بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الثالث و العشرون للأخير

موقع أيام نيوز

كلماته وأفعاله فقالت بخفوت 
لحقوا 
ياسين بخشونة
لحقوا ! دانا شويه وهحسد النوم اللى خدك مني ..
حلا بإندهاش
أنت منمتش 
لا 
ليه أنت كدا هتتعب .. اليوم طويل 
راقت له لهفتها فعانق توتيتها بخاصته قبل أن يرفع رأسه قائلا بخفوت
مش مهم .. المهم إنك موجودة معايا و دا في حد ذاته راحة 
نقشت كلماته حروفها فوق جدران قلبها الذي تقاذفت دقاته فاهتزت نبرتها حين قالت 
قد كدا بتحبني 
بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا ..
ارتج

قلبها پعنف جراء كلماته الرائعة و التي لم ترتوي منها أبدا فقالت بدلال
قولها تاني 
دلالها كان أكثر ما يمكن احتماله فتبدد إخضرار عينيه و أزداد قتامة و قال بأنفاس محمومة
أنا بقول كفاية كلام بقي .. في حاجات تانيه أهم ..
حلا بدلال 
اللي هي 
انك وحشتيني ..
حوت كلماته شغفا قاټل أتقن سكبه فوق تقاسيم وجهها قبل أن يجرفها تيار عشقه إلى عالم ساحر يقتصر على كليهما فقط .. عالم لم تستطيع حكايات العشق أن تسطره أو تصل إليه .. كان بارعا في سلبها أنفاسها و اللعب على ثباتها الذي طار أدراج الرياح فأي ثبات أمام رجل مثله ! يعرف جيدا كيف يجعلها تصل إلى قمة السعادة .. تتقلب بين جنان عشقه على جمرات الشوق و لهيب الهوى .. يعزف على أوتار قلبها باحتواءه لها الذي يكن تارة قوي شغوف وأخرى حاني مراعي . يقودها إلى الجنون الذي تعزفه سيموفونياتها العاشقة فيتجدد شوقه مرة أخرى و يتعاظم الشغف بداخله فيبثها إياه بكل ما أوتي من عشق لا ينضب أبدا فقد عرف الطمأنينة بجانبها فهي الشخص الوحيد الذي احتوى جراحه و تخبطاته و امتص جميع أوجاعه ..
أخيرا وصلا إلى غرفتهما فقد ظن بأن ذلك اليوم لن ينتهي أبدا فقام بإغلاق الباب مستندا بكامل ثقله عليه وهو يقول بتعب
مش مصدق أني وصلت ل أوضتنا أخيرا ..
لامست تعبه الواضح فقالت بحنو 
معلش عدت الحمد لله .. أدخل خد شاور على ما اجهزلك حاجة سريعة تاكلها و نام لك شويه ..
تأرجحت إبتسامة ساخرة على شفتيه فأبرزت بعمق غمازتيه الرائعتين و أقترب منها بخطوات هادئه تنافي قوته في التمسك بها و احتوائها قبل أن يقول بخشونة
نوم إيه بس دا إحنا يدوب هنقول كلمتين و هنزل ورايا شغل كتير ..
ناظرته باستفهام و شاب القلق نبرتها حين قالت 
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة.. و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتداد حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت 
سلامة قلبك من الۏجع .. متخليش دماغك الحلوة دي تفكر في حاجات وحشة .. و أن شاء الله كل اللي جاي خير ..
قرب رأسه منها ليروي ظمأه فإذا بهاتفه يرن فحبس أنفاسه الغاضبة و أسند جبينه على خلصتها و هو يتمتم
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم ..
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بغرس ورودا حمراء تروي مدى تأثره بها و عشقه لها قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا 
خلاص يا سالم هتوضي و أصلي ارحمني من العيلة دي يارب ..
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي 
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج 
سليم 
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي ..
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
طب فين المشكلة و أنا كنت عملت ايه 
سليم مغازلا 
كلك على بعضك مشكله .. 
راق له خجلها فتابع يشاكسها 
طب يعني لما تقوليلي سليم الحلوة دي مفروض اسكت مثلا ! حد قالك اني مابحسش ولا حاجه 
ارتدت قناع الجدية وهي تقول
والله لو ما بطلت ما هقولك عايزة إيه 
لا و على أيه .. أؤمر يا قمر 
خرجت الكلمات من بين شفتيها بتمني راق له كثيرا
أنا نفسي نصلي جماعة مع بعض ..
تعابيرها الطفولية و طريقتها اللطيفة في الحديث إضافة إلى طلبها الذي أسعده بشدة كل تلك الأشياء لها وقع السحر على قلبه الذي يود لو يختطفها من العالم أجمع..
انجري يا جنة روحي اتوضي ..
قهقهت على لهجته و تقاسيمه التي لونها القهر و اتجهت الى الحمام توضأت وخرجت لتجده ينتظرها و سرعان ما ارتدت جلباب الصلاة و توجهت لتقف خلفه و ما هي إلا ثوان حتى أقام الصلاة ركعة تلو الأخرى و سجدة تليها سجدة و دعاءها الذي لا

يفارقها 
سبحان الذي رزقني هذا من غير حول لي ولا قوة يا مديم النعم أدمه لي في حياتي و أصلحني به و اصلحه بي .. و هبنا ذرية صالحة و احفظ لي ابني وأجعله قرة عين لي و له و أعنا على تربيته و أجعله ذرية صالحة لنا و اعفو عن أباه و اغفر له انك أنت العفو الغفور ..
لا تعلم لما كانت تدعو له ولكنه و بالرغم من كل سيئاته فهو
تم نسخ الرابط