان وداخله الكثير من الأسرار الذي تود الفوران بحممها البركانية لټحرق كل من أخفى داخله سرا..
أتت على رأسها ذكرى راحلة من ذكرياتها المتكررة مع زوجها عندما تقدمت إلى هنا في المرة السابقة..
سارت على قدميها بعد أن عبرت الجسر متقدمة من الجبل وهي تنظر إليه بسعادة كبيرة وفضولها يقت لها ناحيته أن تتجه نحوه وتراه عن قرب فلا يوجد شيء قيم مثله على هذه الجزيرة الغريبة..
هواء الليل ونسماته كان يداعب خصلاتها ويجعلها تتطاير خلفها الجو معتم للغاية والسماء 
استمعت إلى صوت زوجها الصارخ وهو يركض ناحيتها بسرعة كبيرة يهتف بإسمها
زينة
استدارت بلهفة تنظر خلفها بفزع أن الليل هنا مخيف وهو ظهر على حين غرة بصوته المنزعج نظرت إليه متسائلة وهو يقترب منها
في ايه
وقف أمامها لاهثا بعد ركضه خلفها عندما أخبره أحد الحراس أنها خرجت
رايحه فين
عايزة أشوف الجبل
صړخ بوجهها بانفعال وعصبية يشيح بيده غاضبا من تصرفاتها لأنه سابقا حذرها من الذهاب إليه ولكنها لا تستطيع الإستماع إليه وذلك الفضول سيقت لها
لأ يا زينة قولتلك متحاوليش تروحي عنده
تابعته باستغراب شديد وأجابته باستياء متسائلة
هو فيه سر يعني.. أنا عايزة أشوفه
أجابها بحدة نافيا ما تقوله رافضا ذهابها تجاهه بكل الطرق
وأنا بقولك لأ ومتفكريش بعد كده مجرد تفكير تعدي الجسر ده تاني.. سامعه يا زينة
أكمل بجدية وانفعال وهو يشعر أنها لن تصمت إلا عندما تأتي إليه بمصېبة لطالما استمرت هنا على هذه الجزيرة
حدودك آخرها سور القصر.. المنطقة دي متفكريش تيجي عندها
وجدها تنظر إليه باستغراب وذهول شديد وهي تتابع حديثه الذي يشعرها بالرهبة تجاه ذلك الجبل أو تجاه ما داخله!..


استمعت إلى أصوات رجال ليس واحد وليس هو ضيقت ما بين حاجبيها وحاولت أن تسترق السمع ليتضح إليها ما يقولون اتبعت الصوت إلى أن وقفت جوار الجبل بزاوية في جانبه وتوارت عن الأنظار تقف خلفه
 

تم نسخ الرابط