بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الثالث و العشرون للأخير
المحتويات
هي و ابنها عياط من امبارح
قال جملته الأخيرة بتأفف وهو ينظر خلفه إلىجنة التي كانت تحتضن محمود بين ذراعيها تهرول إلى سالم الذي احتوى كتفيها بيديه وهو يقول باهتمام
أنت كويسة
اومأت برأسها وهي تقول بهمس
كويسه..
عملك حاجه
صاح ناجي بملل
يا عم والله ما عملتلها حاجة .. ده أنا اللي أنقذت الواد الزنان دا . و بعدين انا كل اللي كنت عايزة أنها تحضر جمعتنا الحلوة دي ..
حسابك تقل اوي !
ناجي بنفاذ صبر
بقولك ايه يالا نبدا العرض
فرقع ناجي بإصبعه فعم النور المكان ليتفاجأ الجميع بانفتاح أول باب ليظهر منه مروان الذي كان يقف بجمود مشبكا يديه خلف ظهره فناظره كلا من صفوت و طارق پصدمة ترجمها الأخير دون وعي
مروان !
قهقه ناجي قبل أن يقول پغضب مفتعل
سالم بجفاء
مروان الخاېن هي دي المفاجئة بتاعتك !
ابتسم ناجي بتفاخر
لا دا أول كارت في اللعبة .. مروان باشا جوز بنتي الغاليه اللي باعك و باع عيلته عشان ست الحسن و الجمال ! و الشهادة لله نفذ المطلوب منه بالحرف الواحد . أنا كنت شاكك فيه لحد آخر لحظة بس كسب ثقتي لما عمل الكبيرة و مضي الباشا على ورق التنازل عن الأرض مهر سمسمه بنتي.. الحريم بردو ليهم تأثير جبار .. ها ايه رأيك يا كبير
هات كل اللي عندك
ناجي بټهديد
لا جامد .. سالم الوزان جامد بردو مش حتة عيل زي مروان دا يهزه.. بس أنا بردو واجب عليا أحذرك مش هتقدر على اللي عندي !
بطل لك النسوان دا و هات اللي عندك عشان أنا خلقي ضيق !
هكذا
أجابه سالم بملل فابتسم بتخابث قبل أن ينفتح الباب الثاني و تخرج منه همت التي كانت ملامحها جامدة و عينيها زائغة و لم تتفوه بحرف واحد فصاح ناجي بتهليل
شيعها صفوت بنظرات الخسة قبل أن يقول بإحتقار
يا خسارة . الغالي رخص أوي !
عندك يا باشا .. انت اخويا الكبير اه بس إلا مراتي .. مش مراتك بس اللي خط أحمر ! مع أن ناجي الوزان نسوان الدنيا كلهم متقفش قصاده !
انكمشت ملامح صفوت بحيرة من حديث ناجي الذي لون الخبث عينيه التي توجهت إلى الباب الثالث فخرجت منه سهام تحتضن نجمة ابنتها بملامح واجمة و عينين شوهتها خطوط حمراء خلفها كثرة البكاء فجمدت ملامح صفوت بثوان قبل أن تخترق آذانه كلمات ناجى المسمۏمة
صمت لبرهة قبل أن يتابع بمرارة
و أول سکينة انغرست في قلبي .. بس الحمد ربنا هداها و صلحت غلطها و رجعتلي تاني ! بعد ما أطلقت منك ..
عودة الي وقتا سابق
مين
جاءها الصوت الساخر على الطرف الثاني لتتجمد الډماء بأوردتها
لسه نفس التكبر بردو .مغيرتوش السنين !
ابتعلت ريقها محاولة الإبقاء على هدوءها وقالت بمراوغة
مين معايا
عاتبها بتهكم
معقول نسيتي صوتي ولا مش معقول ليه إذا كنت نستيني بعد ما كنت معايا بيوم واحد و اتجوزتي اخويا .. يبقى هتفتكري صوتي بعد كل السنين دي
أخذت دقات قلبها تدق بصخب تجلي في نبرتها المرتجفة حين قالت
لسه كنت بقول مين الوقح اللي بيتصل و مش عايز يبطل دا . قلبي كان حاسس ..
وحشتيني ..
اخرس ..
قهقه بصخب قبل أن يقول بجدية
جوزك فين
و انت مالك
زفر بحنق قبل أن يقول بتهكم
سمعت أنه بيفكر يتجوز اليومين دول. وبصراحه انا عاذره أنت مقصره معاه اوي و الراجل كان اصيل و صبر عليك كتير .. إلا قوليلي يا سهام . مكنتيش بتديله حقوقه عشان حزينة على بنتك ولا مكنتيش قادرة أنه يقرب وأنت بتحبي اخوه
غرور ولاد الوزان الحاجة الوحيدة اللي خدتها منهم.. بالإضافة للاسم..
هكذا خاطبته بتهكم فأجابها بمرارة
اهي حاجه خدتها منهم ماهم خدوا مني كل حاجه . حتي الحاجه الوحيده اللي حبتها في حياتي خدوها مني ..
اخترقت سهام كلماته جراحا ظنتها شفيت منذ زمن ولكن اتضح بأنها مختبئة خلف رماد العمر الذي مضى دون أن تلحظ
متصل عايز ايه
بنتك لسه عايشه . و معايا ..
لم تصدق أذنيها و تدلي فكها من فرط الصدمة التي تجلت في نبرتها حين قالت
بتقول ايه
اللي سمعتيه.. بنتك لسه عايشه و معايا ..
فخا نعم إنه فخ . هكذا أقنعت نفسها و رددته شفاهها حين قالت
كذاب . ايوا انت كذاب . و
متابعة القراءة