بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
المحتويات
جرا إليها لمواساتها..
بټعيطي.. توقعت انك بټعيطي .
لم تنظر إليه إنما اخفضت بصرها قائلة بخيبة أمل
مش في ايدي حاجه غير العياط.
نظر إليها بشفقة و ألم ثم أردف بتعقل
لا فيه.. و في كتير كمان..
انكمشت ملامحها بحيرة و ناظرته قائلة باستفهام
تقصد ايه
مروان بصياح
تفردي بوزك .. تعدلي سحنتك دي. بالك أنت لو بطلتي عياط و نع طول النهار و ضحكتي كدا و فرفشتي اللعڼة الي في البيت دي هتتفك.. اه والله هتتفك..
مانت بتعرفي تضحكي اهوة.. اومال ايه وش البومه الي مصدراهولنا على طول دا
أجابته قائله باندهاش من بين ضحكاتها
انت فظيع اقسم بالله .. ازاي بتقدر تضحك في وسط كل الهم و النكد الي احنا فيه دي
يا بنت هم أيه و نكد ايه بس. اضحك للدنيا تضحكلك. كشرلها هتنفخ أهلك. و أنت كشرتي كتير جلد وشك كرمش ياماما.. و بعدين حرام عليك معاك أرواح في البيت لو فضلتي تنعي كدا طول الليل و النهار ھنموت مشاليل كلنا..
امتدت يداها تضربه پعنف في كتفه وهي تقول پغضب
تصدق انك جزمه بقي انا بنع و جلد وشى كرمش طب انا هوريك..
كان وعدا بالأمان لم تتوقعه أبدا فقد كان يشبه المأوى لمن اعتاد التشرد طوال حياته. غيثا علي تربه قاحلة تصدعت بفعل الجفاف والإهمال فأخذت عينيها تتعمق أكثر بحثا عن أي لمحة خداع بملامحه ولكن كانت تقاسيمه هادئة و عينيه صافية تؤكدان كلماته التي زلزلت كيانها وحين أوشكت علي الحديث جاء ذلك الصوت الجاف من خلفها
لعڼ مروان بداخله حين أتاه صوت همت التي ڠضبت حين رأت قربهم الذي جعل سما تتراجع إلي الخلف كمن أمسكت متلبسه بجرم كبير بينما الټفت مروان يناظر عمته شذرا قبل أن يقول بسخرية
عينها كانت مطروفة وكنت بنفخهالها ..
اغتاظت همت من سخريته فصاحت غاضبة
متعملش كده تاني يا عين عمتك ولو حتي عينها اتفختت. متقربش منها تاني يا ابن دولت..
بمناسبة دولت هي بعتالك السلام و بتقولك اتكي ع الأصل شويه يا عمتى.
ڠضبت من كلماته ولم تسعفها كلماتها في رد إهانته بينما الټفت هو يناظر تلك التي مازالت ترتجف جراء ما حدث وقام بإرسال غمزة عابثة من عينيه العاشقة تلقفتها هي بذهول جعل فكها يتدلي إلى الأسفل من فرط الصدمة
جاء الليل الذي كان حزينا للغاية يشبه ملامحها التي لأول مرة تنهزم أمام ضربات القدر فقد ظنت بأنها اعتادت عليها ولكنها وجدت نفسها تهزم أمام ما يحدث معها و كأنها عجوز مسنة لا تستطيع سوى ذرف العبرات التي انبثقت من عينيها مطلقه العنان لحزنها أن يعبر علي
هيئة أنهار غزيرة أحرقت جلدها الطري و حفرت وديان من الألم فوق خديها.
كان الجو بديعا و السماء صافيه علي عكس سماءها الملبدة بالغيوم التي مهما امطرت لا تنضب أبدا وكأنها تعاند وهنها الذي تمكن منها ف أعياها و جعلها لأول مرة تستسلم لدوامات سوداء ابتلعتها وكانت هي أكثر من مرحبة بها.
اختارت أن تبقى جالسة مع حزنها علي أن تذهب مع شقيقتها حتى تستنشق الهواء النقي و اختارت أن تبقى حبيسة غرفتها التي شهدت على أكثر لحظاتها ألما و حين كانت غارقه بلحظات حزنها سمعت أصوات هلع في الخارج فتحاملت على نفسها وهبت من مخدعها وقامت بفتح باب الغرفة لمعرفة ما حدث فوجدت الخدم يهرولون هنا و هناك و كان ياسين هو الآخر يهبط الدرج فلحقته قائلة بلهفة
في ايه يا ياسين
لم يتوقف إنما قال بعجالة
بيقولوا في حريقه في الاسطبل الي ورا و الخيل كلها هربت بره المزرعة..
شهقت پعنف وقد هالها ما سمعت و لكن ياسين كان يهرول إلي الخارج فأتاها صوت قاس من خلفها يأمرها قائلا
ادخلي اوضتك و أجفلي بابك عليك و متخرجيش واصل غير لما نعرفو ايه الي حوصول..
التفتت لتجد عمار الذي كان يطالعها بنظرات تحمل الندم الذي لم يتجاوز حدود شفتيه فلم تجبه بل توجهت الى غرفتها تغلق الباب خلفها و ما أن التفتت حتى تسمرت بمكانها لدى رؤيتها لذلك
متابعة القراءة